بدأ الحديث عن المسارات المحتملة التي يمكن ان يسلكها التحقيق في حادث
التزلج الذي تعرض له اسطورة سباقات فورمولا واحد الالماني ميكايل
شوماخر الاحد الماضي، وذلك بعد ان استحوذت الشرطة على الكاميرا التي كانت مثبتة في خوذته.
ولا يزال شوماخر في حال "حرجة لكن مستقرة" في مستشفى فرنسي بحسب ما ذكرت المتحدثة باسم عائلته السبت، معتبرة ان اية معلومات غير رسمية متداولة حول صحته هي "مجرد تكهنات".
وقالت سابين كيهم في بيان ان الكاميرا المثبتة على خوذة بطل العالم سبع مرات منحتها العائلة "طوعا" للمحققين الفرنسيين، خلافا لما ذكرته بعض التقارير بان العائلة رفضت تقديم الكاميرا للمحققين.ويرقد شوماخر، السائق الاكثر فوزا بالقاب سباقات الفئة الاولى (7)، منذ الاحد في غيبوبة مصطنعة بعد تعرضه لاصابة خطرة جدا في رأسه خلال ممارسته رياضة التزلج على جبال الالب الفرنسية نقل على اثره بالطوافة الى مستشفى موتييه ومن بعده الى المستشفى الجامعي في غرونوبل حيث يتواجد حاليا.
وذكر مصدر لوكالة فرانس برس ان المحققين استمعوا الى ابن شوماخر، ميك (14 عاما)، واحد اصدقائه كانا متواجدين معه حين تعرض لهذا الحادث في منتجع ميريبيل.وكشف المصدر ان الشرطة لم تكن تعلم بوجود الكاميرا على الخوذة التي تحطمت جراء اصطدام رأس شوماخر بصخرة بعد سقوطه.ولم يتم التأكد بعد عما اذا كانت الكاميرا قد سجلت لحظات الحادث الخطير ام تعرضت محتوياتها للتلف بعد ان انكسرت خوذة شوماخر الى نصفين.
لكن ما هو مؤكد وبحسب الشرطة ان شوماخر تعرض للحادث في منطقة خارجة عن منحدر التزلج المحدد من قبل القيمين على المحطة وهي تفصل بين المسار الاحمر والمسار الازرق.
وفقد شوماخر السيطرة بعد ان تعثر بحجر ثم سقط على الصخرة، ويبقى هناك العديد من العناصر التي ينبغي توضيحها: ما هي المسافة التي تفصل بين الصخرة والمسار المحدد من قبل محطة التزلج؟ هل صحيح ان احدى المزجلتين بقيت عالقة في قدم شوماخر بسبب خلل في مثبت المزجلة اي عنصر التركيب والفك؟ هل كان شوماخر يتزلج بسرعة عالية جدا ام بسرعة معقولة، والسيناريو الاخير اكده الاشخاص الذين كانوا برفقته؟، وذلك في وقت يؤكد فيه المتخصص في التعويضات جراء الحوادث، ادوار بورجان، بان اصابة من هذا النوع قد تحصل حتى في ظل السرعة العادية.
ويبقى السؤال ما هي الاجراءات الجنائية التي يمكن ان تفرض حالها في حادث من هذا النوع؟كانت النيابة العامة في البرتفيل التي تتبع لها سافوا، اي المنطقة حيث تتواجد محطة التزلج، واضحة الاثنين باستبعاد وجود "دور او عمل لطرف ثالث" ولم يتم الاعلان او فتح اي اجراء قانوني بهذا الاتجاه.ويبقى هناك احتمال ان ترفع شكوى من قبل العائلة لكن ذلك يتطلب مسؤولية جنائية ناجمة عن "خطأ جسيم" وهذا الامر لا يمكن اثباته بحسب ما يؤكد بورجان.
والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل هذه الظروف هو هل بالامكان القيام بأي اجراءات اخرى؟ترى الخبيرة القانونية والمحامية السابقة في باريس ايلودي-ان ديشان ان "التزلج خارج المسار لا ينفي احقية المتزلج بالتعويض. كل حالة على حدة (اي ليست قاعدة تطبق على الجميع)".
الاحتمال الاول وهو الاكثر شيوعا في حالة التزلج خارج المسار: الادعاء على عمدة ميريبيل امام القضاء الاداري بسبب مسؤوليته الناجمة عن "سلطته كشرطة" محلية بضمان سلامة الاشخاص في نطاق بلديته.احتمال اللجوء الى هذا الاجراء صعب لان على العمدة ان لا يضع اشارات سوى على "المخاطر الاستثنائية" وفي مسألة التزلج خارج المسار، فعادة ما يقوم المتزلجون بالمخاطرة خارج المسار بحثا عن الاثارة.
ففي 31 ايار/مايو 2013 على سبيل المثال، اعتبر المجلس البلدي ان وجود بعض الحجارة على منحدر خارج المسار لا يتطلب بالضرورة وضع اشارات تحذيرية.اما الاحتمال الثاني، هو الادعاء على مشغل المحطة امام القضاء. وسترتكز هذه القضية على التزامه التعاقدي ب"تعريف المسارات، وضع اشارات تحذر من المخاطر وحماية المتزلجين"، وذلك بحسب بورجان.
خلاصة التحقيق ستكون بالتالي مرتكزة على ثلاث نقاط: 1- وضع اعمدة بلاستيكية حمراء لتحديد المنطقة التي تبدو بشكل واضح خارج المسار. 2- هل كانت الصخرة التي سقط عليها شوماخر قريبة من المسار لدرجة الحاجة الى الحماية منها. 3- هل كان شوماخر يتزلج بسرعة عالية جدا؟"ان سلوك الضحية" هو في الواقع حاسم جدا في حوادث التزلج، بحسب ديشان.
المتزلجون يوافقون ضمنا على "جزء من المخاطر" التي تواجههم في رياضة من هذا النوع ما ان يسلكوا المسار، ولا يتحمل مشغل المحطة سوى مسؤولية التدقيق في الوسائل التي يستخدمونها من اجل ضمان سلامتهم.
وفي حال اثبت حصول خلل في مثبت المزلج، فيمكن الادعاء على المتجر الذي قام بتأجير المزلجين لشوماخر. لكن يجب ان تكون هناك "علاقة سببية" بين الخلل ووقوع الحادث. ولم تقم النيابة العامة حتى الان بتقديم اي اشارة في هذه الاتجاه.