كشفت أوساط إسرائيلية، عن مخطط لعودة مئات
المستوطنين إلى مستوطنة أفيتار، المقامة على
جبل صبيح جنوبي نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
ويستعد المستوطنون للعودة إلى مستوطنة أفيتار، بأعداد تقارب الألفي مستوطن، والخطة أن تبقى عشرات العائلات منهم على الأرض، وقد يؤدي التحرك إلى مواجهة أولى بين وزير الحرب يوآف غالانت والوزير بالوزارة بيتسلئيل سموتريتش.
شالوم يروشالمي المحلل السياسي لموقع "
زمن إسرائيل"، أكد أن "سلوك المستوطنين سيفاقم الدراما الآخذة في الظهور شمال الضفة الغربية، حيث يحيط الجدل بالمستوطنات القائمة هناك، لأنها تعامل الآن بشكل مختلف من قبل الحكومة اليمينية الجديدة، في ظل تحضيرات المستوطنين لقدوم قرابة الألفين منهم إلى مستوطنتي أفيتار وشوماش المهجورتين، على أن يبقى المئات منهم في المستوطنتين اللتين تم إخلاؤهما في الماضي، ويعتزمون بناءهما، وتوسيعهما على طول الطريق".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المستوطنين المنظمين لهذا الحدث يزعمون تسجيل المئات منهم ممن تم تحشيدهم من أجل إعادة توطينهم على الأرض، وكثيرون سينضمون في المستقبل القريب، ويبدأون الرحلة إلى أفيتار وشوماش في وقت مبكر من الشهر المقبل، أي إنه سيكون هناك ألفا مستوطن خلال عيد الفصح، وسيطلقون على الحدث بأكمله اسم "جديد اليوم كما كان من قبل"، بزعم أن عيد الفصح هو رمز المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية".
اظهار أخبار متعلقة
دانييلا فايس رئيسة حركة ناتشالا الاستيطانية وعضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب "الصهيونية الدينية"، هما اللذان يقفان خلف تنظيم هذا الحدث الاستفزازي، زعما أنه بهدف "إعادة أفيتار للمستوطنين، وتجديد حياة هذه المستوطنة الضخمة".
وقالتا: "سنبدأ بالأسر الـ53 التي عاشت هناك حتى الإخلاء الأخير لها، ونعلم أننا سنواجه صعوبات، لأن السياسة العامة ليست بناء مستوطنات جديدة بسبب الضغط الأمريكي واليسار والعرب، لكننا نضغط من الجانب الآخر".
وفي أوائل تموز/ يوليو 2021 تم إخلاء مستوطنة أفيتار في اتفاق تم توقيعه بين وزير الحرب السابق بيني غانتس والمستوطنين، حتى يتضح وضع المكان، وفي شباط/ فبراير 2022 قبل أيام قليلة من ترك منصبه، وافق المستشار القانوني السابق أفيشاي ماندلبليت على هذا المخطط، ما سمح بإعادة إنشاء مدرسة دينية واستيطان قانوني، ومنذ ذلك الحين لم يحدث شيء.
وكان رئيس الوزراء السابق يائير لابيد ووزير الحرب بيني غانتس، أكدا في منتديات مختلفة أن المستوطنين لن يعودوا إلى أفيتار، أما في الاتفاقات الائتلافية الموقعة في بداية كانون الأول/ ديسمبر مع "الصهيونية الدينية"، فتمّ النص على أنه سيتم الترويج لمخطط المستوطنة على الفور، وسيتم تغيير قانون فك الارتباط ما سيسمح بإقامة مدرسة دينية في مستوطنة شوماش، وبشكل أساسي إعادة بناء المستوطنة منذ إخلائها كجزء من فك الارتباط في 2005.
ولم تعلن دولة
الاحتلال عن مستوطنة أفيتار كمكان قانوني، لكن آلاف المستوطنين يعتزمون الوصول إليها في عيد الفصح، والبقاء هناك، بزعم فرض الوقائع على الأرض.
ولن تتمكن تل أبيب من إعلان الاستيطان في هذه المستوطنة حتى منتصف نيسان/ أبريل بسبب الموسم الرمضاني الحساس، ما سيؤدي إلى زيادة التوتر بين جميع الأطراف، فضلا عن تسبب تحرك المستوطنين بنشوب أول مواجهة بين غالانت وسموتريتش، وسيكون أول اختبار للحكومة.
تجدر الإشارة إلى أن لافتات تم توزيعها في جميع مستوطنات الضفة الغربية بعنوان" العودة إلى أفيتار"، وتم نشر الشعار لأول مرة على الملصقات ومفاده "حكومة جديدة تعني مستوطنات جديدة".