تدفع العزلة الاقتصادية المفروضة على
غزة صناع أصص النباتات الفخارية في القطاع إلى حافة الهاوية.
كانت منتجات مصانع الفخار في قطاع غزة قبل سنوات تجد طريقها إلى آلاف المنازل والحدائق في المناطق الفلسطينية وأراضي 48 بل وفي أنحاء العالم.
وذكر صابر عطا الله الذي يملك مصنعاً للآنية الفخارية أنه يتمسك بحرفته رغم البدائل العديدة التي باتت تنافس منتجاته.
وقال: "والله أنا بالنسبة لي وبالنسبة لهذه الصنعة أنا بحب الصنعة هذه كثير. علشان حبي لهذه الصنعة أنا متمسك فيها وطبعا هذه الصنعة اليوم في الوقت الحاضر وجد لها بديل كثير كي تنقرض. يعني كيف؟ اليوم بدل الأواني الفخارية صار الأواني البلاستكية والأواني الزجاجية والأواني الألومنيوم والحديد وكذا اللي هي بديل لصناعة الفخار".
وكانت مناطق الـ48 هي السوق الرئيسية لمنتجات مصانع الفخار في القطاع. لكن الانتفاضة الفلسطينية عام 2000 والقيود الإسرائيلية المفروضة منذ ذلك الحين على غزة ثم
الحصار الكامل للقطاع منذ سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ألحقت أشد الضرر بكل عناصر الحياة في القطاع بما في ذلك الاقتصاد والصناعة والزراعة ومختلف الخدمات.
وقال أيمن ابن صابر عطا الله الذي تعلم الحرفة من أبيه: "تؤثر تأثير كلي. تؤثر علينا. يعني كان اقتصادنا كان قبل انتفاضة الأقصى كان كل شغلنا كان يكون على إسرائيل.. كل الكواوير (أصص النباتات) لبرة كله يتصدر.. ما يظل ولا كوار (أصيص)".
وكان نحو 50 مصنعاً للآنية الفخارية تعمل في قطاع غزة قبل عشر سنوات لكن العدد تراجع في الوقت الراهن إلى خمسة مصانع.
وبعد أن أصبح قطاع غزة معزولاً عن كل نشاط تجاري وسياحي باتت مصانع الفخار ومتاجر أصص النبات مهددة بالتوقف الكامل.
وقال سعيد عسيلية الذي يملك مخزنا لأصص النبات المصنوعة من الفخار بمدينة غزة "بقينا ما نلاحقش بيع.. ما نلاحقش بيع. اليوم ما استفتحتش. يعني أنت صدقني أنا ما استفتحت. بقينا قبل ما تيجي السلطة علينا ونحن بقينا مستحلانا إسرائيل ومش عارف شو.. بقيتا ما نلاحقش بيع برضه. أهل الضفة يجوا.. أهل السبع يجوا.. إسرائيل وكلهم الأجانب والسواح كلهم يجوا علينا هنا في المنطقة ما نلاحقش باصات باصات يجوا يصفوا".
ويعاني أهالي غزة نقصاً شديداً في الوقود منذ أغلقت السلطات المصرية معظم الأنفاق التي كانت تستخدم في تهريب مختلف أنواع السلع من سيناء تحت الأرض.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن معدل البطالة في غزة يصل إلى نحو 30 في المئة وأن نحو 80 في المئة من سكان القطاع يعتمدون في معيشتهم على المعونات الخارجية.