هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل المحافل الإسرائيلية المختلفة التحذير من التداعيات الخطيرة لـ"القنبلة" الديمغرافية الفلسطينية على مستقبل "الدولة اليهودية".
وجاء في تقرير سابق لصحيفة "هآرتس" شارك فيه كل من جلعاد هيرشبرغر وسيون هيرشهبلر وشاؤول آريئيلي، أنه "في الوقت الذي غفوتم فيه فقد تحول اليهود إلى أقلية في إسرائيل (فلسطين المحتلة)، وتشير المعطيات، إلى أن اليهود أقلية في 2022 في إسرائيل".
وتساءل الخبير الجغرافي والديموغرافي، والرئيس السابق لمركز أبحاث كلية الأمن القومي أرنون سوفير، في مقاله بذات الصحيفة: "هل نحن قادرون على فهم ما سيحدث في 2065، عندما يعيش هنا 31 مليون نسمة؟".
وشدد على أن "الوضع أكثر خطورة من ذلك، لأنه من بين جميع الذين يعيشون في إسرائيل، هناك مجموعات كثيرة من غير اليهود، بينهم فلسطينيون، إضافة إلى عمال أجانب وسياح بدون تصاريح وغيرهم".
اقرأ أيضا: محاولات إسرائيلية متواصلة لمواجهة "الديموغرافيا الفلسطينية"
وبحسب التقدير، فإن عدد هؤلاء الإجمالي يصل إلى نحو 650 ألف شخص، وهذه الأرقام بحسب الخبير، "تخفض نسبة اليهود في إسرائيل إلى 46- 47 بالمئة".
وزعم أن "عملية تحول اليهود إلى أقلية في إسرائيل بدأت فعليا عام 1967، والسؤال: ماذا يخفي لنا المستقبل؟"، موضحة أن "توقعات المكتب المركزي للإحصاء، تشير إلى أنه في 2065 سيكون في إسرائيل 31 مليون نسمة، علما بأننا اليوم من أكثر المناطق اكتظاظا في العالم".
وأضاف: "إذا كان الأمر هكذا، فكيف فقدت إسرائيل الأغلبية اليهودية؟"، محذرا من تداعيات "المشكلة الديمغرافية، التي لا توجد الآن على رأس سلم الأولويات؟".
ونبه سوفير، إلى خطورة "عدم الاهتمام بفقدان الأغلبية اليهودية في الأوساط الإسرائيلية "الوطنية"، التي تتمسك بالاعتقاد الذي يجب عدم التشكيك فيه بشأن الوجود الأبدي لأغلبية يهودية في "أرض إسرائيل"، مضيفا أنهم "يؤمنون بأن كل شيء سيتم حله بعون الله وبمساعدة طرد العرب، وبالتالي فإن هناك استخفافا كاسحا بكل المعطيات التي ينشرها المكتب المركزي للإحصاء والإدارة المدنية، وفي المقابل، فإن الجمهور العلماني، جمهور الهايتك، يخطط للهجرة خارج البلاد".
ورأى أن "الاستخفاف والاستهزاء بتلك المعطيات، ناتج عن شعور عميق أنه لا توجد هنا مشكلة حقيقية؛ لأن طرد جميع العرب من هنا مسألة وقت فقط".
ولفت إلى أن "المشكلة الصعبة؛ أن هذا الاعتقاد لا يتعلق فقط بأشخاص هامشيين، بل هو اعتقاد أشخاص يحتلون مواقع كبيرة وعالية جدا في هيئات رئيسية في إسرائيل؛ مثل التخطيط القومي ومؤسسات الأمن ووزارة الزراعة والمؤسسات المهمة الأخرى".
وقال الخبير: "وهؤلاء الأشخاص يضعون حقائق لا يمكن التراجع عنها، وهذه الأوساط الوطنية، التي هي أقلية في السكان اليهود، تملي جدول الأعمال لإسرائيل، وهي تتنكر للمعطيات وتخلق وقائع على الأرض، تقودنا لكارثة لا يمكن العودة عنها".
ونوه إلى أنه "باسم الاحتفاظ بالضفة الغربية؛ فهم يتسببون في ضياع الجليل والقدس والنقب، والنتيجة يمكن أن تكون ضياع إسرائيل".