صحافة دولية

WP: بوتين يقيم "تحالفا صعبا" مع السعودية وإيران لمصلحته

يسعى بوتين إلى إقامة علاقات قوية مع إيران والسعودية بحثا عن حلفاء- جيتي
يسعى بوتين إلى إقامة علاقات قوية مع إيران والسعودية بحثا عن حلفاء- جيتي

قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن روسيا أقامت مؤخرا "علاقة صعبة" مع كل من السعودية وإيران، الغريمين التقليديين، لبناء تحالفات مستقبلية، حيث تركز موسكو من خلال هذا التحالف على مصالحها الخاصة.

العقد المقبل بالنسبة لروسيا وفق تقرير واشنطن بوست، ينبني على ضرورة صياغة موسكو لـ"تحالفات صعبة" بينها وبين خصمين لبعضهما البعض: طهران والرياض.


وقال التقرير إن هذه العلاقات يمكن أن تعيد رسم التحالفات الإقليمية لعقود قادمة، حيث يوازن الكرملين بين العلاقات مع إيران للحصول على الأسلحة والحفاظ على استمرار الحرب، ومع السعودية، المنافس اللدود لإيران، للحفاظ على أسعار النفط مرتفعة.

وأشارت الصحيفة إلى حادث "ميكروفون ساخن" على التلفزيون الموالي للكرملين الأسبوع الماضي، كشف أن الطائرات بدون طيار التي تستخدمها موسكو لتدمير البنية التحتية لأوكرانيا يتم تصنيعها في إيران، ما كشف أن النفي المتكرر من قبل موسكو وطهران، كاذب.


وقال رسلان بوخوف، الخبير العسكري المقرب من وزارة الدفاع الروسية، لمذيعي تلفزيون "آر بي سي": "نعلم جميعًا أن الطائرات بدون طيار إيرانية"، قبل أن يتمتم: "لكن الحكومة لم تعترف بذلك".


وبالنسبة للصحيفة، فقد نمت علاقة الملاءمة بشكل متزايد بالنسبة لروسيا، التي عانت من نكسات شديدة في حربها في أوكرانيا، وعلى الرغم من تواضعها لقوة عظمى طموحة، فإنها تلجأ إلى إيران من أجل هجوم الطائرات بدون طيار والصواريخ، في انتهاك محتمل لعقوبات الأمم المتحدة. وافقت روسيا.


يمكن أن تعيد العلاقات الأوثق رسم التحالفات الإقليمية لعقود قادمة، حيث يوازن الكرملين بين العلاقات المتنافسة الصعبة - مع إيران للحصول على الأسلحة والدعم للحفاظ على الحرب - ومع السعودية، المنافس اللدود لإيران، للحفاظ على أسعار النفط مرتفعة وصدر الحرب الروسي يفيض.


وتمثل مبيعات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا تحولًا زلزاليًا، أول تدخل للجمهورية الإسلامية في حرب أوروبية، ودور عسكري يشكل مخاطر غير مؤكدة للولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وغيرها.


قال هنري روما، محلل الشأن الإيراني في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "هذا فصل جديد تمامًا في العلاقات الإيرانية الروسية"، معتبرا أنها "خطوة حاسمة للغاية من الإيرانيين لحقن أنفسهم بقوة في حرب على الأراضي الأوروبية".


وأضاف روما: "ربط عربتك بدولة مثل روسيا، والتي، حتى في ظل أفضل السيناريوهات بالنسبة لروسيا في سياق هذه الحرب، ستترك روسيا ضعيفة ومدمرة بشدة، هو بالتأكيد اقتراح محفوف بالمخاطر".

هذه العلاقة المتجددة وفق التقرير، تشير إلى استمرار موسكو وطهران في خدمة مصالحهما بالبحث عن أرضية توافق بينهما على أصعدة مختلفة.


"قاتلت" موسكو وطهران في نفس الجانب في سوريا، ودعمتا نظام بشار الأسد، وهو حليف مشترك بينهما، لكن العلاقة نمت بشكل أوثق هذا العام، ونشأت في سلسلة من الاجتماعات بين المسؤولين الروس والإيرانيين، كان أبرزها لقاء بوتين في يوليو مع المرشد الأعلى لإيران، آية الله خامنئي، الذي تبنى الرواية الروسية بأن موسكو ليس لديها خيار سوى غزو أوكرانيا للدفاع عن نفسها من هجوم محتمل.


