صحافة دولية

MEE: الإسلاموفوبيا بالسويد تلاحق الطلاب المسلمين في مدارسهم

بعض الأهالي فكروا بالرحيل إلى بلدان مسلمة لتعليم أبنائهم- CC0
بعض الأهالي فكروا بالرحيل إلى بلدان مسلمة لتعليم أبنائهم- CC0
قال تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني، إن الأطفال المسلمين في السويد يشعرون بخيبة أمل، بعد قيام السلطات في البلاد بإغلاق مدارسهم الإسلامية، وهو ما يعني فقدانهم أصدقاءهم في العام الدراسي الجديد.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن السلطات السويدية أغلقت حتى الآن 17 مدرسة إسلامية خاصة، مدعية أنها غير مؤهلة للقيام بأنشطة مدرسية، في حين يُصر النقاد على أن مثل هذه الأعمال ليست سوى جزء من الحملة المناهضة للإسلام.

وذكر الموقع أنه في يوليو/ تموز، أخبرت مفتشية المدارس السويدية السيدة سَمْسَم أحمد، وغيرها من أولياء الأمور المسلمين، كتابيًّا أن مدرسة الأزهر الإسلامية الخاصة سيتم إغلاقها بحجة "سوء الإدارة". وقالت السيدة سَمسَم لموقع "ميدل إيست آي: "لقد تلقينا إشعارًا بأن أمامنا شهرًا واحدًا فقط، دون أدنى تفاصيل. علمًا بأن التعاليم الإسلامية لا تشكل سوى خمسة بالمئة من المناهج الدراسية".

وحسب الموقع، نظمت السيدة سَمسَم أحمد وغيرها من الأولياء المسلمين العديد من الاحتجاجات خارج وزارة التعليم للطعن في هذا القرار الذي تم تنفيذه بالفعل. وتُعد مدرسة الأزهر المدرسة الإسلامية الخاصة السابعة عشرة من أصل 19 مدرسة التي تم إغلاقها في جميع أنحاء السويد منذ عام 2019. وقد أغلقت معظم هذه المدارس هذا العام، بعد أن شنت الحكومة السويدية حملة على المؤسسات الدينية الخاصة.

وأشار الموقع إلى أن هناك مدرستين إسلاميتين تطعنان في القرار في المحكمة؛ حيث قالت سمسم أحمد: "بكى أطفالي لأيام عندما أخبرتهم بخبر إغلاق المدرسة. وقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لتشجيعهم على المضي قدمًا، ولكنني قلقة بشأن ما يخبئه المستقبل لتعليمهم الإسلامي. وفي الوقت الراهن، أنا مجبرة على توظيف مدرس خاص لدروس الدراسات الإسلامية في المنزل؛ لأنه لا توجد بدائل. وهي باهظة الثمن، حوالي 200 دولار شهريًا، ولا يمكنني الاستمرار في تحملها".

لا توجد بدائل


وأكد الموقع أن المدارس الإسلامية الخاصة تقوم بتدريس المناهج الوطنية في السويد، ولكنها تزود الطلاب أيضًا بالتعاليم الإسلامية الصحيحة، والحرية لممارسة الطقوس الإسلامية وتقديم الطعام الحلال.

وفي رسالة أرسلت إلى مدرسة الأزهر، والتي اطلع عليها موقع "ميدل إيست آي"، أبلغت مفتشية المدارس السويدية المدرسة أن "إدارتها غير صالحة للقيام بأنشطة مدرسية بعد ملاحظة أن أكثر من 200 طفل معرضون لخطر التعرض للتطرف". وهو ما يعتقد أعضاء الجالية المسلمة في السويد أنه إجراء لا يتم تطبيقه سوى على المدارس الإسلامية الخاصة.

اظهار أخبار متعلقة


من جهتها، قالت فاطمة عبد الله، وهي أم أخرى لطالبة في مدرسة الأزهر، لموقع "ميدل إيست آي": "إذا كانوا صادقين، وكانت القضية تتعلق بسوء إدارة المؤسسة، فينبغي ألا يعاقبوا الطلاب الصغار الأبرياء، بل كان عليهم البحث على بدائل أخرى؛ فمثلًا كان بإمكانهم أن يستبدلوا بالإدارة إدارة جديدة، والسماح للأطفال بمواصلة تعليمهم، ولكن للأسف لم يحدث ذلك".

