نشرت صحيفة
"
لوباريزيان"الفرنسية، أن دولا جديدة يتكشف دعمها سرا لروسيا بالسلاح في حربها على أوكرانيا.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"؛ إن
جنوب أفريقيا أضيفت إلى قائمة الدول
المشتبه في تقديمها دعما سريّا لموسكو في حربها على أوكرانيا، بعد اتهامها يوم
الخميس الماضي بتسليم
أسلحة إلى
روسيا.
ويوم الخميس، زعم
السفير الأمريكي في بريتوريا، روبن بريجيتي، أن جنوب أفريقيا زوّدت روسيا بالأسلحة
في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما رست سفينة شحن روسية بالقرب من ميناء كيب
تاون. وأكد السفير أنه تم تحميل أسلحة وذخائر على متن هذه السفينة قبل مغادرتها
إلى روسيا، مضيفا أن تسليح الروس أمر خطير للغاية وغير مقبول بشكل أساسي.
إظهار أخبار متعلقة
وذكرت الصحيفة أن
رئاسة جنوب أفريقيا ردّت في نفس اليوم بأنه سيتم التحقيق في الأمر، معربة عن أسفها
لأن تصريحات السفير تضر بالتعاون والشراكة بين البلدين. حيال هذه القضية، قال
الكرملين - بعد محادثة هاتفية بين الزعيمين - في بيان لم يشر إلى اتهامات واشنطن؛ إن فلاديمير بوتين ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، أعربا يوم الجمعة عن
رغبتهما في تعزيز العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مرة أخرى في مختلف المجالات.
قال ستيفان أودران،
المستشار في المخاطر الدولية؛ إنه "في الوقت الحالي، هذه مجرد اتهامات وليست تسريبات
أو ما شابه، والولايات المتحدة لم تقدم دليلا على هذا التسليم"، بينما أكد
أن جنوب أفريقيا لديها "الموقف الغامض"، وتدعي سياسة عدم الانحياز منذ
بداية الحرب في أوكرانيا، رغم "تاريخ طويل من العلاقات الجيدة" مع موسكو.
مشروع مصنع إيراني في
روسيا
منذ اندلاع الحرب في
أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، قدّم عدد قليل من الدول مساعدات مادية لروسيا - على
الأقل ليس علنا - كما يشير ستيفان أودران. ومن بين الدول المفترض أنها قدمت دعما
لموسكو، إيران وكوريا الشمالية، وهما من المؤيدين التاريخيين لروسيا. توفّر طهران
بشكل خاص طائرات بدون طيار، وفي شباط/فبراير الماضي، كشفت صحيفة "وول ستريت
جورنال" أن وفدا إيرانيّا زار روسيا في أوائل كانون الثاني /يناير؛ كجزء من
خطة لبناء مصنع لإنتاج "ما لا يقل عن 6000 طائرة مسيّرة في السنوات المقبلة.
وذكرت الصحيفة نفسها في نيسان/أبريل، أن سفن الشحن الإيرانية سلمت "أكثر من
300 ألف قذيفة مدفعية ومليون طلقة ذخيرة إلى روسيا خلال الأشهر الستة الماضية، عبر
بحر قزوين.
فيما يخص كوريا
الشمالية، تمتلك هي الأخرى مخزونات هائلة من الأسلحة، ومن ثم فهي تمثل حليفا
مهمّا لروسيا، كما يشير ستيفان أودران. وتتهمها الولايات المتحدة على وجه الخصوص
بتزويد القذائف والصواريخ لمجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية المنخرطة في معركة
باخموت. نقلا عن وثائق رفعت عنها السرية، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"
في أيلول/سبتمبر المنصرم أن موسكو اشترت ملايين القذائف والصواريخ من بيونغ يانغ.
ووفقا لصحيفة
"واشنطن بوست"، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي متهم أيضا من قبل
الولايات المتحدة بمنح أوامر بإنتاج وتسليم قذائف وصواريخ إلى روسيا، على أن تبقى
هذه العملية سرية لتجنب المشاكل مع الغرب، بينما تستفيد مصر من العديد من
المساعدات المالية الأمريكية.
سياسة "العصا
والجزرة"
أوضحت الصحيفة أن هذا
الدعم يظل متحفظا خوفا من العقوبات الغربية. فخلال اجتماعها في اليابان في
نيسان/أبريل، تعهدت دول "مجموعة السبع" بتعزيز التنسيق فيما بينها لمنع
توريد الأسلحة من قبل أطراف ثالثة إلى روسيا أو التعاون معها، ومواصلة اتخاذ
تدابير ضد كل من يقدّم دعما ماديّا للحرب التي تشنها موسكو.
يلاحظ ستيفان أودران
أن "هذا الأمر يشبه نوعا ما سياسة "العصا والجزرة"، فالدول
الغربية تتوعد بفرض عقوبات في حالة تسليم الأسلحة، لكن يمكنها أيضا أن تتعهد برفع
عقوبات أخرى لتحفيز الدول على عدم إرسال أسلحة. فعلى سبيل المثال، فنزويلا أو
كوبا، تخضعان بالفعل لعقوبات شديدة، فقامت واشنطن بتخفيف الحظر النفطي على كاراكاس، بعد أن توصل الرئيس نيكولاس مادورو إلى اتفاق مع المعارضة.
إظهار أخبار متعلقة
ويضيف الخبير أنه
"إذا كان يسهل على الغربيين التصرف بشأن تدفق الأسلحة، فإن الأمر يصبح أكثر
تعقيدا عندما يتعلق بقطع الغيار". ومن ثم، فإن ما يسمى بـ "الأجزاء
المزدوجة"، الموجهة للاستخدام المدني ولكن يمكن استخدامها في صناعة الأسلحة،
يتم تداولها في سوق عالمي يصعب السيطرة عليه. ويشرح قائلا: "هذا يفسر لماذا
نجد أحيانا مكونات غربية في أسلحة يستخدمها الروس في أوكرانيا".
الطلب الهائل
وحسب الصحيفة، تثير
قضية جنوب أفريقيا موضوعا آخر، هو وجود مخزونات روسية هناك؛ لأن جنوب أفريقيا
ليس لديها شركة تصنيع أسلحة متطورة. في هذا الشأن، قال الجنرال دومينيك ترينكواند
لصحيفة "لوباريزيان"؛ إن مستوى التسلح الروسي سيكون منخفضا للغاية إذا
اضطر الكرملين للتزود من هناك، مؤكدا أن الإنتاج الروسي غير قادر على تعويض
الخسائر، آخذا على سبيل المثال القطارات المحملة بدبابات "تي-55"،
وسلاح يبلغ من العمر 70 عاما، تم رصده في غرب روسيا ويمكن نشره في أوكرانيا.
وختمت تقريرها
بالإشارة إلى أن روسيا لا تقدّم أي معلومات بشأن هذه القضية الحساسة، لذلك من
الصعب الحصول على فكرة دقيقة عن الدول التي تزوّدها، لكن ما هو معلوم أنه مع وجود
خط أمامي بطول 800 كيلومتر، فإن الطلب على الذخيرة هائل جدّا.