قال المعلق
الإسرائيلي ناحوم برنياع إن نتنياهو يعاني صداعا في هذه الأيام. فهو يواجه قرارا حاسما ثقيل المصير.
وأضاف برنياع في مقاله المنشور في صحيفة يديعوت الإسرائيلية إن قرار تبادل الأراضي ضمن إطار الاتفاق بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية غطاء قصير قاس إذا غُطيت به الرجلان برد الرأس وإذا غُطي الرأس بردت الرجلان.
كما قال إن قرار الموافقة على الانسحاب إلى خطوط 1967 مع تبادل أراض ليس اجراءً بسيطا. فهو يحتاج إلى شجاعة والى استعداد لمواجهة معارضة سياسية قوية قد تكون عنيفة أيضا.
وقد تنحل الحكومة وقد ينقسم الليكود. ومن جهة أخرى ستؤيد الأكثرية في الكنيست وربما تؤيد أكثرية الجمهور هذا الإجراء، وكذلك العالم بالطبع. فيستطيع نتنياهو أن يتبوأ منزلته في العالم بل ربما في تاريخ الشعب اليهودي بصفة سياسي عظيم وزعيم.
وفي مقابل هذا يخشى الكاتب أن يكون ثمن عدم الموافقة على القرار هو اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية، والقطيعة مع إسرائيل في المجتمع الدولي، والعزلة السياسية وأزمة اقتصادية. وهذا عند نتنياهو اختيار بين الطاعون والكوليرا.
في السياق ذاته أقرت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع الأحد مشروع القانون الذي بادرت إليه النائبة ميري ريغف من حزب الليكود بيتنا، والذي يسعى إلى إحلال القانون الإسرائيلي على كل المناطق والبلدات اليهودية في غور الأردن.
وبحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" أشارت النائبة ريغف ضمن أمور أخرى إلى أن "هذا القرار يعود إلى اعتبارات سياسية وأمنية فقط... حتى الآن كانت مواقف كل حكومات الليكود في إسرائيل أنه في كل تسوية دائمة توقع مع
السلطة الفلسطينية، ستنتقل البلدات التي توجد في نطاق غور الأردن إلى سيادة دولة إسرائيل".
أما الوزير عمير بيرتس فقال انه "ليس في إقرار المشروع أي غاية عملية غير الضرر الدولي بدولة إسرائيل". وشدد وزير المالية يئير لبيد على أنه يعارض المشروع "بكل شدة"، وقال انه "يقيد يدي رئيس الوزراء في الوقت الذي تدار فيه مفاوضات".
من جهته قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جلسة وزراء الليكود هذا الصباح قبل انعقاد اللجنة الوزارية للتشريع بساعات معدودة إن إثارة اقتراح قانون عضو الكنيست ميري ريغف بشأن ضم غور الأردن في الوقت الحالي قد يُرى "مغضبا" بل قد يحدث ضررا. وبرغم ذلك أيد وزراء الليكود اقتراح القانون في اللجنة الوزارية للتشريع.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قال وزير حضر الجلسة إن نتنياهو لم يطلب إلى الوزراء أن يصوتوا اعتراضا على اقتراح القانون لكن تبين من كلامه أنه يتحفظ منه وليس راضيا عن أنه يُصار للتصويت عليه.
وقال الوزير إن نتنياهو قال لوزراء الليكود الذين شاركوا في الجلسة إن التفاوض الذي يجري الآن ليس قريبا من لحظات حسم ولهذا لا مكان لهذه الإجراءات، والحديث على كل حال في موضوعات السياسة هذه عن قرارات يجب على الحكومة أن تتخذها ولا مكان لدفعها قدما بواسطة تشريع خاص.