توصلت دراسة في
بريطانيا إلى أن اختبار دم جديدا يمكنه تحديد 50 نوعا من
السرطان، ما اعتبر الباحثون أنه قد يُحدث ثورة في رعاية مرضى السرطان.
وكشف اختبار "غاليري" بشكل صحيح عن نوعين من كل ثلاثة أنواع من السرطان بين أكثر من 6000 شخص في إنجلترا وويلز الذين زاروا الطبيب العام مع وجود أعراض مشتبه بها.
من بين 6238 شخصًا في إنجلترا أو ويلز في التجربة الذين زاروا طبيبهم العام مع وجود أعراض مشتبه بها، تمكن الاختبار من اكتشاف علامات السرطان في 323 منهم، فيما تم تشخيص 244 منهم لاحقًا بالسرطان.
كانت دقة الاختبار تعتمد أيضًا على مرحلة السرطان، حيث تتراوح من 24 بالمئة لأورام المرحلة المبكرة جدًا (المرحلة الأولى) إلى 95 بالمئة للمرض المتقدم (المرحلة الرابعة). وأكثر تشخيصات السرطان شيوعًا كانت: الأمعاء (37٪)، الرئة (22٪)، الرحم (8٪)، المريء والمعدة (6٪)، والمبيض (4٪).
ويجري اختبار
تحليل "غاليري" Galleri، وهو من إنتاج شركة غريل Grail الأمريكية على 142,000 شخص دون ظهور أعراض سلبية في جميع أنحاء إنجلترا، وسُيعلن عن نتائجه في نيسان/ أبريل من العام المقبل.
وأصبح التحليل متاحا حاليًا في الولايات المتحدة، وقد تمت التوصية به للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا.
ومن المقرر أن يبدأ خلال صيف 2024 برنامج فحص تجريبي يشمل مليون مريض على مدى عامين في حال أثبتت النتائج المبكرة نجاحها. ومن المتوقع أن يكشف الاختبار عن 5000 حالة إصابة محتملة بالمرض كل عام.
وقالت أماندا بريتشارد، الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إن "تجربتنا الرائدة الآن في عامها الثاني، وهي الخطوة الأولى في اختبار طريقة جديدة لتحديد السرطانات قبل ظهور الأعراض".
وعلى الرغم من ترحيب الخبراء بنتائج الدراسة باعتبارها "مشجعة للغاية"، إلا أنهم قالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
اظهار أخبار متعلقة
قال لورانس يونغ، أستاذ علم الأورام الجزيئي في جامعة وارويك: "أن تثق حقًا في أن النتيجة السلبية لفحص
الدم تعني عدم وجود سرطان يتطلب مزيدًا من الدراسات".
ووافق الدكتور ريتشارد لي، الطبيب الاستشاري في طب الجهاز التنفسي في مستشفى رويال مارسدن ورئيس فريق التشخيص المبكر والكشف في معهد أبحاث السرطان بلندن، وقال: "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البحثية لفهم مكان هذه الاختبارات بشكل أفضل جنبًا إلى جنب مع عروض الفحص الحالية والتشخيص المبكر للأشخاص الذين يعانون من أعراض مقلقة".
وأضاف: "تظل هذه بمثابة اختبار بحثي وليست جاهزة للاستخدام السريري الروتيني، ولكنها قد تكون أداة مهمة جدًا لتشخيص السرطان في المستقبل".