مقالات مختارة

ما وراء كلام صديق نتنياهو

فارس الحباشنة
الأناضول
الأناضول
كلام « روني مزراحي « رجال الأعمال الاسرائيلي المقرب من نتنياهو عبر إحدى القنوات العبرية : ما نفعله في لبنان، قادرون على فعله في الأردن، والأردن قادمة بعد لبنان.

و يذكرني كاردني، وفي أحاديث سابقة لنتنياهو شخصيا، وسياسيين وعسكريين وحاخامات يهود تحدثوا عن الحل الأردن، والوطن البديل والتهجير القسري لفلسطينيي الضفة الغربية، والمملكة الفلسطينية في الأردن.

وأمس ظهر نتنياهو على الحدود الاردنية / الفلسطينية يتابع في زيارة ميدانية مشروع بناء حاجز على الحدود مع الأردن.

وما بين زيارة نتنياهو وكلام صديقه رجل الأعمال عن الأردن، أليس الأردن هو الجبهة المفقودة في حرب غزة ؟

وبعد حادثة معبر الكرامة، وإقدام الشهيد ماهر الجازي على قتل 3 جنود مسلحين إسرائيليين، أصبح الحديث مكشوفا ومباشرا عن الجبهة السابعة في حرب غزة.

و الجبهة السابعة هي الجبهة الأردنية، وتضاف إلى جبهات المقاومة في العراق واليمن وغزة ولبنان، وسورية والضفة الغربية. الأردن جبهة صعبة وعصية على المطاوعة والتطويع.. والأردنيون متجذرون في ترابهم وأرضهم، وكرامتهم لا تقبل المهادنة والمساومة، ولدى الأردنيين طاقة كامنة للتضحية والفداء، وذلك دفاعا عن فلسطين والأردن ووجودهم ومصيرهم.

ماذا تخبئ اسرائيل للأردن ؟ نتنياهو وصديقه ليسوا اشخاصا عاديين في اسرائيل.. ونتنياهو اليوم أخذ الضوء الاخضر من لوبيات وقوى اليمين المتطرف الإسرائيلي للنفاذ في مشروعه التوراتي.

و من قبل حرب غزة، ونتنياهو مصب في عداء وكراهية مزمنة للأردن. و رغبة دفينة في طرح الأردن ضمن مفردات المشروع التوراتي الإسرائيلي. واعتبار الأردن مجتزأة من أرض إسرائيل.. وهذه المواقف ليست سرية ولا باطنية، ولم يعلنها نتنياهو واليمين المتطرف اليهودي جهارا.

و نتنياهو في كتابه « مكان تحت الشمس « تحدث بصراحة عن المشروع الإسرائيلي التوراتي، ودولة إسرائيل الكبرى، ومصير الاردن في ضوء التصورات والأفكار التوراتية التي كتبها نتنياهو.

و في تقديري ان كلام صديق نتنياهو، لا زيارة نتنياهو إلى الحدود مع الأردن تحتاج إلى رد رسمي أو تعليق دبلوماسي من وزارة الخارجية أو إعلامي.

فكما يبدو أن التموضع في العلاقة الاردنية / الاسرائيلية وصل الى ابعد من مربع الاشتباك الدبلوماسي. كلام وسلوك نتنياهو هو بمثابة اعلان حرب على الاردن. فكيف سيكون الرد الأردني؟

و لا أظن ان الشعب الاردني سوف يقف صامتا او محايدا ازاء المخطط الاسرائيلي لإلغاء وجود الدولة الأردنية وهويتها الوطنية التاريخية.

ولا خيار أمام الأردنيين سوى المقاومة وبناء جبهة وطنية داخلية وتحصين اجتماعي وسياسي داخلي، وفي مواجهة ما يصدر عن إسرائيل من إجراءات ومشاريع، وإزاء تصريحات وواقع حال تحاول إسرائيل صناعته بالقوة على الحدود مع الأردن، واستهداف الدولة الأردنية.

و أليس أمام الأردن الرسمي غير إدخال العلاقة الاردنية / الإسرائيلية إلى غرفة الموتى ؟! والبحث عن خيارات جديدة في السياسة الأردنية بما يضمن حماية المصالح الأردنية ولجم إسرائيل، والأخيرة اليوم ليست في أفضل وأقوى أحوالها كما يزعم نتنياهو..بل إنها أهون من بيت العنكبوت..و المقاومة في محورها من غزة إلى لبنان تحرك سكينها في جسد إسرائيل المتهالك.

الدستور الأردنية
التعليقات (0)