صحافة إسرائيلية

هل ينقذ تطبيع السعودية مع الاحتلال نتنياهو من مشاكله؟

يسعى نتنياهو إلى حل مشاكله عبر التطبيع مع السعودية - جيتي
يسعى نتنياهو إلى حل مشاكله عبر التطبيع مع السعودية - جيتي
في الوقت الذي تبدو فيه فرص التطبيع السعودي الإسرائيلي تتباعد مع مرور الوقت عقب توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، لكن أصواتا إسرائيلية تتحدث أن المملكة قد تنقذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من كل مشاكله، رغم أن ذلك سيكون له ثمن سياسي.

روث واسرمان لاندا، عضوة الكنيست السابقة، كشفت أن "كبار مستشاري الرئيس الأمريكي، جيك سوليفان وبريت ماكغيرك، زارا إسرائيل مؤخرًا؛ بهدف إحاطة نتنياهو بمحادثاتهم مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبعد الزيارة نُشرت اقتباساتهم فيما يتعلق بالأهمية المتأصلة في إنشاء جسر بين السعودية وإسرائيل من أجل الأهداف الأمريكية لإنشاء شرق أوسط جديد، رغم أن أي اتفاق موقعة بينهما يجب أن يحتوي على بعض الحلول للقضية الفلسطينية، تبدو على بعد سنوات ضوئية من الواقع الحالي في الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أنه "بينما هذه التطورات قد تشكل فرصة لنتنياهو، لكنه اليوم يبدو منغمسا حتى عنقه في اشتباك سياسي محرج ومهين، وبينما يمتلك شركاؤه في التحالف إمكانات متفجرة للتدمير الكامل لإرثه السياسي والسياسي والاقتصادي وإنجازاته حتى الآن، فقد يرى أن الولايات المتحدة تذهب باتجاه رسم معالم تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية، وبهذه الطريقة يكون قادرًا على خروجه المطلق والنهائي من الفوضى السياسية المتورط فيها، وهو أمر مشكوك فيه للغاية بالمناسبة".

وأشارت إلى أن "التطبيع الإسرائيلي مع السعودية ليس كأي تطبيع مع أي دولة أخرى في المنطقة، ما يجعل من فرص تحقق هذا التطبيع سيناريو خياليا بعيد المنال كما قد يبدو الآن، رغم أنه يستحق التنازلات التي سيضطر نتنياهو دون شك لتنفيذها مجبرا، خاصة فيما يتعلق بالساحة الفلسطينية، رغم أن أبو مازن الذي يترأس سلطة فلسطينية ضعيفة وهشة، يعاني من سنّه المتقدم، وغير قادر على خلق بديل لائق ومستقر لقيادة الضفة الغربية، أما حركة حماس، التي تدرك الوضع جيداً، فتضع أنظارها على اليوم الذي ستسيطر فيه عليها".

وأوضحت أن "التخلص من سيناريو الرعب هذا بالنسبة لإسرائيل، يتمثل بإقامة كيان فلسطيني، وفصله عن دولة الاحتلال، وهو بديل يحظى بدعم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على جميع المستويات، وبهذه الطريقة سيتمكن رئيس الوزراء من اكتساب درجة كبيرة من الشرعية، ليس بالضرورة من الائتلاف اليميني الذي يرأسه الآن، ولكن بالتأكيد من عوامل كثيرة في المجتمع والمؤسسة الإسرائيلية".

يأتي هذا الحديث الإسرائيلي رغم تراجع التوقعات التي عوّلت عليها كثيرا بإنجاز اتفاق تطبيع مع السعودية، لكن وتيرتها القائمة تبدو بطيئة، ما جعل الاحتلال ينظر لاتفاق التطبيع بأنه خطوة بعيدة جدًا، في ضوء القناعة الإسرائيلية السائدة ومفادها أن التراجع اللافت في موقف السعودية من التطبيع، رغم أنها ساعدت على إنعاش العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية والإسلامية، من الأفضل أن يملي عليها أن يبقى دورها من وراء الكواليس، دون أن يأخذ موقع الصدارة.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)