هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا تطرّقت فيه لاحتجاج أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمة أمام المجلس التشريعي بالدوحة على الحملة غير المسبوقة، التي تُشن ضد بلاده منذ الموافقة على تنظيم كأس العالم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن الانتقادات الموجهة للإمارة والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، تشمل مسألة المناخ الصحراوي في هذه الدولة وارتفاع درجات الحرارة، لكن أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا، رأوا أن تكييف الهواء في الملاعب هو الحلّ المعجزة في مونديال قطر 2022.
وفي مقابلة مع الصحيفة، تحدث الطبيب البلجيكي ميشيل دي هوغي (76 عاما) العضو في اللجنة التنفيذية للفيفا، والرئيس السابق للجنتها الطبية، عن هذا الموضوع.
وفي سؤاله عن مدى تفهم انتقادات الرأي العام بعد اثني عشر عاما على اختيار قطر لتنظيم 2022 كأس العالم، أجاب ميشيل دي هوغي بأن "كل نهائيات لكأس العالم تسبقها دائما تعليقات سلبية. شهدنا ذلك في جنوب أفريقيا في 2010؛ وفي سنة 2014 بالبرازيل كما في روسيا في 2018. في الغرب، وبالنظر إلى كل ما حدث، هناك نوع من التخوف قبل نهائيات كأس العالم في قطر. لكن الرد الوحيد على هذه المخاوف، سيكون بمجرد أن تتدحرج الكرة معلنة بداية المونديال".
وأكد تفهّمه للنقد موضحا أن الناس لا يحكمون على الواقع بل على الوقائع. وهم يتحدثون كثيرا عن قطر وحقوق الإنسان وما إلى ذلك، لكن يجب أن ننظر أيضا من زاوية الجهود الرهيبة التي بذلتها قطر منذ اختيارها. سوف يتفاجأ الجميع بالمسافات القصيرة بين الملاعب التي تم تجهيزها قبل عام من البطولة، هذه ميزة لوجستية أيضا.
وفيما يتعلّق بما إذا كان التزام قطر منذ 2010 بتنظيم بطولة كأس عالم خالية من انبعاثات الكربون ميزة حاسمة في ذلك الوقت، قال دي هوغي؛ إن الأمر ليس كذلك، ذلك أنه في سنة 2010 كان الموضوع البيئي أقل أهمية مما هو عليه اليوم. وخلال التصويت، لم يكن هناك أي حديث عن مشاكل المناخ على المدى الطويل، ولم تكن هذه الحجة الحاسمة لاختيار قطر. وهو يعتقد أن العنصر الحاسم للتصويت لصالح قطر كان منح تنظيم كأس العالم للوطن العربي والشرق الأوسط، وهي منطقة لم تستضفْ البطولة من قبل، وكان هذا هو الهدف الأساسي.
وردا على استفسار الصحيفة بشأن سبب اختيار قطر لتنظيم كأس العالم رغم حصولها على أسوأ تقييم في تقرير التفتيش الذي أجراه الفيفا قبل التصويت، ذكر أن اللجنة التنفيذية في أثناء تصويت، تستند على التقييم حول الملاعب والبنية التحتية للفنادق والنقل والرعاية الطبية. وهذا هو الاعتبار الوحيد دائما، وليس هناك اعتبارات سياسة أو ما شابه ذلك.
وفي حديثه عما إذا كانت مسألة درجات الحرارة في الصيف في قطر مصدر قلق، قال؛ إنه قبل عامين من التصويت أخبر الجميع أن ملف ترشح قطر جيد، ولكن في حالة فوزها لن يكون من الممكن اللعب في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو حين تكون درجات الحرارة ما بين 45 و50 درجة، ما يعني أنه لا بد من التفكير في لعب المونديال في وقت آخر. وحينها، بدأ الحديث عن مكيفات هواء في الملاعب بأحدث التقنيات، وأن جميع المباريات ستُقام في درجة حرارة تتراوح بين 21 و22 درجة.
وحول رد فعل الأعضاء الآخرين في اللجنة التنفيذية للفيفا، قال؛ إنه بين أعضاء اللجنة التنفيذية، بمن فيهم الرئيس سيب بلاتر آنذاك، لم يتم الحكم على أهمية درجة الحرارة بشكل كاف. ثم جاءت فكرة تكييف الملاعب التي اعتبروها الحل المعجزة.
وفقا لتقرير تحقيق الفيفا الذي أجراه مايكل غارسيا في سنة 2014، لم يتم إبداء ملاحظات على درجات الحرارة خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للتصويت. وحيال هذا الشأن، قال: "في الواقع، لم نتحدث عن ذلك، هذا واضح. لم تكن درجات الحرارة أبدا ضمن معايير التصويت. لا تنسوا أن الاختيار كان في 2010، ولم نكن نعرف كيف سيكون مناخ العالم في 2022. لقد تغير تماما؛ لأن فترة 12 سنة طويلة جدا".
فيما يتعلق بإشكاليات "التغيير في التقويم" التي تمت الموافقة عليها في 2015، أشار دي هوغي إلى أنه كانت هناك معارضة من بعض البطولات الوطنية، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز. كما طرأت بعض التغييرات على العقود المبرمة في مجال النقل التلفزيوني. في هذه الحالة، تغلب الجانب الطبي، بطريقة ما، على الجانب الاقتصادي، ولو أن اللجنة الطبية للفيفا كان لها رأي استشاري فقط.
وفي حديثه عما إذا كانت إقامة كأس العالم في الخريف مخططا لها قبل التصويت، وهل كان ذلك ليحدث فرقا، قال دي هوغي: "في الحقيقة لم يُعلِّقْ أحد على هذا الموضع بعد ذلك. هل كان سيُحدث فرقا كبيرا لو علم المصوّتون أن الجدول الزمني من المحتمل أن يتغير؟ لا أعتقد ذلك، فقد يكون ذلك بمنزلة وضع المزيد من العقبات في الطريق".
وفي سؤاله عما إذا كان يعتقد أنه سيكون لدرجة الحرارة في شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر في قطر أي تأثير؟ أجاب دي هوغي أن درجات الحرارة في هذه الفترة ستكون في حدود 25 درجة، وهذه ظروف مثالية للاعبين والجماهير. وربما لن نحتاج حتى لمكيفات الهواء لتبريد الملاعب.