قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن البطولات الأمريكية هي الأكثر تنافسية وتحقيقا للأرباح مقارنة بالبطولات الأوروبية.
وذكرت الصحيفة أن منافسات الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية (National Football League) هي الرياضة الأكثر تحقيقا للأرباح لكنها تتميز بسقف رواتب صارم، ما يؤدي إلى مزيد من التكافؤ بين الفرق.
وفي هذه البطولة، فاز أعلى فريقين بمباراة السوبر بول 12 مرة فقط من أصل 56.
وفي دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA)، تم رفع عقوبة كسر الحد الأقصى الحالي للراتب، البالغ 124 مليون دولار، في عام 2011، ومرة أخرى هذا العام.
ويُظهر تحليل إيكونوميست لبيانات الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA) أن هناك عددا كبيرا من الفرق وصل إلى التصفيات النهائية. وفي السنوات الخمس، حتى عام 2023، وصل 29 فريقا إلى مرحلة خروج المغلوب مرة واحدة على الأقل (باستثناء شارلوت هورنتس).
وفي أوروبا وبريطانيا عموما تسمح بطولات
كرة القدم للفرق بإنفاق ما تريد على اللاعبين، وبالتالي يكون بمقدورها شراء اللاعبين الكبار، الأمر الذي يترجم بدوره إلى مزيد من النجاح على أرض الملعب.
وبحسب المجلة فإن فريق مانشستر سيتي الذي توج ببطولة دوري أبطال أوروبا، فاز هو ومانشستر يونايتد، وهو فريق آخر صاحب قدرات مالية كبيرة، بـ 20 لقبا من أصل 31 لقبا في الدوري الإنجليزي الممتاز (منذ 1993). وفاز ببطولة دوري أبطال أوروبا (وسابقا كأس أوروبا للأندية أبطال الدوري) ريال مدريد وإي سي ميلان 21 مرة من أصل 68 مرة.
لكن رغم هذا الفارق بين أوروبا والولايات المتحدة، تساءلت الصحيفة: "هل تؤدي البطولات الأكثر تنافسية إلى نماذج أعمال أفضل؟" وقالت إن الجواب غير واضح، لكن في النهاية تحقق البطولات الأمريكية أرباحا أعلى.
وتشير إلى أن عدم القدرة على التنبؤ (بالنتائج) قد تودي إلى إثارة اهتمام الجماهير، وقد يساعد فوز فريق مغمور على تطوير قواعد مشجعين مخلصة.
من ناحية أخرى، هناك شغف لدى الناس بمساندة الفريق الفائز دائما، كما أن سيطرة الفرق الكبيرة تحقق أرباحا هائلة.
وقد ثبت أن المواسم التي سيطرت فيها الفرق ذات الأسماء الكبيرة في دوري السلة الأمريكية، مثل فريق بوسطن سلتكس، كانت من أكثر السنوات التي حققت فيها أرباحا.
وفي عام 2022، عندما أوقعت نهائيات رابطة السلة فريق سلتكس وفريق غولدن ستيت ووريورز، وهما فريقات كبيران، حققت البطولة عائدات قياسية بلغت 10 مليارات دولار.
وعلى عكس كرة القدم الأوروبية، حيث يمكن ترقية الفرق أو هبوطها عبر مستويات مختلفة من الدوريات، تميل الرياضات الأمريكية إلى أن تكون "مغلقة"، مما يمنع صعود فرق جديدة إلى البطولة الأولى، على عكس أوروبا، حيث يأمل نحو 1000 فريق في الصعود إلى دوري الأبطال.
وتقول إيكونوميست إن هذا الإغلاق في الحالة الأمريكية يجعل "الأسواق أكثر تركيزا" مما يؤدي إلى جني الثروات، وفي العام الماضي، وصلت عائدات بطولة كرة القدم الأمريكية إلى 19 مليار دولار، أي ما يقرب من 3 أضعاف ما حققه الدوري الإنكليزي الممتاز، والذي ربما يضم عددا من المشجعين في جميع أنحاء العالم يفوق عدد جميع الرياضات الأمريكية مجتمعة.
ونتيجة لذلك، ازدادت قيمة الفرق الأمريكية، التي تشارك في هذه الطفرة. وعلى مدى العقد الماضي، نمت قيمة متوسط فرق رابطة كرة القدم بأكثر من 300 في المئة، ورابطة السلة إلى نحو 600 في المئة.