هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "جي كيو" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن لاعبي كرة القدم الذين اخترعوا حركات فنية، خلّدوا أسماءهم من خلالها، وصارت تنسب إليهم مع كل مرة يقوم بها لاعب آخر.
وفي تقرير المجلة، الذي ترجمته "عربي21"، قال الكاتب ماسيميليانو فيتيللي، إن لاعبي كرة القدم عادة ما يتم تصنيفهم إلى عدة فئات؛ الأبطال، والعظماء، والأساطير، وأولئك الذين يمرون مرور الكرام دون ترك بصماتهم.
وبالإضافة إلى كل هؤلاء؛ هناك عباقرة الكرة والفنانون واللاعبون الذين يمكنك أن تتوقع منهم كل شيء، حتى حركة جديدة لم يسبق لها مثيل من قبل.
وبالنسبة للعديد من مشجعي كرة القدم، فإنهم يتمتعون بين الحين والآخر بظهور أحد المخترعين الجدد في كرة القدم من اللاعبين القادرين على خلق تسديدة لافتة للنظر من لا شيء، أو ابتداع حركة جديدة تمزج بين السحر والمهارات الفنية. وهكذا، صنعوا لأنفسهم مكانًا في تاريخ كرة القدم، وخلّدوا أسماءهم في كل ملاعب الكون، حين يقول المعلق أو المشاهد: على طريقة بانينكا أو مارادونا.
ملعقة بانينكا
وتساءل الكاتب كم كان سيحصّل اللاعب التشيكي أنتونين بانينكا، لو تلقى مقابلًا لحقوق النشر عن براءة اختراعه للطريقة الشهيرة في تنفيذ ضربة الجزاء "طريقة الملعقة".
وباستخدام هذه الطريقة؛ يقوم اللاعب بنقر الكرة بقليل من الخفة بدل أن يسددها بالطريقة العادية، وفي الوقت الذي يرتمي فيه حارس المرمى محاولًا التصدي لها، ترتفع فوقه ببطء، فلا يستطيع إمساكها ويكتفي بمراقبتها وهي تعانق الشباك في فاصل من السحر والإثارة.
وولد بانينكا سنة 1948، وهو حاليًا رئيس نادي بوهيميانز 1905، ومقره في براغ ويلعب في الدوري التشيكي لكرة القدم، وإذا كنا محظوظين بالاستمتاع في كثير من الأحيان بهذه الطريقة - التي تعتبر واحدة من أكثر اللحظات إثارة في كرة القدم - فنحن مدينون لهذا اللاعب ولشجاعته أيضًا؛ لأن تسديد ركلة الجزاء الحاسمة في نهائي بطولة أوروبا يورو 1976 بتلك الحركة المبتكرة التي أصبحت علامة مسجلة باسمه، يتطلب شجاعة كبيرة وجرأة لا مثيل لها.
ومن أشهر اللاعبين الذين قلدوا هذه الحركة، اللاعب الإيطالي السابق فرانشيسكو توتي في إحدى بطولات أوروبا أيضًا، وفي مباراة نصف النهائي ضد هولندا في يورو 2000.
مطاط رونالدينيو
وأشار الكاتب إلى أن البرازيل أنجبت العديد من نجوم كرة القدم، ومن بينهم رونالدينيو، وهو أحد الذين أذهلوا الجمهور ببعض العروض الرائعة، ولطالما تميز هذا اللاعب بسحر استثنائي ورغبة في إبهار المشاهدين.
وبالفعل فقد جاد عليهم في إحدى المرات بحركة سحرية جديدة، أصبحت تعرفه باسمه، وهي حركة "مطاط رونالدينيو" أو "الشريط المطاطي لرونالدينيو"، وتسمى أيضًا "فليب-فلاب" في بعض الدول، وتتمثل الحركة التي يخدع بها الخصم في تحريك الكرة في اتجاه واحد بالجزء الخارجي من القدم ثم دفعها على الفور في الاتجاه المعاكس للداخل بسرعة فائقة، تترك المدافع واقفًا في حالة من الذهول.
لفّة مارادونا
وبحسب الكاتب، فإن دييجو أرماندو مارادونا أو الفتى الذهبي، هو أشهر لاعب كرة قدم في التاريخ، وسرد جميع الحركات البهلوانية لهذا الأسطورة هو أمر صعب للغاية. ومع ذلك؛ فإن إحدى حركات النجم الراحل، قد حملت اسمه لسنوات طويلة، وهي المعروفة بلفّة مارادونا أو "روليت مارادونا".
هذه الحيلة في المراوغة، والتي اشتهر بها لاحقًا اللاعب الفرنسي زين الدين زيدان، تتمثل في وضع قدم واحدة على الكرة ثم القيام الارتكاز عليها ثم لفّ الجسم وفي نفس الوقت نقل الكرة إلى القدم الأخرى، وبعدها الإنطلاق بسرعة، ما يترك الخصم واقفًا يتفرج دون أن يفهم شيئًا.
تسديدة ريكاردو إنفانتي الخلفية "الرابونا"
وأضاف الكاتب أن هناك لقطة أخرى تثير اهتمام الجمهور كثيرًا وهي حركة "الرابونا"، وجاءت تسميتها من اللهجة الأرجنتينية؛ حيث ابتكرها اللاعب الأرجنتيني ريكاردو إنفانتي، ويقوم من خلالها اللاعب باستخدام ساقه الأقل قوة من أجل الارتكاز، ثم لف الساق الثانية حول الأولى وتسديد الكرة.
حركة العقرب لرينيه هيجيتا
وختم الكاتب تقريره بالقول إن الحارس الكولومبي الشهير رينيه هيجيتا، لطالما عرف بطريقته الغريبة في حراسة المرمى، فالإضافة إلى إتقانه اللعب بكلتا قدميه، كان في كثير من الأحيان يخرج بالكرة من منطقة مرماه ويشارك زملاءه في الألعاب الهجومية، ما مكنه من تسجيل 42 هدفًا مع الأندية التي لعب لها و3 أهداف مع منتخب كولومبيا، غير أن اسمه لم ييبقَ محفورًا في الذاكرة لذلك السبب، بل لحركة خارقة ابتكرها لصد الكرة.
ففي إحدى مباريات منتخب بلاده ضد إنجلترا سنة 1985، كان متقدمًا قليلا عن المرمى، وحدث أن سدد أحد لاعبي الخصم الكرة فوقه قليلًا، وبدل أن يصدها بيديه، تركها تمرّ ثم صدها بساقيه من الخلف مثل العقرب تمامًا، في حركة قد لا يتمكن حارس آخر من تكرارها.