صحافة دولية

ما آثار صعود السنوار على علاقات حماس مع إيران ومحور المقاومة؟

انتخبت حماس السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا للشهيد إسماعيل هنية- الأناضول
انتخبت حماس السنوار رئيسا لمكتبها السياسي خلفا للشهيد إسماعيل هنية- الأناضول
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير، أن صعود زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، لقيادة المكتب السياسي للحركة خلفا لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الشهيد إسماعيل هنية، يعزز من علاقات حماس مع إيران.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن اختيار الحركة للسنوار كرئيس لمكتبها السياسي يقوي علاقة الحركة الاستراتيجية مع إيران ويرسل رسالة عن الجبهة الموحدة بين طهران وقوى محور المقاومة في الصراع ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة.

وأضافت أن "إيران دعمت حماس ولسنوات ماليا وعسكريا، لكن العلاقة بين إيران الشيعية والحركة الفلسطينية السنية ظلت محلا للتوترات. فقد ابتعدت إيران عن حماس بسبب دعم الأخيرة الثورة السورية، ولم تنضم للقتال بعد هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر كما كانت تعول حماس".

اظهار أخبار متعلقة


ولفت التقرير إلى أنه "في داخل الحركة كانت هناك انقسامات حول درجة الثقة بطهران. ولقد وضع السنوار حدا لهذا النقاش وفي الساعات التي أعقبت مقتل هنية في طهران. وعندما اجتمع قادة الحركة للتداول في اختيار رئيس جديد للمكتب السياسي، قاطع السنوار المداولات برسالة مفادها: يجب أن يكون الزعيم الجديد رجلا مقربا من إيران"، وذلك وفقا ما ذكرته الصحيفة نقلا عن مسؤولين عرب وفي حماس على معرفة بالأمر.

وبحلول يوم الثلاثاء، أعلنت حماس عن زعيمها الجديد. وقد أدى القرار لاستبعاد قادة في حماس يقودون المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، بمن فيهم خالد مشعل، الذي تدعمه القوى السنية مثل تركيا وقطر. ومن هنا فإن تفضيل السنوار على مشعل، يؤكد حسب الصحيفة  "التأثير الإيراني المتزايد في العالم السني".

ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، الزميل في السياسات بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والذي سمع أن الحركة وصلت إلى طريق مسدود بشأن القرار، قوله إنه "من الواضح أن هذا يضع على رأس الجماعة شخصا يبدو أنه قريب جدا من إيران".

وعلقت الصحيفة بأن قرار "قادة الحركة البارزين دعم السنوار يعني أن حماس تدعم استراتيجيته لشن حرب ضد إسرائيل إلى جانب المليشيات المسلحة الأخرى الموالية لإيران".

وتضيف الصحيفة أن "السنوار يريد دولة فلسطينية ويشترك مع الهدف الإيراني المتمثل في تدمير دولة إسرائيل لتحقيقه". 

وبحسب المحلل الفلسطيني في غزة، يونس الزريعي، فإن "السنوار هو رجل عسكري" و"العلاقات العسكرية بالمنطقة مرتبطة بإيران فقط".

وفي داخل حماس، رأت الصحيفة أن صعود السنوار "يشير إلى تغير مهم في علاقات حماس-إيران".

وقالت إن "صعود السنوار إلى قيادة حماس يأتي في وقت تقف فيه المنطقة على الحافة، بعد استشهاد هنية واغتيال إسرائيل الرجل الثاني في حزب الله، فؤاد شكر، حيث تعهدت إيران وحزب الله بالرد على اغتيال القائدين"، مضيفة أن "السنوار يدير الحرب في غزة منذ 10 أشهر ويريد حربا إقليمية لتحقيق دولة فلسطينية"، بحسب ادعاءات الصحيفة.

اظهار أخبار متعلقة


ولفتت الصحيفة، إلى أن "صعود السنوار يعقد من الجهود الأمريكية للتوصل إلى صفقة إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حماس".

وبالمقابل، فلن يوافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفاؤه في اليمين المتطرف على صفقة وقف إطلاق النار، وبخاصة أنهم يريدون تفكيك قدرات حماس العسكرية والسياسية واغتيال السنوار المتهم بتدبير عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حسب التقرير.

وقالت الصحيفة، إنه "لأن السنوار هو المطلوب الأول على قائمة القتل الإسرائيلية، فلا يعرف كيف سيدير الحركة والمفاوضات لوقف إطلاق النار".

وكان السنوار "من أشد الداعين لإصلاح العلاقات مع إيران بعد الربيع العربي". وخرج السنوار الذي كان يقضي حكما بعدة مؤبدات من السجن في صفقة تحرير المجند الإسرائيلي غلعاد شاليط، عام 2011،  في وقت كانت فيه العلاقات بين حماس وإيران متوترة.

وفي الوقت الذي دعمت فيه إيران وحزب الله بشار الأسد في سوريا، فقد دعمت حماس التي كانت تتخذ حينها من دمشق مركزا لها الثورة ضده، حيث نقلت مقرها فيما بعد إلى الدوحة.

وفي عام 2012، انتخب السنوار عضوا في المكتب السياسي وكلف بمتابعة الجناح العسكري وبعد 5 أعوام أصبح زعيم حماس في غزة، حيث بدأ محاولات إصلاح العلاقات مع إيران، بحسب التقرير.

وبعد حرب 2021 التي استمرت 11 يوما، قال السنوار للصحافيين: "هناك شيء يجب أن يقال" حيث شكر إيران على الدعم المالي والعسكري والخبرات في قتال إسرائيل.

وأضاف: "لم يكونوا معنا على الأرض ولكنهم وقفوا معنا".

وقالت الصحيفة إن "السنوار يبدو أنه أخطأ في تقدير الدعم الذي يمكن لإيران والجماعات الموالية لها بالمنطقة، عندما خطط للهجمات على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي. ولكنه استمر بالتواصل مع حلفائه في الجماعات الموالية لإيران، فقد صور مرة في رسالة المعركة في غزة بأنها مثل معركة كربلاء التي قتل فيها الحسين، حفيد النبي محمد، والتي تعتبر لحظة مهمة في التاريخ الشيعي".

ونقلت الصحيفة عن غسان الخطيب، المحاضر بجامعة بيرزيت، قوله إن صعود السنوار كزعيم "قوبل بين الفلسطينيين بطريقة إيجابية"، فهو "من كان يتخذ القرارات".
التعليقات (0)