ترك
زلزال مراكش في
المغرب آثارا نفسية لا تخف وطأتها عن آثار الدمار، خاصة لدى
الناجين الذين عجزوا عن تقديم العون لذويهم وأصدقائهم العالقين تحت أنقاض الأبنية.
وقابلت
هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، رجلا أجبر على الاختيار بين إنقاذ
ابنه أو مساعدة والديه من تحت الأنقاض بعيد وقوع الزلزال الذي ضرب المغرب.
وقال
الطيب آيت إغنباز، الذي ينحدر من مجتمع صغير في منطقة جبال الأطلس، إن القرار الذي
كان عليه اتخاذه لا يزال يطارده، بعد أن تمكن من الخروج من المنزل مع زوجته وابنته
لحظة وقوع الزلزال لكن ابنه البالغ من العمر 11 عاما ووالديه علقوا تحت الأنقاض.
وأضاف:
"بينما كنت عائدا إلى المبنى المنهار وجدت ابني ووالدي محاصرين تحت حطام
المنزل، بينما كنت أستطيع رؤية يَدَي ابني تحفر بين الأنقاض"، حيث اتجه نحوه
بسرعة لمساعدته في الخروج من تحت الركام، لكن عندما عاد لإنقاذ أبويه المحاصرين
تحت لوح كبير من الحجر، كان الوقت قد فات.
وتابع:
"كان علي الاختيار بين والدي أو ابني. لم أستطع مساعدتهما لأن الجدار سقط على
نصف جسديهما. إنه لأمر محزن للغاية. لقد رأيت والدي وهما يموتان".
وقال
يمرآدم بن الطيب وهو يلف ذراعيه حول والده: "لقد أنقذني والدي من
الموت".
من جهة أخرى، تداول رواد مواقع التواصل تسجيلا لسقوط عمارة سكنية، كانت قد تصدعت على ما يبدو إثر زلزال الجمعة.
وارتفعت
حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق المغرب الجمعة الماضي إلى 2901 شخص، في حين
بلغ عدد الجرحى 5530 شخصا، بحسب آخر إحصائية لوزارة الداخلية المغربية، الثلاثاء،
فيما تتواصل الجهود للعثور على ناجين.