سياسة تركية

أين تقف أمريكا من التوتر بين تركيا واليونان في بحر إيجة؟

تتهم تركيا الولايات المتحدة بالتخلي عن الانحياز- الأناضول
تتهم تركيا الولايات المتحدة بالتخلي عن الانحياز- الأناضول

تتهم تركيا، الولايات المتحدة بالتخلي عن الحياد والتوازن، تجاه التوتر بين أنقرة وأثينا في بحر إيجة، وهو ما ترفضه واشنطن رغم الكشف عن تقديمها أسلحة لليونان في الجزر التي تتمتع بوضع غير عسكري، وانتشار لقواعدها في اليونان.
 
وقال السفير الأمريكي لدى أنقرة جيفري فليك، إن بلاده لم تغير موقفها تجاه مسألة الأمن في بحر إيجة.
 
وقال في بيان نشرته السفارة عبر حسابها على تويتر: "طُرح علي مؤخرًا سؤال عما إذا كان هناك تغيير في موقف الولايات المتحدة بشأن الأمن في بحر إيجة، جوابي هو لا".

وأضاف: "تعاوننا في المجال الأمني مع حلفائنا في الناتو (تركيا واليونان) لا ينبع من موقف متحيز أو غير متوازن حيال أي شريك".
 
وتابع: "تعاوننا الدفاعي مع اليونان يعزز الجناح الشرقي لحلف الناتو من خلال دعم أوكرانيا وحلفائنا في الناتو وسط وشرق أوروبا".

 

اقرأ أيضا: الأتراك مستعدون للرد.. كيف ساهمت واشنطن بتسليح اليونان؟

ولفت إلى أن "الهدف الأساسي الذي نتشاركه مع حلفائنا في الناتو - تركيا واليونان - هو ضمان السلام والأمن والاستقرار في المنطقة برمتها".
 
تصريحات المسؤول الأمريكي جاءت عقب ردود أفعال على الجبهة التركية بسبب تطورين في الموقف الأمريكي في بحر إيجة، الأول تعزيز التواجد العسكري في اليونان وتحويل ميناء ألكسندروبوليس الواقع قرب الحدود اليونانية التركية، لقاعدة عسكرية كبيرة، والثاني، نقل مركبات مدرعة منحتها واشنطن لأثينا إلى جزيرتي ميديلّي (لسبوس) و(ساموس) الشهر الماضي، وهي جزر تتمتع بوضع غير عسكري وفقا للاتفاقيات الدولية. كما رفعت واشنطن حظر الأسلحة المفروض على قبرص اليونانية.

 

الكاتب التركي سادات إرغين في تقرير على صحيفة "حرييت"، تساءل: "إذا كانت التحصينات العسكرية في اليونان لا تستهدف تركيا، لماذا لم تعلن الولايات المتحدة التي بقيت صامتة لفترة طويلة عن هذا؟ بقاء الولايات المتحدة صامتة لفترة طويلة أمام توقعات تركيا أدت إلى انزعاج أنقرة".

 

وأضاف أن اليونان فسرت الصمت الأمريكي على أنه انحياز لمواقفها ضد تركيا، ورأى أن تصريحات السفير الأمريكي لدى واشنطن والتي جاءت مع الانزعاج في الرأي العام التركي، لم تكن كافية.

 

وأشار إلى أنه بينما ينقل فليك رسائل الحياد إلى تركيا، يفخر السفير الأمريكي لدى أثينا مع بدء تحديث مقاتلات "أف16" اليونانية، بأنه "سيصبح سلاح الجو اليوناني الأسطول الأكثر تقدما في أوروبا".

 

وتساءل الكاتب: "إذا جعلت الولايات المتحدة سلاح الجو اليوناني أقوى أسطول في أوروبا، فهل يمكن القول إنها تحافظ على سياسة التوازن مع حليفتيها في بحر إيجة؟".

 

ورأى الكاتب أنه إذا أرادت الولايات المتحدة إيصال رسائلها بشكل فعال إلى تركيا، فإن المطلوب منها توضيح ذلك عبر مستويات أعلى وليس من خلال حساب السفارة على تويتر.

 

وشدد على أن تحقيق التوازن والحياد اللذين ذكرهما السفير فليك، يتم عبر استيفاء شروط أخرى، بينها تحديث مقاتلات "أف16" للبلدين في وقت واحد.

 

ومع إعلان الولايات المتحدة البدء بتحديث مقاتلات "أف16" اليونانية، ما زالت تماطل بشأن الطلب التركي حول شراء "أف16" منها وتحديث مقاتلاتها الحالية.

 

اقرأ أيضا: تركيا تستدعي سفير اليونان.. وتوجه مذكرة احتجاج لواشنطن
 

وأوضح الكاتب أنه على الجانب التركي لا يوجد توقيت بشأن بدء الولايات المتحدة بتحديث مقاتلات "أف16" التركية، ومنذ عام تجري مفاوضات بهذا الشأن ولكنها لم تنته، وحتى إذا أحرز تقدم بهذا الشأن فإن عقبة الكونغرس التي تهب فيها رياح سلبية تجاه أنقرة يجب التغلب عليها.

