هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة عبرية الضوء على محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي إخفاء العديد من الحقائق المتعلقة بأحداث كبيرة مثل؛ إعدام الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة والعدوان على غزة وغيرها، مؤكدة أنه يمارس التضليل والكذب، ما أدى لخسرانه "معركة الحقيقة".
وأوضحت "هآرتس" في تقرير
أعده الصحفي ينيف كوفوفيتش، أن الجيش الإسرائيلي حاول مؤخرا عبر اجتماع
"زوم" حشد وسائل الإعلام الأجنبية، من أجل تغطية إعلامية لنتائج التحقيق
العسكري حول ظروف مقتل أبو عاقلة، ما دفع بمراسل "بي.بي.سي" إلى
"الانفجار" والتأكيد أن ما ذهب إليه الجيش أن هناك إطلاق نار كثيفا وقت
إصابة أبو عاقلة "غير صحيح".
وأكدت أن هذه ليست المرة الأولى
التي لم تصدق فيها وسائل الإعلام الأجنبية رسائل الجيش الإسرائيلي؛ عمليا هذه
ظاهرة شائعة جدا، وهذا لا يقتصر على المراسلين الأجانب، بل أكد استطلاع نشره
المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في بداية السنة، أن "ثقة الجمهور الإسرائيلي
بالجيش تدهورت إلى أدنى مستوى بلغته منذ أكثر من عقد، حيث وصلت 78 في المئة، وساهم
في ذلك النفي والاعتراف في وقت متأخر، وتغيير في الروايات وإخفاء المعلومات".
ونوهت "هآرتس"، أن جيش
الاحتلال في العديد من المشكلات والأحداث الكبيرة "نقل معلومات جزئية وليست موثوقة دائما"، مؤكدة أن هذا النهج "سيكون له تداعيات على المدى القصير
والبعيد".
اقرأ أيضا: قائد الجيش المغربي يزور الاحتلال الإسرائيلي
ومن بين تلك الأحداث؛ مقتل الصحفية أبو عاقلة خلال عملية عسكرية للجيش في جنين، حيث تغيرت رواية الجيش حتى قبل إجراء تحقيق، حتى أنه كشف أن العرض الذي زعم المتحدث بلسان الجيش، العميد ران كوخاف، أنه قدمه للسلطة الفلسطينية بإجراء تحقيق مشترك، "لم يحدث"، وبعد إجراء تحقيق أولي، أيضا تغيرت الرواية الإسرائيلية؛ من الترجيح أن أبو عاقلة قتلت بنار قناص إسرائيلي إلى عدم استبعاد أن تكون الرصاصة مصدرها مسلح فلسطيني.
وذكرت أن تعدد الروايات الصادرة عن الجيش بشأن
مقتل أبو عاقلة، أظهر "حجم الفشل الداخلي" للجيش، منوهة أنه "في
الوقت الذي ازداد فيه الانتقاد الدولي، شخصيات رفيعة في إسرائيل وفي الجيش بدأت في
إرسال رسائل متناقضة، وفي كل الحالات لم يتم تحمل المسؤولية".
ومن بين الأحداث التي كشفت أيضا تضارب
روايات الجيش وهي كثيرة؛ ما حصل مع المسن الفلسطيني عمر عبد المجيد أسعد (80 عاما)
(يحمل الجنسية الأمريكية)، حيث زعم الجيش أن أسعد "أصيب وتوفي بنوبة
قلبية" بعد احتجازه على حاجز طيار شمال رام الله، ولكن الفحص كشف أن
"قوات الجيش قامت باعتقاله وتكبيل يديه وعصب عينيه وإغلاق فمه بقطعة قماش،
وتركه لأكثر من ساعة وهو هكذا".
وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وهو
اليوم الأخير لعملية "الحزام الأسود" العسكرية في غزة، قصف سلاح
الجو هدفا في دير البلح، بحسب الجيش "منشأة تدريب للجهاد الإسلامي"، وفي
هذا الهجوم سارع المتحدث بلسان الجيش للتأكيد أنه "قتل في القصف رسمي أبو
ملحوس، قائد وحدة الصواريخ في لواء وسط غزة التابع للجهاد الإسلامي"، ولكن
سرعان ما تبين أن المكان المستهدف هو بيت من الصفيح قتل فيه 5 من عائلة السواركة
بينهم أطفال، وفيما بعد نفى الجيش لـ"هآرتس" معرفته بالشخص المذكور،
و"هنا بدأت روايات الجيش تتغير؛ فجأة طرحت مزاعم بأن المبنى كان فارغا،
وبعدها اعترف الجيش أن النشر الأول كان خاطئا".
وأشارت إلى أن الأحداث وخاصة ما يتعلق
بالقصف في دير البلح، "كشفت عن فشل ذريع في سلوك الجيش وفي تحديد تعريف أهدافه
والمصادقة عليها"، منوهة أن من بين الحوادث التي كشفت كذب الجيش الإسرائيلي،
غرق طائرات "أف16" بداية كانون الثاني/يناير 2020 في قاعدة
"حتسور"؛ في البداية تم الحفاظ
على الصمت، وبعد 3 أيام وعقب الضجة في الشبكات الاجتماعية تم الحديث عما جرى و"إعطاء معلومات جزئية غير دقيقة".
وعددت الصحيفة الكثير من الأحداث
والانتهاكات التي ثبت تضارب روايات جيش الاحتلال بشأنها، منها؛ تجنيد النساء إلى
جانب الرجال، وبشر الجيش في 2018 بـ"نجاح" دمج بعض النساء في سلاح
المدرعات؛ كمقاتلات، لكن في 2019 تبين وجود "ثغرات أثناء تعبئة
القذائف".
ومن أبرز الأحداث التي تكشف خداع وكذب
جيش الاحتلال، حينما زعم خلال عدوانه على قطاع غزة عام 2021 الذي استمر 11 يوما،
أنه بدأ في عملية عسكرية برية في القطاع، وخلال ساعة وزعت إحاطة إعلامية على
المراسلين الأجانب، أما المراسلون الإسرائيليون الذين لم يتم تزويدهم بأي معلومات،
وحين توجهوا للجيش، أكد لهم أنه لا وجود لعملية عسكرية برية؛ وفهموا أن
"الجيش ضلل المراسلين الأجانب وحاول استخدامهم لغاياته وتسبب بأزمة ثقة شديدة
بينهم وبين الجيش، اعتذر بعدها المتحدث بلسان الجيش يونتان كونريكوس عما حدث،
وزعم أن الأمر يتعلق بخطأ بشري".
وأكدت أن ما حدث تسبب بغضب المراسلين
الأجانب، وتضررت الثقة في أعقاب تلك الحادثة، وتم التأكد من عدم دقة روايات الجيش
عن الهجمات في غزة.
كما كشفت حادثة توظيف جيش الاحتلال
لأحد مشاهير الشبكات الاجتماعية ويدعى جلعاد كوهين، وهو صاحب قناة مشهورة على
"تليغرام"، التضليل الذي تمارسه منظومة الجيش الإسرائيلي.