حذر جنرال
إسرائيلي
رفيع المستوى، من التداعيات الخطيرة المترتبة على فقدان "إسرائيل"
وأجهزتها الأمنية والعسكرية السيطرة على دائرة التصعيد في المناطق، مشددا على
أهمية مواصلة العمليات العسكرية في قلب الأراضي
الفلسطينية المحتلة.
وأوضح جنرال احتياط
تمير هايمن،
مدير "معهد بحوث الأمن القومي"، في مقاله بصحيفة
"إسرائيل اليوم"، أن "المستوى الذي يوجه استخدام القوة هو المستوى
السياسي، وهو الجهة الوحيدة التي يحق لها استخدام الجيش وجهاز الأمن. ما جرى في
حوارة هو شغب، وكل مشارك ومسؤول عن هذه الأفعال يجب أن يعتقلوا ويحقق معهم، في
أقرب وقت ممكن؛ لأنهم يمسون بقدرة الجيش الإسرائيلي على ملاحقة منفذي العمليات وكل
من يساعدهم".
الكلفة والمنفعة
وحذر من "الضرر
الدولي الهائل" التي تسببت به جرائم المستوطنين في حوارة، التي أدت إلى
استشهاد شاب فلسطيني وإصابة آخرين وحرق عشرات المنازل والسيارات والمحال التجارية.
ونبه هايمن، إلى أهمية
"استخلاص الدروس مما جرى في بلدة حوارة؛ على المستوى التكتيكي لضخ القوات وفي
المستوى السياسي أيضا؛ لأننا في وضع جديد"، مؤكدا أن "إسرائيل في
المستوى الاستراتيجي تفقد السيطرة على دائرة التصعيد، هذه الدائرة المغرضة؛ التي
يؤدي فيها إحباط إسرائيلي لموجة ثأر فلسطينية في
الضفة ومن غزة، لم تنكسر".
إظهار أخبار متعلقة
ورأى أن "حكومة
إسرائيل ملزمة بأن تعمل على عجل لإعادة النظام والاستقرار، يجب مواصلة أعمال
الإحباط المبادر إليها لأجل المس بالمقاومين؛ اعتقالهم والتشويش على خططهم، لكن
إلى جانب ذلك، النظر بشكل دقيق ومهني، واستنادا إلى المعلومات الاستخبارية في
المنفعة العملياتية لكل عملية في قلب الأرض الفلسطينية وفي وضح النهار مقابل الضرر
الجانبي الذي تخلقه".
وأشاد الجنرال
الإسرائيلي، بالمجزرة التي نفذها جيش الاحتلال في قلب نابلس مساء يوم 22
شباط/فبراير الماضي، وأدت إلى استشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين،
معتبرا أن "الهدف جدير بما يكفي لأجل الخروج لهذه العملية في هذه النقطة
الزمنية المحددة".
اليوم التالي لعباس
ورأى أنه "من
المهم للغاية التذكير، فمقابل الثمن المتدني جدّا الذي دفعته إسرائيل قبل أكثر من
أسبوع (ما قبل التصويت الذي ألغي في مجلس الأمن)، حصلنا على بضعة أمور مهمة جدّا
منها: أولا؛ التدخل الأردني، هذا التدخل مهم جدّا في سياق المسجد الأقصى والجهود
لتهدئة القدس قبيل رمضان، ثانيا؛ حوار مباشر يعزز القيادة الفلسطينية
"المعتدلة" التي تحيط برئيس السلطة محمود عباس (88 عاما).
وقال هايمن: "هذه
خطوة مهمة في ضوء انعدام الاستقرار المتوقع في اليوم التالي لعباس، ولعل تعزيزه
يسمح بجسر انتقالي للأيام العاصفة التي بانتظارنا مع تبادل الأجيال في السلطة. وبالنسبة للسلطة، تجدر الإشارة إلى أنه مقابل بديل انهيار السلطة والفوضى العنيفة،
فإن تعزيز السلطة يخدم المصلحة الإسرائيلية".
والأمر الثالث؛
"استئناف التنسيق الأمني، وهذه خطوة ستقلل الاحتكاك مع الفلسطينيين، وبذلك
تساعد على التمييز بين السكان، كما أن عمل أجهزة أمن السلطة يقلل العبء على قواتنا".
ولفت إلى ضرورة قيام
حكومة الاحتلال التي يتزعمها بنيامين نتنياهو بالعمل على "فرض ترتيب لأولويات
المواضيع العاجلة، كما عليها أن تعمل على تخفيض التوتر الداخلي في المجتمع
الإسرائيلي وعدم تعميق الاستقطاب الآخذ في الاتساع".
إظهار أخبار متعلقة
وتابع: "مناعة
المجتمع الإسرائيلي، عنصر أساس حرج عندما تتصدى إسرائيل لما ينتظرها في الأشهر
القادمة في سياقات الأمن القومي، فالمواضيع العاجلة لا تتجمد في المكان؛ إيران
تواصل تخصيب اليورانيوم، تصاعد المواجهات في الساحة الفلسطينية، كما يمكننا عمل
الكثير في توسيع التطبيع، لكن الانشغال الهدام الداخلي في هجمة عديمة الكوابح
لإضعاف السلطة القضائية، يمنعنا من هذا التركيز الضروري".
وأفاد مدير "معهد
بحوث الأمن القومي"، أن المعهد يعمل من خلال الندوة الدولية السنوية التي
يعقدها بمشاركة وزير الأمن، وزيرة الاستخبارات، رئيس هيئة الأمن القومي ومسؤولون
كبار في جهاز الأمن؛ في إسرائيل والخارج، من أجل الخروج بـ"توصيات ومفاهيم مهمة
لكيفية التصدي في هذه الفترة المتفجرة التي تعيشها إسرائيل".