وفي اجتماع هذا الشهر، زار النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر ومسؤولون أمنيون إيرانيون موسكو، حيث اتفقوا، بحسب رويترز، على شحنات أسلحة جديدة.


وفي السياق، قالت الولايات المتحدة أيضا إن الإيرانيين يدربون مشغلي الطائرات المسيرة الروسية في قاعدة في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. 


وأفاد مركز المقاومة الوطنية الأوكراني، وهو جزء من قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، هذا الأسبوع، بأن مدربي الطائرات بدون طيار الإيرانية يساعدون الروس في تنسيق ضربات الطائرات بدون طيار في ميكوليتشي، بالقرب من جوميل في جنوب بيلاروسيا.


وخلال محادثات بينهما في تموز/ يوليو الماضي، فقد وقعت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" مذكرة تفاهم بشأن صفقة بقيمة 40 مليار دولار مع شركة النفط الوطنية الإيرانية. 


وفي أيلول/ سبتمبر، أرسلت روسيا وفدا من 65 من كبار رجال الأعمال إلى إيران.


ومع ذلك، فإنه على الرغم من كل هذه "اللقاءات الوردية" وفق تعبير الصحيفة الأمريكية، إلا أن التحالف يواجه مخاطر، أبرزها انعدام الثقة المستمر بين روسيا وإيران. 


وصوّتت روسيا في السابق لصالح عقوبات الأمم المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووي، ورأى القادة الإيرانيون أن موسكو غير مفيدة خلال المحادثات الدولية التي أدت إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وفقًا للتحليل.

من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب قرار الأخيرة هذا الشهر بالتعاون مع روسيا خفض إنتاج النفط والحفاظ على ارتفاع الأسعار، حيث حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "عواقب لما فعلوه مع روسيا".

وكتبت مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي مؤخرا أن بوتين يمكنه استخدام القوة النفطية الروسية، جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، لإيذاء خصومه الغربيين.

وترى المملكة العربية السعودية وآخرون أن اهتمام واشنطن بمنطقتهم قد تراجع، ما جعل التعاون مع موسكو أكثر إثمارا بالنسبة لهم، وفق التقرير.

 

اقرأ أيضا: إيران: الظروف مهيأة لإجراء مفاوضات جديدة مع السعودية

ولم يحدد التقرير بالضبط المصالح السعودية التي قد تنجر من "تحالف" هذا غير تصريحات بوتين التي أشادت بقرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.


وقال بوتين في خطاب السياسة الخارجية، الخميس الماضي، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى فقط لتحقيق مصالحه الوطنية بقراره خفض إنتاج النفط.


وقال: "إنني أعرف ولي العهد شخصيا جيدا. إنه يريد أن يوازن أسواق الطاقة.. وبالنسبة لأسواق الطاقة الدولية، فإن أهم شيء هو القدرة على التنبؤ والاستقرار.. هذا كل ما يهم، وولي العهد يسعى لتحقيق ذلك".

التعليقات (2)
الغضبان جدا
الأحد، 30-10-2022 09:25 ص
سعودية القاتل بن سلمان لا تعول عليها يا قتال بنات محمد السوريات الغاليات و أطفالهن.
اسامة
الأحد، 30-10-2022 06:47 ص
السعودية حماها الله خدعت من امريكا لثمانية عقود متتالية .. أمريكا وضعت سقف لمدى العلاقة بها .. اقتصر علي بروتوكولات لا تسمن ولا تغني .. شوي تدريب .. تبادل معلومات سطحية .. وركزت على الموارد الاقتصادية التي تدر عليها أموال بلا مقابل .. مثل السلاح مؤقت المفعول .. وملحقاته من درر الأموال .. قطع غيار صيانة بنية تحتية وفوقية مكلفة جدا .. وعندما قالت ان علاقاتها بالسعودية ليست حلفا انما مجرد صداقة .. رفعت الأقلام .. لذا نأمل ان لا تضيع السعودية عقود اخري من الزمن في مجالات لا تتعادل فيها الكفتين .. المنطقة مقبلة على تغيرات ويجب الاستعداد لها .. روسيا ان خرجت من مشكلة اوكرانيا ولو بنصر مجتزأ وبطعم العلقم فان هذا سيعزز دول اخرى وربما يستفاد من وضعها .. مع ان الحلف مع دول عظمى على غرار امريكا روسيا الصين .. تكون الهيمنة فيه من طرف واحد ..