هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، رؤية "قرن تركيا" لحزب العدالة والتنمية في المئوية الثانية للجمهورية التركية.
وأكد أردوغان في كلمة خلال فعالية تعريفية بحملة "قرن تركيا" بالعاصمة أنقرة، الجمعة، أن من الأهداف الأولى للرؤية، إكساب البلاد دستورا جديدا يكون نتاج الإرادة الوطنية.
وأضاف: "لقد دخلنا القرن الأول لتأسيس جمهوريتنا عقب الهجوم الذي أراد إنهاء 900 عام من وجودنا في أراضي الأناضول. إن أولئك الذين أرادوا دفن أمتنا في غياهب التاريخ في عهد الدولة العثمانية لم يواجهونا مباشرة هذه المرة، كما فعلوا في جناق قلعة أو كوت العمارة. وبدلا من ذلك، حاولوا غزو الأناضول من خلال استخدام الوسائل التي يرونها مناسبة".
وتابع: "لكن أمتنا التي أنهكتها أعباء الحروب المستمرة منذ فترة طويلة، انتفضت انتفاضتها الأخيرة قائلة "لا تسلّم وطنك للحقراء" وبدأت كفاحها الوطني وحققت النصر. ومع إعلان تأسيس الجمهورية التركية التي تعتبر دولتنا الكبيرة الثالثة في الأناضول، دخلنا حقبة جديدة تحتوي على العديد من المراحل والكفاحات".
واشتملت العناوين الرئيسية لرؤية القرن التركي على مفاهيم الاستدامة والسلام والنجاح والاستقرار والقوة والرقمية والاتصالات والعلوم والتنمية والقيم والعدالة والاستقلالية.
وقال أردوغان: "في العشرين عاما الماضية، نفذنا آثارا وخدمات تاريخية في كل المجالات من التعليم إلى الصحة ومن العدالة إلى الأمن، ومن النقل إلى الطاقة ومن الصناعة إلى الزراعة، ولكن هناك أيضا أمور لم نتمكن من تحقيقها رغم الجهود التي بذلناها".
اقرأ أيضا: أردوغان يبدأ حملته بـ"قرن تركيا".. على ماذا تستند؟
وأضاف: "إكساب بلدنا دستورا جديدا نتاج الإرادة الوطنية، هو أحد الأهداف الأولى لرؤيتنا قرن تركيا، وهذا الدستور الجديد سيعزز استقرار البلد ويزيد ازدهار الشعب، ويعزز سيادة القانون والتعددية والعدالة ويضمن حريات كل مواطن ويوفر لشباننا النظر بأمل إلى المستقبل".
وأردف: "سنرفع قرن تركيا من خلال تلبية تطلعات شباننا في جميع المجالات من التكنولوجيا إلى الفن، ومن الرياضة إلى البيئة. سنرتقي بقرن تركيا من خلال جعل بلادنا واحدة من أكبر عشر دول في العالم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية والدبلوماسية".
وأشار أردوغان إلى أن "قرن تركيا" هو قرن استبدال سياسة الهوية بسياسة الوحدة والاستقطاب بالتكامل، والإنكار بالاحتضان، والهيمنة بالحرية، والكره بالمحبة.
ولفت إلى أن "قرن تركيا" هو اسم بداية جديدة للجمع بين الأعمال الحقيقية بقبول صادق، ووضع القيم الإنسانية قبل التعصب الأيديولوجي، وتفضيل الحق على التعصب، وإظهار الحقيقة للذين يديرون ظهورهم لها.
وأكد أن حكومته ستبدأ العمل بمشروع قناة إسطنبول، وأنها بذلك ستنقذ مضيق البوسفور من التهديدات البيئية.
وأوضح أن حكومته لديها مشاريع جديدة وسيتم مشاركتها حتى موعد الانتخابات التي ستجرى في حزيران/ يونيو المقبل.
وتابع بأن تركيا ستكون مركزا عالميا في الصناعة والتجارة، وأنه لا يوجد هدف لا تستطيع الوصول إليه إذا رسخت الاستقرار، مضيفا: "سنستمر في تقديم الأعمال والخدمات لبلدنا ليس لإنقاذ اليوم فقط بل أيضا لبناء المستقبل".
وأضاف أنهم يعكفون على تحقيق حجم تجارة خارجية قدرها تريليون دولار، ودخل سياحي يصل 100 مليار دولار، مؤكدا أن "قرن تركيا هو قرن إنتاج" مع زيادة في القدرة التنافسية في كافة المجالات.
وأشار إلى مضيهم قدما في تأسيس وتطوير مرافق البنية التحتية من أجل تحويل تركيا إلى مركز إنتاج وتوريد عالمي تجلت ضرورته خلال جائحة كورونا.
وفي هذا الصدد أعلن الرئيس أردوغان رفع القدرة الإنتاجية للطاقة الكهربائية من 31 ألفا و846 ميغا واط إلى 101 ألف و518 ميغا واط.
ولفت إلى أن بلاده تمكنت من إبعاد نفسها من الاتجاه السلبي الناجم عن التقلبات الاقتصادية بفعل الوباء والحرب في العالم.
اقرأ أيضا: أردوغان يطرح الاستفتاء بشأن "الحجاب والأسرة".. ما الهدف؟
وتابع: "سنواصل تطوير الأنشطة التي من شأنها أن تسهم في ثورة التنمية الخضراء التي من شأنها زيادة الإنتاج والصادرات في المناطق الحيوية".
وقال: "سنواصل صعودنا على المستوى العالمي من خلال بنيتنا التحتية المتناغمة، والتي سنواصل تطويرها، وبدون توقف أو تراجع في أي مجال.. سنكمل بناء تركيا عظيمة وقوية من خلال الأهداف والقرارات والخطوات الصحيحة".
وأكد أن حكومته ستحقق "قرن الرقمية"، في مجال التقنيات الرقمية، و"قرن الاتصال" من خلال أنظمة تحقق التواصل بين الأمة والدولة، أيضا الدول الأخرى قائمة على الاستمرارية والسرعة والشفافية.
ولفت إلى أن حكومته ستواصل تعزيز البنية التحتية لتوفير معلومات دقيقة في الوقت المناسب مع اتخاذ تدابير فعالة ضد المعلومات المضللة.
وأوضح أن "قرن تركيا سيكون قرن العلم"، من خلال دعم الدراسات العلمية التي تهدف لتحسين نوعية حياة الشعب التركي، كما سنزيد عدد الطلاب الدوليين بالبلاد.
وتابع بأن قرن تركيا سيكون "قرن التنمية"، قائلا: "لقد نجحنا في حماية أولوياتنا في مواجهة الأزمات العالمية، ونحن على وشك تحقيق طفرة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدنا، ومع زيادة الدخل القومي سنضمن حصول الناس على حصة عادلة في جميع مناحي الحياة".
وأكد أن "قرن تركيا" سيكون قرن السلام للبلاد، وأنها ستواصل العمل من أجل تحقيق الاستقرار في منطقتها الجغرافية والعالم انطلاقا من مفهوم "العالم أكبر من خمسة".
وتطرق إلى اكتشاف 540 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي في البحر الأسود سابقا، مضيفا: "إن شاء الله سنشارك شعبنا قريبا بشرى أنباء سارة جديدة في الطاقة".
وشدد أردوغان على أنه "في هذا الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات جديدة ومصيرية نريد أن نبدأ بداية قوية في القرن الجديد لجمهوريتنا من خلال برنامج مئوية تركيا. وليس لدينا أي شك في أن شعبنا سيحمل مئوية تركيا إلى القمة، تماما كما فعل مع كل مسار جديد نفتحه".