مع اشتداد
العاصفة الثلجية التي يشهدها الأردن منذ مساء الأربعاء الماضي والتي يقول مواطنون أردنيون أن بلادهم لم تشهدها منذ عدة عقود، فقد شلت كافة المرافق الاقتصادية وتوقفت غالبية المنشآت الاقتصادية عن العمل فيما عطلت
البنوك أعمالها بقرار من البنك المركزي الأردني.
ونظرا للظروف الجوية وإغلاقات الطرق وانخفاض درجات الحرارة إلى مادون الصفر المئوي، فقد أعلنت أجهزة الدولة وخاصة القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني وقوات الدرك وبلديات المحافظات رفع جاهزيتها وتكثيف تحركاتها لمواجهة الحالة الجوية التي لم تكن متوقعة بهذا الحجم والمستوى .
وأكدت هذه الأجهزة في بيانات متتالية مازالت تصدر عنها حتى هذه اللحظة أنها على أهبة الاستعداد، وأن فرقا منتشرة في الميدان لمساعدة المواطنين وقضاء حاجاتهم وخاصة إيصال المرضى إلى المستشفيات، حيث أعلن عن أكثر من 10 حالاة ولادة تمت في سيارات الدفاع المدني إضافة إلى نقل عشرات الحالات الطارئة والمستعجلة كغسيل الكلى وغيرها، ومساعدة الأفواج السياحية التي تزور الأردن في هذه الأيام .
كما أعلنت الحكومة تأخير الدوام الرسمي حتى غدا الأحد، بواقع ساعة ونصف، والذي يبدأ عادة الساعة الثامنة والنصف صباحا فيما أعلنت الجامعات عن تعليق الدوام لليوم السبت.
وأعلنت الحكومة، الجمعة، تأجيل إجراء انتخابات غرف التجارة في كافة أنحاء البلاد، والتي كانت مقررة السبت، إلى يوم الثلاثاء المقبل بسبب الظروف الجوية السائدة.
وبسبب كثافة الثلوج، فقد أعلنت مديريتا الدفاع المدني والأمن العام بعد منتصف الليلة محاصرة الثلوج لآلاف المركبات وخاصة في طريق مطار الملكة علياء الدولي.
وقال مدير الإعلام في مديرية الدفاع المدني فريد الشرع أن عددا كبيرا من المواطنين اضطروا لترك مركباتهم ما يعيق جهود فتح الطرق.
واقتلعت العاصفة الثلجية القطبية "أليكسا"، مساء الجمعة 50 خيمة تقطنها أسر سورية لاجئة في محافظة المفرق.
ونقلت صحيفة "عمون "الإلكترونية الإخبارية المستقلة عن مصدر أردني محلي قوله إن " 50 خيمة تقطنها نحو 100 عائلة سورية لاجئة في قرية نايفة بلواء البادية الشمالية الشرقية التابع لمحافظة المفرق، أقتلعت جرّاء العاصفة الثلجية التي تشهدها دول المنطقة ".
من جهته وجه رئيس بلدية نايفة والصالحية ناجح الشرفات نداء استغاثة لتوفير أغطية ومدافيء وفرشات للنوم لتلك الأسر السورية التي "باتت بلا مأوى".
ومن جانب آخر ارتفع استهلاك الأردنيين من مادة الغاز لغايات التدفئة، وشهدت المخابز إقبالا كثيفا من قبل المواطنين لشراء كميات كبيرة تحسبا للظروف الجوية، بيد أن الحكومة حذرتهم من خطورة الخروج من منازلهم في ظل تساقط الثلوج وغزارة الأمطار.
في سياق متصل، عاشت مدن وقرى أردنية وخاصة في إقليم الشمال، خلال اليومين الماضيين في ظلام دامس لانقطاع التيار الكهربائي بسبب أحوال جوية يشهدها الأردن هي الأقسى منذ عدة عقود.
وقال موطنون، إنهم أمضوا الليلتين الماضيتين على الشموع وأضوية الهاتف النقال بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وأنهم عانوا كثيرا نتيجة للانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي قبل أن يستمر الانقطاع لفترة طويلة.
وحمل المواطنون شركات الكهرباء مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي وعدم جاهزيتها للتعامل مع مثل هذه الظروف الأمر الذي أربك العائلات ووضعها في ظروف صعبة.
وقد شمل انقطاع التيار الكهربائي على مدى اليومين الماضيين عدة مناطق في العاصمة عمان ومدن وقرى في شمال أربد وخاصة في مدينة جرش ومناطقها الغربية.
الحكومة من جانبها حاولت وفي تصريح صحفي أدلى به وزير الطاقة محمد حامد التقليل من مشكلة انقطاع الكهرباء عن المواطنين بقوله، إن الانقطاعات شملت مناطق محدودة بسبب تعذر إصلاح الأعطال الناتجة عن سقوط الأشجار على خطوط الكهرباء.
وأضاف أن الحمل الكهربائي ارتفع ولأول مرة في الأردن الى أكثر من 2800 ميغاواط، وأن الطلب على الغاز المنزلي شهد زيادة غير مسبوقة حيث باعت مصفاة البترول في يوم واحد حوالي 180 ألف اسطوانة.