ووفقًا لبرهان محمد علي، عضو جمعية المدارس الإسلامية السويدية، أثر إغلاق المدارس الإسلامية، التي تأسس بعضها في وقت مبكر من التسعينيات، على حوالي 10 آلاف طالب مسلم من الشرق الأوسط وشمال وشرق أفريقيا. وقد اضطر أولياء الأمور مثل محمد إسحاق، وهو أب لثلاثة أطفال، إلى إرسال أطفالهم إلى مدارس إسلامية مجانية؛ حيث قال إسحاق: "كنت أعتقد أنني أعيش في واحدة من أفضل البلدان التي تمول فيها الحكومة المدارس الخاصة، بما في ذلك تلك التي تقدم الدراسات الدينية. ولطالما كانت هذه المدارس تلبي حاجة أطفالنا من خلال تعليمهم القيم الإسلامية والثقافية الصحيحة. ولكن بعد أن قمنا بنقل أطفالنا إلى المدارس ذات الأداء الضعيف التي لا تقدم دراسات إسلامية، من المرجح أن يكونوا عرضة لأزمات الهوية".

دوافع سياسية


وحسب الموقع، فقد أصدرت السويد في منتصف عام 2022 قواعد، يُنظر إليها إلى حد كبير على أنها صارمة، للمؤسسات الدينية، ما أثار انتقادات من السويديين المسلمين، حيث وصف الكثيرون هذه الخطوة بأنها محاولة معادية للإسلام، وتعمل على استهداف مجتمعهم، في حين قالت جمعية المدارس الإسلامية إن السلطات السويدية قد بدأت منذ عام 2019 بإدخال سياسات جديدة تملي كيفية إدارة المدارس الخاصة.

وقال محمد علي لـموقع "ميدل إيست آي": "لقد تم تقديم أعذار لكل عملية إغلاق؛ على سبيل المثال، في يوليو/ تموز 2021، أغلقت السلطات مدرسة الأزهر في أوريبرو؛ بحجة أن عضو مجلس الإدارة الذي عاد من رحلة إلى سوريا يمكن أن يكون من المتعاطفين مع تنظيم الدولة، ويمكنه جعل الطلاب متطرفين، على الرغم من عدم وجود أي سجلات جنائية تدينه".

ونقل الموقع عن وزيرة التعليم السويدية آنذاك، لينا أكسلسون كيلبلوم، أن الحكومة قدمت مشروع قانون يهدف إلى "حظر إنشاء ما يسمى المدارس الدينية المستقلة". ولكن جمعية المدارس الإسلامية جادلت بأن قرار غلق المدارس الإسلامية كان جزءًا من "خطاب مناهض للإسلام"، ولم يكن قائمًا على النتائج الأكاديمية السيئة أو أوجه القصور التعليمية الأخرى، ولكن كان له دوافع سياسية. ومن جهتها، رفضت السلطات السويدية هذه المزاعم، قائلة إنها تحتفظ بالحق في الإشراف على أنشطة المدارس الخاصة.

وقالت أغنيس جيدلوند، السكرتيرة الصحفية لمفتشية المدارس السويدية، لموقع "ميدل إيست آي" في بيان، إن الأمر يتعلق بحقيقة أن مالك المدرسة لم يتبع التشريع السويدي، وأن سبب إغلاق بعض المدارس ذات الملف الشخصي الإسلامي لا علاقة له بتوجيه المدارس المستقلة: "يمكن لمفتشية المدارس السويدية اتخاذ قرارات تتعلق بغلق مدرسة ما عندما تكون هناك أوجه قصور لا يعالجها المسؤولون".

واختتم الموقع تقريره بما نقله عن مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي قال إن انتشار المدارس الإسلامية في السويد بدأ في التسعينيات بقوانين تسمح بتشكيل مدارس خاصة بتمويل كامل من الحكومة. ومنذ ذلك الحين، استفاد المجتمع المسلم، الذي يشكل ثمانية بالمئة من سكان السويد، وخاصة من الشرق الأوسط وأفريقيا، من تلك القوانين، التي تعامل المدارس الخاصة مثل المدارس العامة من حيث الدعم المالي.
التعليقات (1)
حضارة النفاق
الإثنين، 02-01-2023 06:26 م
على الجالية الإسلامية الإنخراط في السياسة لتأخد حقها بيدها إن لم ينتفع الأبناء فأهلا بالأحفاد "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"