قالت صحيفة
الغارديان، إن تاريخ الفصل
العنصري في دولة
جنوب أفريقيا هو ما يحركها ضد مسألة الإبادة الجماعية في قطاع
غزة،
ووقوفها وراء ملاحقة
الاحتلال الإسرائيلي دوليا.
وأوضحت في تقرير ترجمته "عربي21"
أنه في الوقت الذي تتهم فيه الجماعات اليهودية حزب المؤتمر الأفريقي بمعاداة
السامية، إلا أن الدعوى المقدمة أمام محكمة
العدل الدولية، ضد الاحتلال تنبع من
دعم طويل للفلسطينيين.
واتهمت الجماعات
اليهودية في جنوب أفريقيا الحزب الحاكم بالوقوف مع "الإرهاب"، إلا أن
القضية القانونية الهادفة لوقف العدوان الإسرائيلي ضد غزة تأتي بعد سنوات من تدهور
العلاقات بين بريتوريا والاحتلال، نابعة من التعاطف العميق مع الشعب الفلسطيني، وتحالف إسرائيل الوثيق مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في أثناء السنوات
الأكثر قمعا من حكم البيض.
ورد الحاخام الأكبر لجنوب أفريقيا، وارين
غولدستين، على دعوى المؤتمر الوطني الأفريقي، بالقول إن الحزب الحاكم يتصرف كأنه "حليف لإيران وكوكيل، في خطط
تنظيم الدولة الإسلامية لتدمير الدولة اليهودية"، واتهمه بدعم "حماس
وكيلة إيران في جرائم الحرب التي ارتكبتها".
وانضم مجلس الممثلين
اليهود في جنوب أفريقيا إلى حملة النقد، واتهم الحكومة بمواصلة "إهانة نفسها
بالميدان الدولي"، وقال إنه "لا حياء" لديها في استخدام المحاكم
الدولية لأغراضها الخاصة.
ورد نقاد مجلس الممثلين اليهود بالقول إنه
يعمل كوكيل عن الاحتلال. وقال أندرو فينشتاين، النائب اليهودي السابق عن حزب
المؤتمر الوطني الأفريقي، إن الانتقادات لن تترك إلا أثرا قليلا داخل البلد.
اظهار أخبار متعلقة
وقال: "على ما
أتذكر، لم ينتقد الحاخام الأكبر ومجلس الممثلين اليهود أي شيء فعلته إسرائيل. ومن
الجيد تذكير الواحد نفسه أن المجتمع اليهودي المنظم في جنوب أفريقيا وجد نفسه في
وضع صعب جدا لنقد الأبارتيد حتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، ولهذا فنحن لا
نتحدث عن أناس يتحدثون من موقف النزاهة الأخلاقية هنا".
ولاحظ فينشتاين أن
اليهود في جنوب أفريقيا كانوا حاضرين في الكفاح ضد التمييز العنصري، إلا أن مجلس
الممثلين اليهود الذي زعم أنه يتحدث نيابة عن غالبية المجتمع اليهودي رفضهم.
وتعاونت المنظمة مع
النظام العنصري الأبيض، واختارت تكريم رموز مثل بيرسي يوتار، محامي الاتهام الذي
أرسل نيلسون مانديلا إلى السجن.
وأضاف فينشتاين أن
انتقادات جنوب أفريقيا لإسرائيل كامنة في الدعم الطويل لمنظمة التحرير
الفلسطينية، وما رأى أنها وجهة نظر متزايدة عن ممارسة إسرائيل نموذجها الخاص من
التمييز العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال: "هناك أمور
معينة كامنة بشكل لا يصدق في عمق المؤتمر الوطني الأفريقي، ودعم للشعب الفلسطيني
واحد منها، وهناك تقارب في النضال الفلسطيني الذي ينظر إليه على أنه قريب من
نضال جنوب أفريقيا".
وأخبر رئيس جنوب
أفريقيا، سيريل رامافوسا، ممثلين عن مجلس الممثلين اليهود الشهر الماضي، أن
حكومته ستواصل دعم الفلسطينيين الذين "عانوا على مدى سبعة عقود من احتلال
قاس يشبه الأبارتيد".
ومنذ وصول المؤتمر
الوطني الأفريقي إلى السلطة عام 1994، أقام علاقات دبلوماسية كاملة مع فلسطين،
وتدهورت العلاقات مع الاحتلال مع مضي الزمن.
وقالت وزارة الخارجية
في بريتوريا، إنها تقيم "اتصالات دبلوماسية وسياسية محدودة" مع إسرائيل؛ بسبب "موقفها المعادي" من محادثات السلام مع الفلسطينيين، و"عدم
احترامها للقوانين الدولية فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين وأراضيهم".
وخفضت جنوب أفريقيا
في عام 2019 تمثيلها إلى مجرد مكتب تنسيق بعد قتل الاحتلال 220 متظاهرا فلسطينيا خلال
مسيرات العودة في قطاع غزة.
ووصفت حكومة جنوب أفريقيا إسرائيل وجيشها بـ"المنبوذين وآفة على الإنسانية"، ومع تصاعد العدوان
على غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر، استدعت جنوب أفريقيا دبلوماسييها من جنوب
أفريقيا، وصوت البرلمان في كيب تاون لتعليق العلاقات وإغلاق السفارة الإسرائيلية
في جنوب أفريقيا، حتى وقف إطلاق النار، والتزام إسرائيل بمفاوضات "عادلة
وسلام دائم" مع الفلسطينيين.