كشفت صحيفة "الغارديان"
البريطانية الأثر السلبي لاستخدام
الأطفال لوسائل
التواصل الاجتماعي، وذلك عبر
مقال بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي قد تضرّ الأطفال مثل
التدخين
والقمار".
واستفسرت كاتبة المقال، ديفي شريدار،
عن المُتسبب في سماح هذا الأمر المضر بالأطفال، مُعتبرة أن الوضع بات مُلحّا، مشيرة إلى
أن 90 في المائة من مستخدمي تطبيق سناب شات تترواح أعمارهم بين 13 و34 عاما.
وتابع التقرير بأن "عدد المستخدمين النشطين لتطبيق سناب شات، يبلغ 21 مليون مستخدم، أي أن ثُلث ساكنة
بريطانيا تستخدمه
شهريا".
اظهار أخبار متعلقة
وتوضح الكاتبة، خلال المقال نفسه، أن
"كل مستخدم من هؤلاء الشباب والمراهقين، يلجون المنصة بمُعدل يفوق 50 مرة في
اليوم"؛ موجهة أصابع الاتهام إلى الأهالي بالقول: "إن الأطفال في غرفهم
يجعلهم آمنين جسديا، لكنهم في المقابل يتعرضون لعالم افتراضي دون رقابة على
المضمون، حيث لا وجود لحدود في التواصل، فضلا عن سهولة تعرضهم لشتى أنواع المواد
الضارة واستقطابهم من المؤثرين المفترسين".
وخلصت
الكاتبة البريطانية، في مقالها، إلى أنه "غالبا ما يتم تصميم هذه التطبيقات
بشكل متعمد لكي تؤدي إلى الإدمان أو للاستخدام القهري"، مضيفة أن هناك عددا من
التقارير الصادرة في الآونة الأخيرة من طرف أخصائيين، تؤكد على أن هناك جُملة من
الأضرار الصحية الناجمة عن الاستخدام المُفرط لوسائل التواصل الاجتماعي من لدن
الشباب والمراهقين.
أما بخصوص حديثها عن الإجماع المتزايد
والمتتالي الذي يجمع بين عدة خبراء
الصحة، تكشف بشكل أكبر الآثار الصحية المزمنة
لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، تقول الكاتبة: "إننا اليوم جميعا على
معرفة تامة بجميع هذه المخاطر وبأثرها السلبي على نفسيتنا ونفسية الجيل الصاعد،
لكننا في المقابل لا نعمل وفقها، حيث إن الجميع لا يزال يترك الأمر إلى الآباء،
وغيرهم من البالغين المعنيين، لإيجاد حلول للآثار الجانبية للهواتف الذكية، بينما
في حقيقة الأمر ينبغي على الحكومات العمل على سياسات لتنظيم مراقبة عمل
الشركات لضمان عدم بيعها منتجا خطيرا على الأطفال".
اظهار أخبار متعلقة
وجدير بالذكر، أن الأفكار الواردة بقلب
مقال الكاتبة البريطانية، ليست جديدة، وليست وليدة السنة الجارية، حيث أنه في خلال
السنة الماضية، نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، مقالا للكاتب، ليون هادي، اعتبر
فيه بدوره أن "مواقع التواصل هي المادة المخدرة التي أصبحت تسبب الإدمان
وتدمر خلايا الإنسان".
ولأنه مُدرس سابق، عايش التغير الحاصل
لدى الشباب إثر ولوجهم للعالم الافتراضي، أوضح أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
يتجلى بكامل قوته في الفصل الدراسي، إذ يتناقص مدى الانتباه، ويرتفع الاكتئاب
والقلق، مشيرا إلى أن "الشخص العادي يمضي 4.8 ساعات من وقته على الهاتف
يوميا، مما يمثل ثلث إجمالي ساعات الاستيقاظ لدينا"، بحسب شركة "آب
آني" لمراقبة التطبيقات.