حذر خبراء حماية المستهلك من القيام بعمليات شراء غير مدروسة، أو الإصابة بجنون التسوق، تحت ضغط
التخفيضات الكبيرة والعروض المغرية للسلع والمنتجات بيوم "
الجمعة السوداء".
وينتظر الكثير من المستهلكين حول العالم الجمعة الأخيرة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، حيث تقدم المتاجر خصومات كبيرة لعملائها، ويطلق عليها في الأسواق الأوروبية والأمريكية "الجمعة السوداء"، فيما يطلق عليها في بعض الأسواق العربية "
الجمعة البيضاء".
من المقرر أن تحطم مبيعات "الجمعة السوداء" الأرقام القياسية مرة أخرى هذا العام، باعتباره اليوم التالي لعطلة عيد الشكر الأمريكية، وواحدة من أكبر نوبات التسوق في الولايات المتحدة، حيث يقدم كبار تجار التجزئة خصومات وعروضا مغرية على مجموعة متنوعة من السلع، وفقا للأناضول.
اظهار أخبار متعلقة
ويعود إطلاق اسم الجمعة السوداء على آخر جمعة بشهر تشرين الأول/نوفمبر من كل عام إلى أوائل الستينيات، عندما بدأت شرطة ولاية فيلادلفيا الأمريكية استخدامه لوصف فوضى عدد لا يحصى من السياح في الضواحي، الذين تدفقوا إلى المدينة للتسوق في العطلات.
وسببت تلك الحشود الهائلة صداعا للشرطة التي عملت في نوبات عمل أطول من المعتاد، حيث تعاملوا مع الاختناقات المرورية والحوادث وسرقة المتاجر، وغيرها من القضايا.
ويمكن أن نشهد اليوم هرجا مشابها في أنحاء العالم، حيث يبدو أن العديد من المتسوقين يفقدون السيطرة على أنفسهم تماما في الإنفاق في أثناء بحثهم عن أفضل
العروض والتخفيضات التي يمكنهم العثور عليها. حتى إن بعض العملاء يتشاجر بعضهم مع بعض؛ في محاولة لشراء أحدث تلفزيون بشاشة كبيرة، أو وحدة تحكم ألعاب الفيديو المعروضة بسعر مخفض.
وقالت خبيرة حماية المستهلك، كاتيا نونينكامب-كلوتينغ، من مركز حماية المستهلك في مدينة بريمن الألمانية: "إغراء التخفيضات الكبيرة يوقف التفكير المنطقي"، وفقا لموقع "DW" الألماني.
وأضافت: "لا تدع نفسك تتعرض للضغط. غالبا ما تكون تلك مجرد استراتيجية تدفعك إلى إجراء عملية شراء سريعة، وربما غير مدروسة".
اظهار أخبار متعلقة
ووفق استطلاع أجرته جمعية "بيتكوم" الرقمية، يرغب ما يقرب من نصف الذين شملهم استطلاع الرأي بالتسوق عبر الإنترنت يوم "الجمعة السوداء". ويرجع ذلك لسهولة مقارنة الأسعار هناك. كما ذكر خمسة بالمائة منهم فقط أنهم يريدون التوجه إلى المحلات التجارية يوم "الجمعة السوداء" للبحث عن عروض التخفيضات.
وقال الرئيس التنفيذي للجمعية، برنارد روليدير لـ"DW": "الجمعة السوداء وعروضها الرخيصة، ربما لم يكونا أبدا أكثر أهمية للمستهلكين مما هما عليه في العام الحالي المتأزم بالتضخم".
وبحسب مسح أمريكي أجراه الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة "NRF"، بالتعاون مع شركة "Prosper Insights & Analytics" العالمية، فإنه من المتوقع أن يتسوق عدد قياسي من المستهلكين في الولايات المتحدة خلال عطلة عيد الشكر، والجمعة السوداء.
يأتي هذا مع ارتفاع تكلفة الاحتفال بعيد الشكر بشكل عام بنسبة 20 في المئة عن العام الماضي بسبب ارتفاع التضخم، وفقا للأرقام الرسمية.
ويخطط ما يقدر بـ 166.3 مليون شخص للتسوق، اعتبارا من يوم عيد الشكر الموافق الخميس وحتى "الاثنين سايبر" المقبل.
واثنين الإنترنت أو الاثنين سايبر "Cyber Monday"، مصطلح تسويقي ليوم الاثنين الذي يلي عطلة عيد الشكر في الولايات المتحدة. وصدر المصطلح من قبل شركات التسويق لإقناع الناس بالتسوق عبر الإنترنت، واستخدم لأول مرة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، ليصبح أحد أكثر الأيام للتسوق الإلكتروني.
وإذا تم تحقيق هذا الرقم، فسيزيد 8 ملايين عن العام الماضي، ويتجاوز 165.3 مليون متسوق تم تسجيلهم في 2019 قبل جائحة فيروس كورونا والتضخم المرتفع، الذي بدأ يسري على المستهلكين الأمريكيين عام 2021.
اظهار أخبار متعلقة
وقال ماثيو شاي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة "NRF"، في بيان: "في حين أن هناك الكثير من التكهنات حول تأثير التضخم على سلوك المستهلك، فإن بياناتنا تشير إلى أن عطلة نهاية الأسبوع في عيد الشكر، ستشهد حركة تسوق قوية في المتاجر مع عدد قياسي من المستهلكين، الذين يستفيدون من أسعار القيمة".
كما تشير التقديرات إلى أن أكثر من 114 مليونا سيزورون المتاجر، أو يتسوقون عبر الإنترنت يوم الجمعة الأسود، الذي يأتي بعد يوم من عيد الشكر، وفقا للاستطلاع.
وتشمل عروض الجمعة السوداء الأجهزة الكهربائية المختلفة، الملابس، مستحضرات التجميل، سلعا غذائية أيضا، بتخفيضات تصل إلى 70 بالمئة. وتصل تخفيضات عروض الجمعة السوداء في متجر أمازون إلى 80 بالمئة على منتجات من ماركات عالمية.