قضايا وآراء

طاولة المفاوضات.. هدف التصعيد في رفح ووجهته الحقيقية

حازم عيّاد
تكتظ رفح بالسكان- الأناضول
تكتظ رفح بالسكان- الأناضول
واصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تهديديات بإطلاق عملية عسكرية في مدينة رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر، مدعيا اقترابه من تحقيق نصر على المقاومة الفلسطينية التي تتصدرها حركة المقاومة حماس في قطاع غزة.

تصريحات نتنياهو التي تبعت تلقيه رد حركة حماس على اتفاق الإطار المقدم من الوسطاء في اجتماع باريس؛ أحرجت شركاءه في حكومة الطوارئ (بيني غانتس وإيزنكوت) قبيل مناقشة رد حركة حماس، لكنها أرضت داعميه في الائتلاف الحاكم (سموتريتش وبن غفير).

داعب نتنياهو أحلام اليمين الإسرائيلي بالقول؛ إنه سيغير وجه الشرق الأوسط، على أمل أن يعطيه ذلك مزيدا من الوقت لتحقيق أهداف عجز عن إنجازها، رغم دخول الحرب على غزة شهرها الخامس.

نتنياهو الذي عجز عن حسم المعركة في غزة وخان يونس طوال الأشهر الأربعة، لن يحسمها في رفح خلال شهر، وجل ما يريده هو ممارسة ضغوط على حركة حماس ومصر باستهداف النازحين في رفح؛
الضغوط الإسرائيلية سيف ذو حدين، فمن الممكن أن تنقلب ضد الاحتلال الإسرائيلي بأزمة كبرى في الإقليم، وعبء إنساني وفشل عسكري إسرائيلي يضاف لسجله، والأخطر من ذلك، اتساع نطاق التوتر ليمشل الوسيط المصري، الذي حذر من اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح.
للنزول عند شروطه باتفاق هدنة لا يمتد لوقف إطلاق النار، يستبدل فيه المقاومة في قطاع غزة بدور عربي وأممي لإدارة المعابر والقطاع، بديلا لحكومة وحدة أو تكنوقراط مقترحة تضم السلطة والمقاومة.

الضغوط الإسرائيلية قابلتها رسالة نقلها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى المسؤولين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بحسب زعم موقع "واللا" العبري، بأن قادة حماس شددوا خلال محادثات معه أنهم يدعون إسرائيل إلى تنفيذ تهديداتها بالعمل في رفح، وأضاف الموقع أن رسالة حماس، مفادها أن إسرائيل لن تحقق شيئا بواسطة عملية عسكرية كهذه، وأنها ستأتي إلى المفاوضات بشروط أفضل للحركة.

الضغوط الإسرائيلية سيف ذو حدين، فمن الممكن أن تنقلب ضد الاحتلال الإسرائيلي بأزمة كبرى في الإقليم، وعبء إنساني وفشل عسكري إسرائيلي يضاف لسجله، والأخطر من ذلك، اتساع نطاق التوتر ليمشل الوسيط المصري، الذي حذر من اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح.

الرسائل المتبادلة بين المقاومة والاحتلال سواء عبر الوسطاء أو عبر الميدان، تؤكد بأن أهداف المعركة تغيرت من القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، إلى تعزيز موقف المتفاوضين وتحسين شروط التفاوض على الطاولة، التي بدأت أعمالها في باريس في 28 كانون الثاني/ يناير الفائت، واستأنفت أعمالها في القاهرة يوم أمس الخميس، باستضافتها نائب رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية، إلى جانب الوسيط المصري والقطري؛ لمناقشة الرد الإسرائيلي على شروط حركة حماس، وهو رد سيتضمن كل شيء، إلا تقديم رفض لاتفاق الإطار المعلن في باريس.

التصعيد خلال الساعات الأخيرة، أكد أن طاولة المفاوضات باتت محور اهتمام المتصارعين لتحسين شروط التفاوض على الطاولة، وليس لتحقيق الأهداف الحالمة، التي قدمها نتنياهو في خطاباته لحلفائه وخصومه في الساحة الإسرائيلية المنقسمة على نفسها.

طاولة المفاوضات باتت محور الاهتمام، بعد أن استبدلت أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة بطاولة المفاوضات وإطارها العام، للوصول إلى هدنة توقف القتال؛ وهو ما يفسر كثافة العمليات العسكرية خلال الساعات القليلة الماضية بقصف المقاومة ميناء اسدود شمال غزة، وضربات حزب الله لمواقع إسرائيلية شمال فلسطين، واستهداف جماعة أنصار الله في اليمن مزيدا من السفن الأمريكية والبريطانية، وتهديدات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بتصعيد في البحر الأحمر، بالتزامن مع هجمات للولايات المتحدة الأمريكية في العراق واليمن، وضربات إسرائيلية، مساء أمس الخميس، طالت مدينة النبطية جنوب لبنان.

التصعيد خلال الساعات الأخيرة، أكد أن طاولة المفاوضات باتت محور اهتمام المتصارعين لتحسين شروط التفاوض على الطاولة، وليس لتحقيق الأهداف الحالمة، التي قدمها نتنياهو في خطاباته لحلفائه وخصومه في الساحة الإسرائيلية المنقسمة على نفسها.

ختاما.. رسائل نتنياهو كما هي رسائل التصعيد، تعددت وجهاتها للشارع الإسرائيلي، وللمعارضة ولحكومة الطوارئ ولدول الإقليم، إلا أن الوجهة الحقيقة لهذه التصريحات كانت طاولة المفاوضات والوسطاء المجتمعين في القاهرة مع نائب رئيس حركة حماس خليل الحية؛ فما يبحث عنه الاحتلال دور عربي وأممي على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يمتد إلى كامل قطاع غزة، متجنبا بذلك أي دور للسلطة، وأي احتمال لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تكنوقراط، تنهي الحرب وتنهي دور الاحتلال الأمني في القطاع في الآن ذاته.

twitter.com/hma36
التعليقات (0)