ما زالت قضية الطالبة الجامعية الأردنية
نور العوضات التي وجدت مقتولة الأسبوع الماضي داخل مجمع باصات تتفاعل وتتطور، وتثير جدلا كبيرا داخل المجتمع الأردني.
فالطالبة التي تدرس الشريعة في جامعة آل البيت، وجدت جثتها داخل إحدى الحافلات العمومية بمجمع في مدينة الزرقاء شرق عمان العاصمة، وقد تعرضت جثتها للطعن في مناطق متفرقة من جسدها، فيما كانت متوجهة صباح الثلاثاء إلى جامعتها.
ففي مجلس النواب، هيمنت حادثة القتل على مناقشات النواب الأردنيين، مرجعين سبب مقتل الطالبة إلى التوقيت الصيفي التي تعتمده الحكومة وترفض استبداله بالتوقيت الشتوي، الأمر الذي دعا فيه بعض النواب إلى تحميل حكومة رئيس الوزراء عبد الله النسور مسؤوليةجريمة القتل.
أما في الجامعات الأردنية فأقامت إداراتها وطلابها وقفات احتجاجية على مقتل الطالبة العوضات، وأدوا صلاة الغائب عليها، فيما أرجع كثير من فئات الشعب الأردني سبب مقتل الطالبة إلى التوقيت الصيفي المحلي، في إشارة منهم أن الطالبة خرجت في وقت مبكر جدا إلى جامعتها، حيث لم تكن الشمس قد سطعت، الأمر الذي يدعو إلى تشجيع المجرمين على ارتكاب جرائمهم بالظلام.
بدورها الأجهزة الأمنية الأردنية، تمكنت من القاء القبض على القاتل بعد 6 ساعات من وقوع الجريمة، وأوقفه المدعي العام في إحدى مراكز التأهيل والإصلاح لمدة 15 يوما بتهمة القتل العمد.
وكانت الأجهزة الأمنية قد أبدت تحفظا كبيرا على تزويد وسائل الصحافة والإعلام بمعلومات حول ملابسات الجريمة، حفاظا على سرية التحقيق الذي ما زال جاريا.
من جهتهم، طالب ذوو الطالبة المقتولة الحكومة الأردنية بإنزال أقصى العقوبة بالقاتل، مطالبين بإعدامه في المكان نفسه الذي قتلت فيه ابنتهم، محذرين من المماطلة في إجراءات التقاضي، في الوقت الذي قاموا فيه بإغلاق بعض الطرق احتجاجا على مقتل ابنتهم، كما وجهوا فيه نقدا لاذعا لرئيس الحكومة عبد الله النسور بسبب عدم تقديمه واجب العزاء في الطالبة، داعين الملك الأردني عبد الله الثاني للتدخل في القضية لحسمها من اجل إحقاق الحق، حسب تعبيرهم.
أما أهل القاتل فقد "دخلوا بالطرق العشائرية" على مازن القاضي أحد شيوخ العشائر الكبيرة، طالبن منه التدخل لدى أهل المغدورة من أجل "عطوة" أو صلح بين العشيرتين خوفا من إراقة مزيد من الدماء.
لكن الشيخ مازن القاضي تغيب عن موعد حضور "العطوة" أو الصلح، وذلك لعدم تمكنه من الحصول على تنازلات من عشيرة الطالبة لعقد صلح، حيث يشدد أهل المغدورة على إعدام القاتل، رافضين الصلح حول ذلك، فيما اضطر ذوو القاتل إلى اللجوء للشيخ جمال حديثة الخريشا احد شيوخ العشائر الكبيرة، لإعادة العطوة من جديد.
إلى ذلك وفي انتظار التطورات الجديدة في قضية الطالبة المقتولة، اعلنت مجموعة من أقارب الفتاة المغدورة، تجمعا شبابيا يكون وسيلة للضغط على عشيرتهم وعلى الأجهزة الأمنية من اجل الإسراع في إعدام القاتل، متوعدا برد قاس في حال التأخر بإجراءات التقاضي، حيث نفذ عدد من الاحتجاجات التي اغلق على إثرها عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة الزرقاء، فيما انطلقت حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، تطالب بإيقاع عقوبة الاعدام على القاتل.