أكد رئيس جهاز الشرطة البيئية في
ليبيا، العقيد مصطفي القديم، أن جهود الإغاثة وعمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا ما زالت متواصلة في مدينة
درنة، التي ضربها إعصار مدمر الأحد، محذرا من انتشار أوبئة وأمراض بفعل انتشار الجثث المتحللة وتلوث المياه.
وقال العقيد القديم، في تصريح خاص لـ"عربي21"، من مدينة درنة المنكوبة في الشرق الليبي: "نتخوف من اختلاط مياه البحر بمياه الصرف الصحي والمياه الجوفية؛ بفعل وجود جثث بدأت بالتحلل تحت الأنقاض، وأخرى قذفها السيل إلى البحر، فضلا عن نفوق حيوانات بأعداد كبيرة".
وحذر المسؤول الليبي من انتشار الأوبئة والأمراض في درنة بفعل
التلوث البيئي، مطالبا الجهات المختصة والسلطات، سواء في الغرب أو الشرق، بسرعة تعقيم ورش المبيدات على المقابر الجماعية في المدينة، خصوصا خلال فترة الليل، عبر الوسائل المتاحة، لا سيما الطائرات المروحية.
كما طالب بإعطاء مطاعيم ولقاحات عاجلة مضادة للأمراض والأوبئة إلى فرق الإنقاذ وجميع المشاركين في عملية البحث وانتشال الجثث، حفاظا على سلامتهم.
اظهار أخبار متعلقة
استمرار انتشال جثث الضحايا
ولفت القديم إلى جهود كبيرة تبذلها الجهات الأمنية من وزارة الداخلية بجميع إداراتها، ومن وزارة الصحة، ومن الجيش الليبي بجميع قواته، لتخفيف حجم
الكارثة، بالاشتراك مع فرق الإنقاذ التي جاءت من الدول المجاورة والدول الصديقة، موضحا أن عمليات انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض ما زالت مستمرة، فيما يجري حفر مقابر جماعية لمواراة الجثامين الثرى.
وبالنسبة لإحصائيات القتلى والمفقودين وحجم الدمار، قال المسؤول الليبي، إن الأعداد لا شك أنها كبيرة جدا، وتقدر بالآلاف، لكن لا يمكن إعطاء أرقام واضحة ومحددة؛ بفعل تواصل عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا، والجهات المختصة بالتأكيد ستعلن لاحقا الأرقام المؤكدة.
أما بالنسبة لجهود الإغاثة، فقال العقيد القديم، إن قوافل الإغاثة من مواد غذائية وطبية ما زالت تتوافد إلى مدينة درنة، لكنه قال: "أعتقد أننا بحاجة الآن لمواد مخصصة لعمليات التعقيم لمنع انتشار الأوبئة والأمراض".
اظهار أخبار متعلقة
ولفت القديم إلى أن "كارثة درنة رغم صعوبتها وألمها، فإنها وحدت كل مناطق ليبيا، إذ إن قوافل وأرتال الإغاثة واصلت التوافد من الشرق ومن الغرب ومن الجنوب، في مشهد يدل على وحدة ليبيا".
والأحد، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفا أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية، لكن تقديرات لبلدية درنة تشير إلى أن عدد قتلى الإعصار سيصل إلى 20 ألفا، بناء على عدد الأحياء التي اختفت.