صحافة دولية

NYT: ترهونة تنتظر العدالة وتصارع لكشف جرائم المقابر الجماعية

تركت عصابة الكاني خلفها مقابر تضم مئات الجثث في ترهونة- قوات بركان الغضب
تركت عصابة الكاني خلفها مقابر تضم مئات الجثث في ترهونة- قوات بركان الغضب

تغرد مدينة ترهونة الليبية المنكوبة بعيدا عن الجدل والصراع على السلطة في ليبيا، باحثة عن العدالة لأبنائها الذين قتلوا على يد قوات موالية لخليفة حفتر، في مجازر بشعة طالت عددا كبيرا من الضحايا.


وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، إن ترهونة التي عانت من التعذيب والقتل على أيدي أفراد عصابة "الكاني" تصارع من أجل العثور على جثث ضحاياها بين المقابر الجماعية التي تنتشر في المدينة الواقعة جنوبي العاصمة طرابلس.


وأشارت الصحيفة إلى أن الفوضى السياسية في ليبيا لم تترك مجالا للمصالحة، وأنه من الصعب العثور على مثال صارخ لإخفاقات القادة السياسيين الليبيين أكثر من ترهونة، حيث قام سبعة أشقاء من عائلة الكاني ومليشياتهم باحتجاز وتعذيب وقتل مئات السكان خلال الأعوام الماضية.


وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان سابق، إن المجموعة المسلحة كانت خلال هذه السنوات "تخطف وتحتجز وتقتل وتخفي أشخاصا يعارضونها أو يشتبه بأنهم يفعلون ذلك".


وبعد عامين على خروجهم من المدينة، لا تزال ترهونة تبحث عن جثث الضحايا، وتقول بعض الأسر إنها علمت بمصير أقاربها من سجناء سابقين أو شهود آخرين، وأبلغوا بشهادات مروعة، مثل إلقاء شخص وسط أسود زعماء الكاني ودفن شخص حيا.


وتركت العصابة خلفها مقابر تضم مئات الجثث، بحسب لجنة تابعة للأمم المتحدة حددت مؤخرا عدة مواقع مقابر جديدة في ترهونة.

 

اقرأ أيضا: انتشال 11 جثة مجهولة الهوية من مقبرة جماعية في سرت

وسيطرت عصابة الكاني على ترهونة في 2015، وكانت مؤيدة لحكومة الوفاق أولا، ثم تحول ولاؤها إلى قوات خليفة حفتر، التي جعلت من ترهونة قاعدة خلفية لها، في محاولتها السيطرة على العاصمة، طرابلس، في نيسان/ أبريل 2019.


ومع انسحاب قوات حفتر بعد هزيمتها، في حزيران/ يونيو 2020، طردت عصابة الكاني من البلدة، ليبدأ مسلسل العثور على عشرات المقابر الجماعية، ورافق ذلك سخط عام حيال وحشية الأفعال التي ارتكبتها العصابة بحق مئات المدنيين.

وقال المحققون الليبيون إنهم عثروا على ما يقرب من 250 جثة حتى الآن، لكن 470 عائلة أبلغت عن أقارب مفقودين، ما يعني أن عدد القتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.

وتتجه ليبيا مرة أخرى نحو الفوضى، إثر الفشل في انتخاب حكومة جديدة يمكنها إعادة توحيد المؤسسات الليبية المنقسمة ونزع سلاح المليشيات وطرد المقاتلين الأجانب.


وانقسمت ليبيا مرة أخرى بين قادة متنافسين، وأدى صراعهم على السيادة، والسيطرة على الثروة النفطية في ليبيا، إلى وقوع اشتباكات دامية في طرابلس، وتعطل الحياة اليومية، وإضعاف إنتاج النفط، شريان الحياة الاقتصادي للبلاد.


ومع فشل المفاوضات، التي توسطت فيها الأمم المتحدة في القاهرة وجنيف في وقت سابق من هذا العام في إحراز تقدم سياسي، فإنه يوجد في ليبيا رئيسا وزراء هما عبد الحميد دبيبة في الغرب، وفتحي باشاغا، الذي اختاره حفتر، في الشرق.

التعليقات (0)