نشرت مجلة "
نيوسيانتيست"
تقريرا قالت فيه إن باحثين توصلوا إلى إمكانية إدخال
اللقاحات
عبر
الجلد باستخدام
الموجات فوق الصوتية، وهذه الطريقة لا تلحق الضرر بالجلد وتزيل
الحاجة إلى الإبر المؤلمة.
ولإنتاج لقاح خالٍ من
الإبر، قام دارسي دان لوليس وزملاؤه من جامعة أكسفورد بخلط جزيئات اللقاح مع
بروتينات صغيرة تأخذ جزيئاته شكل كوب، ثم قاموا بدهن جلد فئران التجارب بالخليط
السائل وتعريضه للموجات فوق الصوتية - مثل تلك المستخدمة في التصوير بالموجات فوق
الصوتية - لمدة دقيقة ونصف تقريبا.
في البداية، دفعت
الموجات فوق الصوتية الخليط إلى الطبقات العليا من الجلد، حيث تسبب شكل البروتينات
في تكوين فقاعات مليئة باللقاح، ومع استمرار الموجات فوق الصوتية في ضرب الجلد،
انفجرت تلك الفقاعات وأطلقت اللقاح، مع استمرار التجربة، أدى كسر الفقاعات أيضا
إلى إزالة بعض خلايا الجلد الميتة، ما يجعل الجلد أكثر نفاذية ويسمح بمرور المزيد
من جزيئات اللقاح.
اظهار أخبار متعلقة
تدفع الإبرة جزيئات
اللقاح إلى
العضلات الموجودة تحت الجلد، بينما تقوم تقنية الموجات فوق الصوتية
بتوصيل اللقاح إلى الطبقات العليا من الجلد فقط. لكن هذه العملية الضحلة كافية
للتحصين، كما يقول دون لوليس.
وفي الاختبارات التي
أجريت على الفئران، وجد الباحثون أنه في حين أن طريقة الموجات فوق الصوتية قدمت
جزيئات لقاح أقل بـ700 مرة من اللقاحات التقليدية، إلا أن الحيوانات أنتجت المزيد
من الأجسام المضادة.
ويقول الباحثون إن الفئران لم تظهر عليها علامات الألم ولم
يكن هناك أي ضرر واضح على جلدها. قد يكون السبب في زيادة إنتاج الأجسام المضادة هو
وجود خلايا مناعية في الجلد أكثر من العضلات، لكن الباحثين ما زالوا يحققون، كما
يقول دان لوليس. وقد قدم بحثه في مؤتمر الصوتيات 2023 في سيدني، أستراليا، في 4
كانون الثاني/ ديسمبر.
تقول كيت إدواردز، من
جامعة سيدني في أستراليا، إن اللقاحات التي لا تحتوي على إبرة يمكن أن تقلل من
حاجز التطعيم لدى بعض الأشخاص، ولكن ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البيانات حول
سلامة هذه الطريقة على البشر حتى يؤدي ذلك إلى استخدامها على نطاق واسع.
ولا تزال هناك أسئلة
حول مدى موثوقية طريقة التطعيم الجديدة. يقول دان لوليس إن انفجار الفقاعات داخل
الجلد يمكن أن يكون غير متوقع - فقد يؤدي إلى إطلاق جزيئات اللقاح بشكل غير متساو
أو إطلاق كميات لا يمكن التنبؤ بها، ويعمل هو وزملاؤه على تطوير طرق أفضل لتتبع
هذه العملية من خلال تسجيل صوت انفجار الفقاعات الصغيرة، التي تكشف عن توزيع
جزيئات اللقاح تحت الجلد.