 

وطرح الكاتب مسألة أخرى بشأن الموقف الأمريكي تجاه أنقرة وأثينا، تتعلق بمقاتلات "أف35" من الجيل الخامس، حيث قامت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإزالة تركيا من برنامج الإنتاج المشترك للمقاتلة بسبب شرائها منظومة "أس400" من روسيا، وفي المقابل بدأت عملية حصول اليونان على تلك المقاتلات.

 

ونوه إلى أن هناك العديد من المواقف الأمريكية التي تدحض تصريحات السفير فليك بشأن "التوازن"، منها الوفود الأمريكية لا سيما من الكونغرس التي تخطت تركيا في رحلتها الأخيرة في المنطقة وذهبت إلى اليونان.

 

وأشار إلى أنه بينما ترحب إدارة بايدن برئيس وزراء اليونان ببروتوكول السجادة الحمراء في واشنطن، فإنها تمتنع عن اتخاذ خطوات متوازنة مع جبهة أنقرة، وعند الحديث عن تبادل الزيارات على المستوى الوزاري، فإن خط واشنطن- أثينا يشهد حراكا مكثفا مقارنة بأنقرة.

 

وأكد أن الصورة الحالية هي امتداد لحقيقة أن العلاقات التركية الأمريكية تفقد قوتها في ظل مشاكل متبادلة وخطيرة للغاية، وفي حين أن العلاقات على هذا المحور آخذة بالتدهور، فإن العلاقات بين واشنطن وأثينا تمر بأكثر فترة مشرقة في تاريخهما.

 

ولفت إلى أن قاعدة ألكسندروبولي في اليونان اكتسبت أهمية خاصة في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أوروبا الشرقية والبلقان والبحر الأسود ضد روسيا، مما يضيف زخما للتقارب بينهما.

 

الكاتبة هاندا فرات في تقرير على "حرييت" ذكرت أن تركيا تعطي أولوية بشأن المقاتلات "أف16"، ومن المقرر أن يتوجه وفد يترأسه نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" إيفكان علاء إلى الولايات المتحدة بعد الانتخابات النصفية.

 

ومؤخرا، ألغت الولايات المتحدة الشروط الخاصة ببيع المقاتلات "أف16" إلى تركيا، في نسخة مجلس الشيوخ الأمريكي من مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) لعام 2023.


وتم إخراج ملحقين مطروحين من قبل السيناتور عن ولاية نيو جيرسي بوب مينينديز، والسيناتور عن ولاية ميريلاند كريس فان هولن، يتعلقان بالبيع المشروط لطائرات "أف16" إلى تركيا، ما لاقى ترحيبا من أنقرة.

 

ولفتت الكاتبة إلى أن تركيا تمارس ضغطا على الولايات المتحدة، والتقى الوفد الذي تم تشكيله برئاسة إفكان علاء مرتين مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ويستعد لإجراء زيارة ثالثة.

 

اقرأ أيضا: أنقرة تتهم أثينا بتفعيل "أس300" ضد مقاتلات تركية ببحر إيجة
 

ونقلت فرات عن إفكان علاء، قوله إن "ملفات متراكمة كانت على الطاولة إلى جانب المشاكل المتعلقة بالعلاقات أثناء الوباء وبعده، وعند ترك الحقل فارغا يملأه الآخرون، وعليه يجب على الأمريكيين الاستماع إلينا بدلا من الاستماع من الآخرين عنا".

 

وقالت إن الرسالة التي قدمها السفير الأمريكي لدى أنقرة إذا كانت حقيقية، وإذا كانت الولايات المتحدة تقف على نفس المسافة بين البلدين العضوين في الناتو، فإنه يستعين عليها إزالة الخلل في التوازن.

 

وذكرت أن الانطباع العام لدى أعضاء الكونغرس في الولايات المتحدة، يتم تقدير موقف تركيا تجاه دورها في ممر الحبوب وتبادل الأسرى وقدرتها على الجمع بين روسيا وأوكرانيا، وفيما يتعلق بأزمة الطاقة يرى العديد منها بأن تركيا قد تكون "ممرا مكملا".

 

ولكن على الطاولة يبدي الأمريكيون قلقهم من العلاقة الوثيقة بين تركيا وروسيا، أما الوفد التركي فيؤكد على أنه إذا أراد حلف الشمال الأطلسي "الناتو" تعزيز مواقفه، فيجب أن يدرك أنه لا غنى عن تركيا.

 

التعليقات (1)
اسامة
الأحد، 23-10-2022 10:23 ص
اذا لم تعرف .. حجمك .. وزنك .. في هذا العالم .. كيف ينظر لك العالم وتحديدا امريكا واربا والصين والروس واليابان .. فانت تعيش وهم وخيلاء قد تؤدي بك وببلدك في داهية .. العالم الذي سبق ذكره ينظر للعالم الآخر بدونية كبيرة .. وتركيا هنا مجرد خط اول لتلقي الضربة من الجبهات المعادية للغرب .. الحقوها بالناتو لا اعتراف بقيمتها انما كضحية لتلقي الصدمة الاولى .. لذا المساحة التي تتحرك فيها مع اليونان ضيقة جدا .. وعليها الانتظار حتى تضع الحرب اوزارها .. فان انتصرت روسيا فلدى تركيا مجال للعب دور سياسي .. وان حجمت روسيا وسيطر الغرب بقيادة امريكية .. فحضوضها قليلة جدا .. وعلى فكرة امريكا ليست دولة مجابهات ولدى تركيا فرصة للعب علي هذا المنوال ..