كتاب عربي 21

عماد "ضد" العدوان.. وعباس مع رمضان

جمال الجمل
- صفحة محمد رمضان
- صفحة محمد رمضان
(نمبر وان)

شغلتني قضية اعتقال إسرائيل لعضو مجلس النواب الأردني عماد العدوان، بتهمة تهريب أسلحة وأشياء أخرى للفلسطينيين في الضفة الغربية، وبينما أطارد الوقت للتعرف على تفاصيل القضية وردود الفعل الأردنية والفلسطينية، فوجئت بصورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس هاشّاً باشّاً يعبر عن لهفته وأشواقه لرؤية الممثل المصري المثير للجدل محمد رمضان: "والله منيح اللي شوفناك أخيراً.. زمان إحنا بنسمع عنك كل الأخبار الطيبة والفن العظيم"..

لا عيب أن يلتقي سياسي بممثل، العيب أن يكون السياسي هو الرئيس الفلسطيني، وأن يكون الممثل من نوعية رمضان المتورط (عن جهل أو قصد) في عدة وقائع تشير إلى استعداده للتعامل مع الصهاينة، أو تكشف عن عدم تقديره خطورة تلك الحماقات التي ارتكبها بحجة أنه لم يكن يعرف هوية الشخصيات التي عانقها وتسامر معها. والمرير في هذا كله أن تنتشر صور اللقاء والتعليقات عليه في ذكرى النكبة العربية الكبرى، وتأسيس الكيان الصهيوني على حساب أرض وناس فلسطين!

(غموض واضح جدا)

مرت أسابيع ثلاثة ولم تتكشف بعد الحقائق الخفية في واقعة اعتقال إسرائيل للنائب الأردني، كل ما نعرفه معلومات مبتسرة تتحدث عن ضبط كمية من الأسلحة في سيارة النائب عند معبر "الكرامة" الرابط بين الأردن والضفة الغربية. المعتاد أن السيارات الدبلوماسية والشخصيات السياسية الرفيعة لا يتم توقيف سياراتها وتفتيشها، لكن وزير الخارجية الصهيونية إيلي كوهين ألمح إلى وجود معلومات مسبقة عن العملية ما أدى للتنبيه على سلطات المعبر بتوقيف سيارة النائب وتفتيشها.

ولم تقتصر نقطة التفتيش على وجود عناصر الأمن التقليدية وموظفي الجمارك، فقد كان بانتظار النائب فرقة من جهاز الأمن الداخلي المعروف اختصارا باسم "شين بيت" أو "شاباك"، وهو الجهاز المكلف بمطاردة المقاومة وصاحب اليد الطولى في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الثلاثة مع المخابرات العسكرية (أمان) وجهاز التجسس الخارجي (موساد)..

وجود الشين بيت في المشهد ينبهنا إلى احتمال "الخيانة" كأمر وارد في الإبلاغ عن النائب، والاحتمال الثاني هو مراقبة عناصر "الشين بيت" لزيارات النائب السابقة ما أدى إلى ارتياب استخباراتي انتهى بالإيقاع به (ولا نعرف إن كان متلبساً أم لا؟).

ما يعنينا هنا أن التوقيف لم يكن صدفة أو ضربة حظ لنقطة تفتيش، لكنه نتيجة لترصد يؤكد أن إسرائيل لا تؤمن ولا تأمن لفكرة السلام مع العرب، فكلا الاحتمالين (الخيانة والمراقبة) هما تعبير عن طبيعة الصراع. فبرغم معاهدات السلام الورقية لا تزال الحقيقة الواقعية تؤكد كل فترة أن الصراع ممتد في العمق والنفوس، وفي مقابل فريق "التطبيع والخيانة"، لا تزال "المقاومة" حية وفاعلة وقادرة على إحياء الأمل في تحرير كامل التراب الفلسطيني.

(سؤال)

لماذا يغامر نائب برلماني من عائلة كبيرة ويعيش حياة ناجحة بمثل هذا الفعل؟

التاريخ السياسي المعلن للنائب وقبيلته العربية (العَدوان) يشير إلى وجود رابط قوي بينهم وبين القضية الفلسطينية، فالقبيلة تسكن في منطقة هي الأقرب للضفة وترتبط بالقدس وجدانيا، وكتابات الشعراء والأدباء الذين عاصروا النكبة والنكسة ومراحل الصراع تشهد بأن الجسر الذي تم توقيف العدوان عليه أثناء عبوره، كان يئن وخشباته تهتز من تأثير زفرات اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبرتهم هزيمة الجيوش النظامية على مغادرة منازلهم والخروج إلى الأردن بعد احتلال الضفة الغربية في السابع من حزيران/ يونيو عام 1967، فقد كان الأردن منذ النكبة وحتى النكسة هو الذي يدير شؤون الضفة الغربية ويضع لها القوانين والأنظمة.

