تشهد مدينة إسطنبول التركية إقامة معرض "
فلسطين إلى الأبد"، الذي يسلط الضوء على جرائم
الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة في قطاع
غزة، عبر لوحات تشكيلية ظهرت إلى العلن بريشة 6 فنانين، بينهم 5 فلسطينيين وواحد تركي.
ويضم المعرض الذي يحتضنه معرض الفنون التابع لبلدية بيوغلو في شارع الاستقلال التاريخي في الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول، أعمال الرسامين الفلسطينيين؛ علاء اللقطة، وأسامة حجاج، وأمجد رسمي، ومحمد سباعنة، وناصر الجعفري، بالإضافة إلى الرسام التركي حسين أونلو.
وقال المنسق العام للمعرض الفني، الفنان التركي إسماعيل أردوغان، إن المعرض عبارة عن جزء من الردود الفعل العالمية ضد الظلم والجرائم الإسرائيلية، التي ليس لها مثيل في التاريخ، والتي بدأها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن الحدث الفني المندد بالجرائم الإسرائيلية جاء نتيجة لسعي القائمين عليه من البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية من أجل فعل أي شيء ضد الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "في البداية، عندما طُلب مني تنظيم حدث فني ضد جرائم الاحتلال، تواصلت مع الفنان الفلسطيني علاء اللقطة، وسألته عن نوع المعرض الذي يمكن إقامته حول هذا الموضوع، قبل أن يقوم بوصلي مع جميع أصدقائه من الفنانين الفلسطينيين، الذين تمكن واحد منهم فقط من الحضور بسبب ظروفهم الصعبة".
وعن الأعمال الفنية ومحتويات المعرض، أشار أردوغان إلى أن المعرض يضم 70 عملا من الرسوم الكاريكاتورية والرسوم التوضيحية واللوحات الزيتية للفنانين الفلسطينيين، والتي تروي الظلم الذي يعيشه الفلسطينيون من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ورعت بلدية بيوغلو، ورئيسها حيدر علي يلدز، المعرض الذي تم افتتاحه في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، على أن تبقى أبوابه مشرعة أمام الزوار لغاية 15 كانون الثاني/ يناير الجاري، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على جرائم الاحتلال ووحشيته عبر استخدام الفن وقدرته على التأثير والنفوذ إلى قلوب الناس أجمع دون لغة.
وفي حديثه لـ"عربي21"، شدد أردوغان على أن المعرض ولد بجهود فلسطينية، وذلك بهدف إبراز الآلام الفلسطينية بعيون فنانين فلسطينيين خبروا تلك المآسي وعاشوها بعمق.
ولفت إلى أن المعرض الفني لاقى صدى واسعا وحضورا كثيفا عند افتتاحه برعاية رسمية من بلدية بيوغلو، في أحد أكثر أحياء إسطنبول حيوية وإقبالا، لاسيما أن القضية الفلسطينية في الوقت الراهن أعادت جذب انتباه العالم أجمع.
وحول قدرة الفن وأهمية العمل على تعرية الاحتلال أمام العالم باستخدام الفنون، شدد أردوغان على أن الأعمال الفنية عبر التاريخ هي التي تضيء درب المجتمعات، فضلا عن أنها وسيلة للشعوب لرفع رأسها وعدم الانحناء أمام أي ظلم.
كما لفت إلى أن الفنون أكثر الأدوات تأثيرا على الإنسان بشكل مباشر، فضلا عن قدرتها على التعبير بقوة، وإيجاز القضايا التي تحتاج إلى سنوات من الشرح بشكل مدهش.
تجدر الإشارة إلى أن
تركيا تشهد منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، معارض وندوات ثقافية ومظاهرات عارمة ووقفات احتجاجية ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلا عن المقاطعة الشعبية الواسعة لكافة الشركات المرتبطة بـ"إسرائيل".