هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للصحفي تشون هان وونغ، حمل عنوان: ماذا
سيعني الحصار الصيني لتايوان للأعمال التجارية العالمية؟
وأوضح
كاتب المقال أن تايوان التي تعتبر نفسها مستقلة، تقع على أحد أكثر الممرات البحرية
ازدحاما في العالم، حيث تبحر السفن من وإلى الصين التي تطالب بالسيادة على
الجزيرة، ناقلة مئات الملايين من الأطنان من السلع والمعدات والوقود كل عام.
وأشار
إلى أن تايوان تستحوذ على الجزء الأكبر من صناعة أشباه الموصلات في العالم، ويعود
الثقل الأكبر لحصتها في السوق إلى شركة TSMC التي تمتلك نحو نصف حصة سوق هذه الصناعة في
العالم، والتي يبلغ حجمها نحو 100 مليار دولار.
ولفت إلى أن الجيش الصيني استأنف تدريباته العسكرية في محيط تايوان، عقب زيارة رئيسة
مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى الجزيرة، مشيرا إلى أن الجيش الصيني رفع التدريبات
إلى مستوى غير مسبوق، منفذا مناورات "تحاكي احتلال تايوان" وفقا لحكومة
الجزيرة.
ورأى
أن التدريبات الصينية تثير مخاوف من قيام بكين بمحاولة حصار الجزيرة، مما سيؤثر
بالتأكيد على الأسواق العالمية، موضحا أن من شأن الحصار الصيني على تايوان، إذا
وقع أن يشل سلاسل التوريد العالمية ويرفع أسعار الشحن في آسيا وربما خارجها، بسبب
الدور الكبير الذي تلعبه تايوان في الأعمال التجارية العالمية.
وأوضح
أن تايوان الواقعة بجوار ممرات الشحن في المحيط الهادئ التي توجه تريليونات
الدولارات من التجارة المتدفقة من وإلى شرق آسيا، تمثل ما يقرب من 70 بالمئة من
إمدادات الرقائق الدقيقة في العالم. وهذه الموصلات هي جزء مهم من سلسلة الإنتاج
للسلع بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب والسيارات.
وقال
غاريث ليذر، خبير الاقتصاد في شركة الأبحاث كابيتال إيكونوميكس، إن "تايوان
أكثر أهمية بكثير للاقتصاد العالمي من حصتها البالغة 1 بالمئة من الناتج المحلي
الإجمالي العالمي، حيث إن قطع صادرات تايوان سيؤدي إلى نقص في رقائق السيارات
والإلكترونيات ويزيد من الضغوط التضخمية".
اقرأ أيضا: الصين تجري تدريبات عسكرية جديدة قرب تايوان.. وتصاعد التوتر
وبين
تقرير "وول ستريت جورنال"، أن تعطيل سلسلة توريد الرقائق في تايوان لمدة
عام، قد يكلف شركات الإلكترونيات العالمية حوالي 490 مليار دولار من الخسائر، وفقا
لتقرير صدر عام 2021 عن مجموعة بوسطن الاستشارية ورابطة صناعة أشباه الموصلات.
ونبه
إلى أنه إذا تعطل إنتاج الرقائق التايوانية بشكل دائم، فسيستغرق الأمر ثلاث سنوات
على الأقل و350 مليار دولار لبناء طاقة إنتاجية في أماكن أخرى للتعويض عن ذلك.
ولفت
إلى أن القوى الغربية كانت تحاول بالفعل الاحتياط من اعتمادها على أشباه الموصلات
في تايوان، بعد أن سلط النقص العالمي في الرقائق وتعطل سلسلة التوريد في عصر
الوباء الضوء على هيمنة الجزيرة على الصناعة.
وأفاد
بأن كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تعهدا بعشرات المليارات من
الدولارات لزيادة تصنيع الرقائق المحلية والقدرة التنافسية مع آسيا في نهاية
المطاف.
وأشار
إلى أن شركة TSMC التايوانية وهي مستفيدة من التمويل من
مشروع قانون صناعة الرقائق الأمريكي الذي وقعه الرئيس بايدن الأسبوع الماضي، تقوم حاليا
ببناء مصنع بقيمة 12 مليار دولار في أريزونا، كما تقوم ببناء مصنع بقيمة 7 مليارات
دولار في اليابان.
وارتفعت
أسعار إرسال البضائع على المدى القصير على الطرق البحرية بين تايوان والبر الرئيسي
للصين بنسبة 11 بالمئة في أوائل أغسطس مقارنة بيوليو بعد رحلة بيلوسي إلى تايبيه،
بسبب المخاطر المتزايدة على الشحن في المنطقة، وفقا لمحللين تحدثوا للصحيفة.
وفي
تقرير صدر عام 2021، قالت وزارة الدفاع التايوانية إن الجيش الصيني تمكن من قطع
"خطوط الاتصال الجوية والبحرية للجزيرة والتأثير على تدفق إمداداتنا العسكرية
ومواردنا اللوجستية".
ويمكن
أن تعاني تايوان من نقص في السلع الأساسية، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، الذي
تستورده الجزيرة.
ومع
ذلك، من غير الواضح ما إذا كان الجيش الصيني يمتلك الأصول اللازمة للحفاظ على
الحصار، ومن المرجح أن تدفع أي محاولة لعزل تايوان الولايات المتحدة واليابان ودولا أخرى إلى التدخل، كما قال درو طومسون، وهو زميل باحث بارز زائر في كلية لي كوان يو
للسياسة العامة في سنغافورة.
وإلى
جانب التكاليف العسكرية والجيوسياسية لمحاولة الحصار، يقول محللون إن هناك رادعا
رئيسيا واحدا لبكين، هو أن الصين نفسها تعتمد على تايوان في التجارة والوظائف.
تعتمد
الصين على TSMC للحصول على الرقائق اللازمة للحوسبة المتطورة والتطبيقات الصناعية.
والشركات
التايوانية مثل مجموعة فوكسكون للتكنولوجيا، أكبر مجمع لأجهزة آيفون، هي المزود
الرئيسي لوظائف القطاع الخاص في البر الرئيسي للصين.