مقالات مختارة

حماس.. هل تعود إلى دمشق؟!

محمد سلامة
1300x600
1300x600

لأول مرة تُصدر حركة حماس بيانا تُعرب فيه عن تضامنها مع سوريا قيادة وحكومة وشعبا، في محاولة جديدة لانجاح الوساطة مع النظام السوري، فيا ترى.. هل تعود إلى نشاطها السياسي في دمشق أم هل تفشل هذه المرة؟!.


سبق أن أعربت حماس عن تضامنها مع سورية، وسبق أن قاد حزب الله وساطة محدودة لعودتها لمحورها السياسي، دون فائدة، لكن بيانها الأخير المؤرخ في 15أيلول/ سبتمبر الجاري ذكر لأول مرة القيادة السورية، وما فُهم منه تخليها عن المعارضة السورية، وعن المنطقة الرمادية، واللافت إشادتها بالقيادة السورية في دعم المقاومة والشعب الفلسطيني،دون الإعتذار عن موقفها السابق، وليس سرا أن هناك جناحا متقدما في حزب الله يدعم عودة حماس إلى دمشق واستثمار ذلك سياسيا وإعلاميا وما إلى ذلك.


دمشق تلقت رسالة حماس، وإعلامها هلل لبيانها، فيما لغة الاتهام والغدر لها ما زالت متداولة في وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري، وهناك من ينادي علنا بمنعها من العودة إلى دمشق إلا بشروط أولها الاعتذار العلني وإعلانها الانسحاب من جماعة الإخوان، فيما هناك أصوات ترفع شعار.. عفا الله عما مضى.. وتنادي بفتح صفحة جديدة معها، مؤشرين على وجود إتصالات وأن المرحلة تتطلب الليونة واستيعاب التغيرات وقبول عودة حماس إلى فتح مكاتبها بدمشق.


وربما هذا يفسر أسباب تغيير حماس لغة خطابها وإصدارها بيانا تذكر فيه تضامنها مع القيادة السورية وتشيد بدورها في التصدي لمخططات الغرب، وتبدي رغبتها بالتصالح والعودة إلى دمشق، فيما القرار السوري حتى كتابة هذه السطور لا يبدي تجاوبا ولا يرفض، وما تردد أن حركة الجهاد الإسلامي إلى جانب حزب الله يتحركان في إطار إعادة ترتيب ما يسمونه محور المقاومة وأن وجود حماس فيه ضرورة،

لاستكمال المشهد، وبدونها تبقى غزة خارج السرب.


دمشق سبق وأن قدمت شروطها قبل السماح لحماس بالعودة إلى دمشق، أولها الاعتذار والتخلي عن الإخوان، إضافة إلى مطالب أخرى يمكن بلوغها، وبيانها الأخير هو أقصى ما يمكن أن تقدمه سياسيا للنظام السوري، ومما يتضح أن جهود الوساطة تراوح مكانها وأن عودتها إلى محورها قد يحتاج بعض الوقت لكن عودتها إلى دمشق تبقى مرهونة بمواقفها وتلبية مطالب النظام أو بالحد الأدنى إزاحة كل من خالد مشعل واسماعيل هنية وقيادات أخرى لها تصريحات منسوبة لها تعاطفا مع المعارضة السورية.. وبكل الأحوال فإن الأسابيع القادمة سوف تكشف لنا نجاح أو فشل جهود الوسطاء. .وهل تعود حماس لدمشق أم تبقى في بيروت؟!.

 

(الدستور الأردنية)

 

0
التعليقات (0)