وبرغم أن النائب الموقوف لم يكن قد وُلد في ذلك الحين (مواليد 1988)، إلا أنه تربى على مشاعر حب فلسطين والارتباط بقضيتها، وهي مشاعر واضحة بجلاء وشجاعة في البيان الذي أصدرته قبيلة العدوان؛ تؤكد فخرها بابنها واعتزازها بدعم النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، كما تعبر عن ثقتها في اتخاذ الأردن القرار الصحيح باستعادة عماد من قبضة الاحتلال، حتى لو تعرض للمساءلة والسجن في بلاده..

هذه المشاعر التربوية التي نبتت في رحاب أهلي لا يفرق بين الأردن وفلسطين، أسفرت مع الزمن عن امتزاج لا يعترف بالحدود، فنهر الأرض يصل ولا يقطع بين الإخوة على الضفتين، وقد نشأت بعد كل من النكبة ثم النكسة أجيال يمكن تسميتها (أردني/ فلسطيني) أو (فلسطيني/أردني) كتجسيد بشري لحلم الوحدة العربية المتأخر عن التحقق بسبب أنظمة قُطرية انفصالية تخدم التمزق العربي، وتساعد على بقاء الاحتلال حاكما ومتحكماً في المنطقة كلها وليس في الفلسطينيين وحدهم..

وفي مقابل انبطاح الأنظمة توجد جماعات وأفراد متمسكة بحق المقاومة والدفاع عن الأرض العربية وقضية تحرير فلسطين، ومن هؤلاء الصامدين النائب عماد العدوان كما يبدو من تصريحاته ومواقفه السابقة، واهتمامه بعضوية لجنة فلسطين في البرلمان، وعلاقاته الطيبة مع شخصيات مقدرة في الداخل الفلسطيني، وإشادته بصمود المقاومة في صد العدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة والضفة.

(تذكرة)

أتابع أخبار زيارة زيلينسكي لألمانيا، وتصريحات واشنطن وعواصم أوروبية التي تتحدث علنا عن حجم الدعم العسكري لأوكرانيا بحجة الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي، وأتذكر حكاية القديس أوجستين التي نقلها عن محاكمة الإسكندر الأكبر لأحد القراصنة، فقد سأله الإسكندر بعظمة: كيف تجرؤ على تهديد أمن البحار؟.. إلخ.

فأجاب القرصان: مثلما تجرؤ على إزعاج العالم بأسره، ولكن لأنني أفعل ذلك بسفينة صغيرة فأُدعى لصاً، وأنت تفعل ذلك بأسطول ضخم فتدعى إمبراطوراً..

إمبراطور العصر يهرب السلاح بكميات ضخمة إلى أوكرانيا علناً ويسمي ذلك: مقاومة شرعية للعدوان، بينما يفرض الحصار على الفلسطينيين ويعيّن الحكام العرب حراسا للمعابر في الشرق والغرب، وإذا سعى فرد لتخفيف الحصار عن إخوته و"توصيل الطعام لعمته" يستوقفه أبو جهل وجواسيسه.

الملاحظة الأخيرة قبل أن أختتم المقال، تتعلق بالوضع القانوني لتصرف عماد العدوان، وهو وضع لا ينفصل عن التذكير بالوضع القانوني للضفة الغربية في المواثيق الأممية والقوانين الدولية، فمنذ 1948 صارت ومعها القدس الشرقية تحت الحكم الأردني، بل تم توحيد الضفتين الغربية والشرقية لنهر الأردن رسميا منذ عام 1950، وكان يمثلهما عدد متساو من النواب في البرلمان الأردني حتى عام 1967 عندما حدثت النكسة، وتم اعتبار هذه المناطق أرضا محتلة، لها حق شرعي أصيل في الدفاع عن النفس والمقاومة كما تنص المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعتبر كل ممارسات المقاومة حقا طبيعيا للدول المحتلة (فرادى أو جماعات) لحين تدخل مجلس الأمن، وإذا فشل المجلس بإنهاء الاحتلال وإعادة الحق لأصحابه، يستمر حق الشعوب في المقاومة المسلحة حتى يتحقق التحرير. وهو أمر ينطبق على الضفة وغزة وكل الأراضي التي تعترف بها الأمم المتحدة كأرض احتلتها إسرائيل بدون شرعية وتعترف بها أمريكا وأوروبا ضمن اقتراح حل الدولتين الذي يستند على ضرورة إعادة إسرائيل لوضع الأرض قبل 5 حزيران/ يونيو 1967. وهذا يعني قانونا أن النائب الأردني كان يعبر جسرا في داخل بلده وتحت سلطات منزوعة غصبا من بلاده، ولا يجب أن يعترف بها.

