قضايا وآراء

قمة (5 ناقص1) في العلمين

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

غادر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القاهرة قبل ساعات قليلة من انطلاق أعمال القمة الخماسية التي تضم قادة كل من الأردن والبحرين والإمارات بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين المصرية المطلة على البحر المتوسط.
 
مغادرة الكاظمي جاءت بعد أنباء عن تعليق المجلس القضائي العراقي أعماله نتيجة لمحاصرته من متظاهري التيار الصدري؛ فالأزمة الداخلية العراقية هددت البلاد بشلل كامل في مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية؛ وفاقمها تصاعد التوتر الإقليمي الناجم عن حالة الترقب للموقف الأمريكي من مسودة الاتفاق التي قدمها الاتحاد الأوروبي لاستئناف الاتفاق النووي مع إيران.

ترقب أسهم في تسخين الأجواء في الساحتين العراقية والسورية اللتين شهدتا عمليات قصف واستهداف متبادل بين القوات الأمريكية والقوى المقربة من إيران؛ فهل الاتفاق النووي ومحاصرة التيار الصدري للمجلس القضائي كانت أسبابا كافية لانسحاب الكاظمي أم أن الأمر تجاوز ذلك بكثير؟

 

انسحاب الكاظمي من القمة الخماسية لم يفقدها رقما عاديا بل أفقدها زخمها ومبررات وغايات انعقادها؛ لتخرج باهتة وعديمة الجدوى؛ فالقمة لم تنجح في جذب العراق نحو محور القاهرة بعيدا عن طهران أو عن اتفاق موسكو الرياض في أوبك بلس؛

 



القمة الخماسية جاءت بعد شهر من انعقاد قمة جدة التي جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن في تموز (يوليو) الفائت بقادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب الأردن ومصر والعراق؛ لضبط إيقاع أسواق النفط والغاز المضطربة بفعل العقوبات المفروضة على روسيا؛ وتطورات الحرب الأوكرانية؛ إذ كان يتوقع أن تكرس وتوسع قمة العلمين الخماسية مشروع الشرق الجديد بعيدا عن طهران والرياض اللتين باتتا الفاعل الأساس في تحديد تقلبات أسعار النفط سواء عبر اتفاق (أوبك بلس) الذي يجمع الرياض بموسكو؛ أو  عبر مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران.

تتداخل المبررات لانسحاب الكاظمي من قمة العلمين وتزداد تعقيدا؛ فانضمام البحرين إلى القمة بما تتميز به من علاقات متوترة مع طهران وانفتاح سياسي واقتصادي على الكيان الإسرائيلي أسوة بالإمارات العربية؛ فتح الباب مجددا للمشككين من الجانب العراقي بأهداف التجمع الناشئ وغاياته معززا من حدة وقوة التجاذبات داخل الساحة العراقية التي يتعرض لها رئيس الوزراء الكاظمي في مرحلة تتسم بالحرج الشديد ناجم عن تجاذبات الاتفاق النووي الإيراني وتجاذبات اتفاق أوبك بلس الذي يضم روسيا والسعودية؛ ما دفع المسؤوليين العراقيين للإعلان يوم أمس الأربعاء موافقتهم التوجهات التي أعلن عنها وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان لخفض الإنتاج في حال استئناف العمل بالاتفاق النووي مع طهران. 

ختاما.. انسحاب الكاظمي من القمة الخماسية لم يفقدها رقما عاديا بل أفقدها زخمها ومبررات وغايات انعقادها؛ لتخرج باهتة وعديمة الجدوى؛ فالقمة لم تنجح في جذب العراق نحو محور القاهرة بعيدا عن طهران أو عن اتفاق موسكو الرياض في أوبك بلس؛ الأمر الذي ضاعف الضغوط على الكاظمي للانسحاب من هذه القمة؛ إذ لا معنى لانعقادها بدون العراق وما يمثله من موقع وموارد اقتصادية وتاريخ. 

hazem ayyad
@hma36


التعليقات (0)