هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع تواصل التحضيرات الإسرائيلية لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن
للمنطقة، تزداد التقديرات بسعيه جاهدا من أجل التعاون الاستراتيجي، وإقامة
تحالفات إقليمية جديدة يمكنها التعامل مع التهديدات القديمة والجديدة، وكبح جماح
المنافسين، وتقوية الحلفاء، ومنهم دولة الاحتلال والدول العربية
"المعتدلة"، انطلاقا من فرضية إسرائيلية، مفادها أن الإدارات الأمريكية
الثلاثة الأخيرة مقتنعة أنه بعد الحربين الفاشلتين في أفغانستان والعراق، لم تعد
الولايات المتحدة قادرة على العمل بمفردها "شرطيا" للعالم.
في الوقت ذاته، تستعد دولة الاحتلال لاستقبال نوايا بايدن بتأسيس
تحالف دفاعي إقليمي في مؤتمر سيعقد في جدة السعودية، وتحضره الولايات المتحدة
وإسرائيل ودول أخرى، بينها جميع دول الخليج ومصر والأردن والعراق، وبهذا المعنى،
فإن التقدير الإسرائيلي أن سلوك بايدن هذا يعني أن الولايات المتحدة لا تنوي
مغادرة الشرق الأوسط، وستستمر بالمشاركة في العمليات الرئيسية، لكن العامل الرئيسي
في التحالف المخطط له هو السعودية، وليس من قبيل المصادفة أن يزورها أولا، ويعقد
التحالف التأسيسي على أرضها.
البروفيسور إيتان غلبوع، خبير شؤون الولايات المتحدة بجامعة بار
إيلان، والباحث بمعهد القدس للاستراتيجية والدفاع، ذكر في مقاله بموقع ويللا،
ترجمته "عربي21" أن "العلاقات الإقليمية التي ينوي بايدن تطويرها
خلال زيارته، لا تغفل حقيقة أن إسرائيل تحتل مكانة مركزية فيها، حيث أعلن البيت
الأبيض أن زيارتها ستتم، حتى لو تفكك التحالف الحكومي الهش القائم حاليا، رغم أن
زيارته في مثل هذه الحالة، قد تفسر على أنها تدخل في السياسة الإسرائيلية الداخلية،
مما يفضل أن يتجنبها".
وأضاف أن "بايدن يصل إلى إسرائيل في وقت حساس بشكل خاص، يتضمن جملة
من التطورات المتلاحقة، أولها الجمود في المحادثات النووية مع إيران، وانتهاك
الاتفاقات والالتزامات، من خلال إغلاق كاميرات المراقبة في المواقع النووية،
وثانيها التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حول سياساتها الإقليمية،
وثالثها الموقف من مجريات الحرب في أوكرانيا، ورابعها والأهم، كيفية تأثير هذه
الزيارة على انتخابات الكونجرس القادمة، انطلاقا من معرفة كيف ستبدأ الزيارة، وكيف
ستنتهي".
اقرأ أيضا: شكوك إسرائيلية بأن تسفر زيارة بايدن عن تطبيع السعودية
رغم التحمس الإسرائيلي من زيارة بايدن، حتى لو كانت لحسابات داخلية
حزبية وشخصية، لكن التوقعات لا تبدو مرتفعة جدا كلما اقترب موعد الزيارة، مع ظهور
المزيد من التحديات والعقبات التي قد تحول دون تنفيذ وتحقيق ما يتطلع إليه
الاحتلال، لاسيما على صعيد التحالف الإقليمي ضد إيران، والحصول على مساعدات مالية
أمريكية جديدة لتطوير برامج عسكرية وقتالية.
في الوقت ذاته، يترقب الإسرائيليون نتائج زيارة بايدن إلى السعودية،
وما قد تسفر عنه، في ضوء تأثيرها المباشر على مستقبل العلاقة بين الرياض وتل أبيب،
ورغبة الأخيرة بأن تطوي واشنطن صفحة التوتر مع المملكة، خشية أن يؤثر استمرار
الجمود في علاقاتهما على مستقبل التطبيع معها، على اعتبار أنه سيكون صعبا إعلان
العلاقات بين تل أبيب والرياض دون أن تكون واشنطن في قلبها، وهو ما يسعى إليه
الاحتلال، دون توفر ضمانات بحدوث ذلك، مع تضارب بعض المصالح السعودية الأمريكية،
خاصة بسبب أسعار النفط.