وإذا وصلنا إلى وضعية الأرض الفلسطينية بعد اتفاقيتي أوسلو وغزة/ أريحا، فإن المنوط بالجسر على نهر الأردن هو السلطة الفلسطينية وليس قوات الاحتلال، وبالتالي فإن عملية توقيف النائب الأردني لا تكتسب أي صفة قانونية، لكنها نوع من القرصنة وممارسات القسر التي يمارسها الاحتلال بدون أي شرعية. وهو الموقف الذي بدا واضحا من أوروبا وأمريكا نفسها بعد إعلان حكومة الاحتلال ضم ثلث أراضي الضفة في عام 2020، واضطرت لتأجيل تنفيذ قرار الضم تحت ضغط المعارضة الدولية.

لكن الاحتلال يواصل فرض الأمر الواقع ويلتهم الأرض عن طريق بناء المزيد من المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم، وتكسير آلة المقاومة وحصارها حتى يتمكن من تمرير خطته خطوة بخطوة. ومن هنا تظهر أهمية المقاومة الفلسطينية، فما يفعله الغرب في أوكرانيا فرصة للمقارنة، وفرصة لتقديم القضية الفلسطينية للعالم على نطاق واسع كقضية حق مشروع ضد دولة مغتصبة، يجب على كل الدول والأفراد المؤمنين بحق الحياة الوقوف بصدق وشرف وشفافية ضد تجويع وحصار الفلسطينيين، ومساندة حقهم في حماية أراضيهم من وحش الأرض..

والخلاصة:

إما التمسك بالحق والسير في طريق المقاومة إلى آخره، مهما كانت العقبات والعقوبات..

وإما التفريط والانهزام والتسليم لعصابة بني صهيون بكل شيء..

لا عزاء للمنبطحين، ولا مساومة في قضايا الشرف.

