هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أظهرت بيانات رسمية، الخميس، أن الاقتصاد الأمريكي انكمش مرة أخرى في الربع الثاني من العام، وسط تشديد كبير للسياسة النقدية في محاولة من مجلس الاحتياطي الاتحادي لتحجيم التضخم، ما يزيد من مخاطر دخول أكبر اقتصاد بالعالم في ركود قبل أشهر قليلة من انتخابات أساسية لجو بايدن.
وانخفضت شعبية بايدن إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 36 في المئة، وفقا لاستطلاع رويترز إبسوس، مع إدراج الاقتصاد على رأس اهتمامات الناخبين في ظل ارتفاع فواتير البقالة والغاز والإسكان.
وبحسب أرقام نشرتها وزارة التجارة الأمريكية، الخميس، انكمش إجمالي الناتج المحلي بنسبة 0.9 بالمئة على أساس سنوي في الربع الثاني. وفي الربع الأول تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.6 بالمئة.
والانكماش لربعين متتاليين يستوفي التعريف القياسي للركود. لكن الكثير من خبراء الاقتصاد فضلا عن إدارة بايدن يؤكدون أن الاقتصاد ليس في حالة ركود بسبب عوامل أخرى أكثر إيجابية مثل العمالة.
والمكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية، وهو من يحدد رسميا حالات الركود في الولايات المتحدة، ويعرف الركود بأنه "تراجع ملحوظ في النشاط الاقتصادي في مختلف قطاعات الاقتصاد يستمر لأكثر من بضعة أشهر ويلاحظ عادة على مؤشرات الانتاج والعمالة والدخل الحقيقي وغيرها".
وبلغ متوسط نمو الوظائف 456,700 شهريا في النصف الأول من العام وهو ما يحقق مكاسب قوية في الأجور. ومع ذلك تزايدت مخاطر التراجع الاقتصادي. وانخفض بناء وبيع المنازل في حين تراجعت معنويات الشركات والمستهلكين في الأشهر الأخيرة.
وأظهر تقرير منفصل من وزارة العمل الأمريكية، الخميس، أن الطلبات المقدمة لأول مرة للحصول على إعانات البطالة الحكومية تراجعت بواقع خمسة آلاف إلى رقم 256 ألفا المعدل لأسباب موسمية في الأسبوع المنتهي يوم 23 تموز/ يوليو.
ورفع مجلس الاحتياطي أمس الأربعاء سعر الفائدة ثلاثة أرباع نقطة مئوية ليبلغ إجمالي رفع الفائدة منذ آذار/ مارس 225 نقطة أساس. وأقر جيروم باول رئيس المجلس بأن تراجع النشاط الاقتصادي ناتج عن تشديد السياسة النقدية.
اقرأ أيضا: "المركزي الأمريكي" يرفع الفائدة مجددا.. و5 بنوك خليجية تتبعه
بايدن غير متفاجئ
ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليقا على أرقام الخميس أن الاقتصاد الأمريكي "على الطريق الصحيح"، قائلا: "نحن على الطريق الصحيح وسنخرج أقوى وأكثر أمانا".
وأضاف في بيان: "من غير المفاجئ أن يتباطأ الاقتصاد في وقت يتحرك فيه الاحتياطي الفيدرالي لخفض التضخم".
والأحد، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن أول اقتصاد عالمي لا يعاني من الركود، مشددة على أن "الركود يعني انكماشا معمما في كل قطاعات الاقتصاد. وحتى لو كان هذا الرقم سلبيا فنحن لسنا في حالة ركود راهنا".
إلا أن المعارضة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ترى في ذلك تلاعبا بالأرقام. وقال الحزب الجمهوري متوجها إلى بايدن: "لا يمكنك تغيير الواقع من خلال المحاججة على التعريفات".
وخفض صندوق النقد الدولي من جهته بشكل كبير توقعات النمو في الولايات المتحدة خلال 2022، وبات يتوقع 2.3 بالمئة فيما كانت النسبة 3.7 بالمئة في نيسان/ أبريل، مشيرا إلى "نمو أضعف في مطلع السنة" وتداعيات التضخم.
وكان إجمالي الناتج المحلي الأمريكي تراجع بنسبة 3.4 بالمئة في 2020، جراء أزمة كوفيد-19 قبل أن ينتعش بنسبة 5.7 بالمئة في 2021.