تزايدت
الأصوات الإسرائيلية المشككة بإمكانية القضاء على حكم حركة
حماس في قطاع
غزة، رغم
مرور قرابة الـ15 شهرا على حرب الإبادة المدمرة، وتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو بهذا "الشعار" ورفضه إنهاء
الحرب.
وقال
الخبير الإسرائيلي آيال عوفر إن "نتنياهو منذ انتخابه في 2009، دعا إلى إسقاط
حكم حماس، حتى بات جميع أقطاب الحلبة السياسية والحزبية من إيتمار بن غفير على
اليمين ويائير لابيد على اليسار، مقتنعين بأننا على بعد خطوة من تحقيق هذا
الهدف".
وأضاف في
مقال نشرته
القناة 12 العبرية، وترجمته "
عربي21" أنه "بعد 450 يوما
من العدوان على غزة، يمكن
التشكيك بأن إسرائيل قريبة من انهيار قدرات حماس
الحكومية، كما أن محاولة إجراء تغيير فوري للحكم في غزة الآن، بالقوة العسكرية، لا
تضمن الحفاظ على ميزة أمنية أو سياسية طويلة الأمد لتل أبيب".
وتابع:
"بالتالي فإن من يركزون على إيجاد حكم بديل لحماس في غزة يتسببون في ضرر
سياسي دائم لإسرائيل على الساحة الدولية، فالعالم ينظر له باعتباره محتلاً للشعب
الفلسطيني في غزة، ما يجعل البديل لحكم حماس أسوأ بكثير".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أن
"الآثار الثانوية للدعوة الإسرائيلية لاستبدال حكم حماس تتمثل بعودة السلطة
الفلسطينية لغزة مع الضفة الغربية، ما قد يؤدي في غضون سنوات قليلة لاستيلاء حماس
عليها من الداخل، وإقامة حكمها على بعد خمس دقائق من مدينة كفار سابا، وهذا هو الخطر
الذي لا يأخذه الإسرائيليون بعين الاعتبار".
وأشار
إلى أن "هذا ليس هو الخطر الوحيد، لأن السعي وراء "الحكم البديل"،
المعروف في لغة الجيش بـ"تمرير العصا في غزة"، يضرّ بجميع أهداف الحرب
الأخرى، مثل الأمن وحرية العمل والمختطفين الذين ما زالوا خارج بيوتهم".
وأوضح أن
"إسرائيل من أجل تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية لأهل غزة، تضطر
لنقل مليون طن من الإمدادات الغذائية، ولكن دعونا نتخيل للحظة ما سيحدث في اليوم
التالي لتلبية احتياجات إعادة إعمارها، حينها سيعترف الإسرائيليون في قراراتهم بأن
البحث عن بديل لحماس ليس في مصلحتهم على الإطلاق، فغزة هي المنطقة التي تشهد أكبر نمو
ديمغرافي في العالم منذ فك الارتباط عام 2005، وتضاعف عدد سكانها".
وحذر من
"استنساخ النموذج الأمريكي الفاشل في إسقاط حكم طالبان في أفغانستان، لأن
كثيرا من الإسرائيليين يقارنون هجوم حماس في السابع من أكتوبر بهجوم القاعدة على
أبراج نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر، مع وجود تشابه آخر أنه في السابع من
أكتوبر 2001 بالضبط، بدأت القوات العسكرية الأمريكية عملية عسكرية ضخمة ناجحة
للإطاحة بحكم طالبان، ورغم اغتيال الملا داد الله القائد العسكري الأسطوري
لطالبان، وهو نسخة "محمد ضيف" لحماس، وأسامة بن لادن، سنوار القاعدة، فإن النتيجة اليوم في 2024، أن طالبان تحكم أفغانستان مرة أخرى، وهنا يجب أن نتعلم من التاريخ، مع أن ذلك ليس المثال الوحيد للفشل في تغيير الحكم".
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أن
"حماس لن تختفي بين عشية وضحاها.. ورغم مزاعم نتنياهو عن انتزاع سيطرتها
المدنية على غزة، فإن ذلك يُظهر خطأً جوهريًا في فهم وضع غزة، فيما أعلن الجيش
افتقاره لسيطرة فعالة على الفلسطينيين في القطاع، في ظل بقاء قدرات حماس الحكومية
وتجذرها بقوة في جميع هياكل البلديات، ودوائر المياه، والكهرباء، والدفاع المدني، والتعليم، والصحة، وداخل جميع منظمات الإغاثة".
وأشار
إلى أن "تل أبيب مطالبة بدراسة البديل المتمثل بإقامة منطقة أمنية عازلة شمال
القطاع، بيت حانون وبيت لاهيا، كي تكون خالية من الفلسطينيين، كونها متاخمة
للمستوطنات في عسقلان وسديروت وزيكيم وخط قطار أوفاكيم ونتيفوت، بجانب الانسحاب
التام من بقية القطاع، وترك الخيار لسكانه أن يقرروا مصيرهم بأنفسهم، لأننا لا نحتاج
للسيطرة على غزة، ومواردها، وبإمكانهم التواصل مع مصر، فيما يتعين علينا الانفصال
تماماً عن غزة، وإذا نشأ تهديد عسكري منها، فنحن نعرف كيفية التعامل معه على الفور، دون أي
مسؤولية مدنية إسرائيلية عنها".