[email protected]
التعليقات (4)
Elnashar
الأحد، 21-05-2023 07:34 م
تحية للكاتب لا أجد تبرير أو إجابة لعدم إستخدام عباس في خطابه في الأمم المتحدة في ذكرى النكبة للمقارنة للإذدواجية الفجة بين مايقدم للأوكرانيين من دعم ومساعدات ووصف كفاحهم بالبطولة وما يحدث في فلسطين وللفلسطينيين وصف المقاومين والمقاومة الفلسطينية بالإ رهاب وما يقع عليهم من حصار وظلم ووحشية دعم للأوكرانيين بالسلاح والمال والسياسة والإقتصاد ودعم معنوي وإعلامي للأوكرانيين ووصفهم بالأبطال وحصار على كل الجبهات للفلسطينيين بل دعم قصفهم وإمداد من يقصفهم بالسلاح ووصف من يقاوم الإحتلال في فلسطين بالإرهابيين وحصار إقتصادي وتحيز إعلامي صارخ ضد الفلسطينيين بل إستخدام حق الفيتو في الأمم المتحدة لوقف أي عقاب على مايرتكبه الإختلال الصهيوني الإستيطاني العنصري الوجشي النازي الفاشي الداعشي من جرائم ومجازر وتطهير عرقي لأكثر من 80 عام
الكاتب المقدام
الأحد، 21-05-2023 12:57 ص
*** الصديق العزيز: "الصعيدي المصري"، زميل التعليقات على مقالات موقع عربي21، جزيل الشكر لاعتبارك لي "احد الأصدقاء"، فهي صداقة اعتز بها وأقدرها، كما أتابع وأقدر ما تكتبه، وشكر واجب على اهتمامك بقراءة وإعادة نشر مقتطفات من سلسلة تعليقاتي الطويلة على مقالة الأستاذ الكاتب جمال الجمل السابق نشرها بتاريخ 22 فبراير الماضي، بعنوان: "علينا السلام (غيابٌ إلى حين)"، فلا مجال للمجاملة في وصف ما حاق بمصر وشعبها من قمع وظلم فادح على يد الانقلاب العسكري وداعميه ومؤيديه، من تدمير لديمقراطيته الوليدة، واستعير هنا التعليق على نفس المقالة الذي نشره الأستاذ الكاتب محمود النجار: "أقول لأخي الكريم الصعيدي المصري.. عفا الله عما سلف، وأن يتوب الإنسان ولو متأخرا خير من ألا يتوب ويرجع إلى الصواب.. نحن بشر نخطئ ونصيب"، كما نعذر الأستاذ جمال الجمل كونه مقيم الآن في مصر تحت الرقابة، في بلد تحولت بكاملها إلى معتقل كبير، بعد الانقلاب الذي أيده في 2013، ونتمنى له من الله السلامة والصحة والعافية، وندعوا الله أن يعيد شعب مصر إلى طريق الحق، وأن يستعيد حرياته وحقوقه المهدرة، بعد أن يتخلص في القريب من عصابة انقلاب 2013 الإجرامية، إنه على كل شئ قدير.
الصعيدي المصري
الجمعة، 19-05-2023 07:09 ص
منقول من تعليق سابق لاحد الاصدقاء .. وهو ما يكشف حقائق ومواقف سابقة تبناها السيد المحترم جمال الجمل .. كيف كان وكيف اصبح .. ويبقى السؤال هل اعتذر أعضاء جبهة الخراب (الإنقاذ) للشعب المصري؟ والتي كان فلاستاذ الجمل احد اعضائها .. بعد أن قبضوا ثمن وقوفهم كظهير شعبي لانقلاب العسكر في 30 يونيو 2013، التي وصفوها (كجمال الجمل) كذباً وبهتاناً بأنها "ثورة التصحيح العظيمة"، وهم لم يكونوا إلا طوابير من الإمعات والمسوخ التي تحركت بحماية وبأمر من جنرال الانقلاب السيسي، وأطاعوه فيما أمرهم به من النزول بقوله: "انزلوا علشان تدوني تفويض"، لينزلوا للشوارع لتأييد الجنرال السيسي وزبانيته، ليغنوا ويرقصوا ويطبلوا ويزمروا لساعات قليلة، وما زالت دماء شهداء الثوار في شوارع مصر لم تجف بعد، متأبطين أذرع زبانية الحزب الوطني واتباع مبارك وابنه، الذين ادعوا كذباً بأنهم قد انفردوا بالثورة عليهم في يناير 2011، فهل أفاقوا من غيهم؟ وهل تراجعوا عن متاجرتهم بشعاراتهم الكاذبة عن الحرية والليبرالية والديمقراطية والاشتراكية والعلمانية، بعد أن انبطحوا تحت بيادة أول جنرال مسخ منقلب دعاهم فاستجابوا له، وهل أبدى جمال الجمل ندمه عن: "تقديره واحترامه للدور الوطني الذي تحمله الجيش والفريق السيسي بالذات، لإنقاذ مصر من هيمنة جماعة استحوذت على السلطة، واستخدمت الديمقراطية لتحقيق ديكتاتورية مغلفة بشعارات خادعة، وعلاقات إقليمية ودولية مريبة"، وهل ما زال جمال الجمل فرحاً سعيداً بالسيسي كما قال: " بميلاد بطل شعبى تلتف أحلام المصريين حوله"، ليستبدلوا صنمهم القديم ناصرهم المأفون بالسيسي دجال العصر، ليلتفوا حوله ويتمسحوا به ويحملوه فوق أعناقهم، ليقودهم إلى مثواهم الأخير في مزبلة التاريخ مع المأفون ناصرهم المدحور وسيسيهم بطلهم الشعبي، التي يقبع فيها أمثالهم من السفهاء. إن الفُجر في الخصومة السياسية هو الذي دعا جمال الجمل وأمثاله للترويج بلسانه لأكذوبة دنيئة بقوله: "بأن الفريق السيسي أنقذ مصر من هيمنة جماعة استحوذت على السلطة واستخدمت الديمقراطية لتحقيق ديكتاتورية مغلفة بشعارات خادعة"، فوصف انقلاب عصابة السيسي على الحكم المدني الديمقراطي بأنه إنقاذ لمصر، هو فرية خبيثة، وخطيئة مريبة، ودسيسة للتفريق بين المصريين، وتدليس وليست خطأ، ويتحمل وزرها الأول جبهة الخراب التي روجت للانقلاب في الداخل والخارج بالأكاذيب والافتراءات، ووصف سَنَة حكم الشهيد محمد مرسي بالدكتاتورية، وهي السنة الوحيدة التي تمتع فيها الشعب المصري بحرياته، وبانتخابات ديمقراطية مدنية نزيهة، وبحق انتخاب رئيسهم، واختيار من يمثلهم في سلطاته التشريعية والتنفيذية، والرقابة على السلطة القضائية، وطمع جمال الجمل هو والرفاق من فلول اتباع المأفون المهزوم ناصرهم، في التمتع ببلهنية الحكم خلف "الرفيق والمناضل حمدين صباحي"، وهو المرشح الرئاسي المهزوم، الذي استدعاه السيسي من بين الأجداث فأطاعه، لتمثيل دور الأراجوز أو المرشح الرئاسي البديل، فكان مسخة هو ومؤيده جمال الجمل ومؤيديهم من التيار الشعبي (شعبهم هم) في مسرحية الانتخابات الرئاسية المزورة التي لم يحضرها أحد، فأطماعهم وخسة أنفسهم هي التي أعمت أعينهم عن أن اختطاف وإخفاء عصابة السيسي للرئيس الشرعي المنتخب من شعبه ثم اعتقاله، سيمكنهم من خلاصهم من منافسيهم، وسيفسح لهم المجال لحكم مصر بتأييد من عسكر الانقلاب لهم، ودليله قول الجمل: "عبد الفتاح صباحي"، هم ودراويش المأفون المدحور ناصرهم، وقول جمال الجمل في مقالة له: "هل تؤيد المشير السيسى وخارطة الطريق؟ - نعم، وأتسامح مع كثير من الأخطاء الصغيرة، لأننى أثق فيه"، فوصف جمال الجمل لجرائم السيسي وعصابته وداعميه ومؤيديه بأنها أخطاء صغيرة يتسامح فيها، هو تدليس منه يدان قائله لثقته فيه، فقناصة السيسي حينها قتلوا آلاف المتظاهرين في ثورة 2011، بالرصاص في رؤوسهم، وداست مدرعاته على أجساد الأقباط في ماسبيرو، كما انتهك أعراض الفتيات بكشوف عذريته، وقتل العشرات خنقاً في سيارة الترحيلات دون محاسبة، ونصيحة من مخلص أمين لك ياجمال الجمل، دع عنك عداوتك للتيار الإسلامي الذي يمثل هوية غالبية المصريين، أنت ومتطرفوا العلمانيون الذين لا يناصبون العداء إلا للتيار الإسلامي، في حين أنك تنشرح ولا تعترض على حزب الوفد الذي يضع صليب الأقباط قدس أقداسهم على علم مصر الوطني في شعاراته ممالأة لهم، رغم مخالفته لعقيدة غالبية المصريين، دون اعتراض منكم على خلط الرموز الدينية بالسياسية، ولم يحن الوقت بعد لاعتزالك، وعليك أن تعلمنا بما جهلناه ولم نحط به علما، وإلى لقاء حواري وليس وداعاً.
الصعيدي المصري
الجمعة، 19-05-2023 07:00 ص
... ذاكرة السمك .. هي حال بعض من يطلق عليهم المثقفين والكناب في مصر .. لكن مع وجود الانترنت نستطيع بكبسة زر واحدة ان نعرف ماذا كانت مواقفهم السابقة وماذا اصبحت عليه .. هؤلاء الذين تابو او رجع اليهم رشدهم بهد خراب مالطة .. وبعد ان مسهم ضرر الاستبداد والظلم والاجرام الذي قام به الانقلاب وهم الذين كانوا يصفونه بالمخلص والوطني والشخص الضرورة .. ولم يذرفوا دمعة واحدة بل كانو محرضين على حرق اعتصامات مخالفيهم في الرأي والتوجه.. الان فقط بعد ظهر فشل الههم الذي عبدوه في البر والبحر والجو .. هاهم يفترضون بالقراء ذاكرة الاسماك .. بينما في الحقيقة انهم هم من يتلونون ويتبدلون .. للاسف .. كاتب المقال من هؤلاء .. فهل راجع مقالاته في الصحف المصرية التي كان يمتبها بصورة دورية . . ومالذي جعل حاله يتبدل من احد منظري الانقلاب والمدح في قائده الدموي الى حال انتقاده .. وذمه ولو بصورة ضمنية .. شهداء رحلو واخرون اعتقلوا وسحلو وشردو وطوردوا .. ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .. وما بدلوا تبديلا .. ووراءهم عشرا الالاف من الاسر المكلومة .. فهل تغسل بعض الكلمات التي تسير داخل الحائط .. ايديهم من الدماء ..