لم يستطع
حزب الحمير الذي تأسس في نهاية السبعينيات بالقرن الماضي، في إقليم شمال العراق، تحمل الإهانات التي يوجهها الناس للحزب، فكان قرار أعضائه بحله، فيما تبدو "جمعية الحمير" بمصر التي تنادي بنفس أهداف هذا الحزب صامدة، رغم ما تتعرض له هي الأخرى من إهانات شبيهة.
وبينما ظل المرسي عبد الهادي خفاجي رئيس الجمعية بمصر رافضا فكرة حلها، ومتحملا لكل الإهانات التي توجه لها، كما قال في تصريحات صحفية نقلتها الصحف المصرية، أضطر عمر كلول الأمين العام للحزب في شمال العراق إلى إعلان قرار حل الحزب، بسبب عدم القدرة على تحمل الإهانات، كما قال الثلاثاء، في تصريحات خاصة لجريدة "الحياة" اللندنية.
كلول، والذي فشل على ما يبدو في ترسيخ ثقافة احترام هذا الحيوان "الصبور"، تعرض هو وأولاده وعائلته بشكل مستمر للانتقادات والإهانات والسخرية بسبب اسم الحزب، فخارت قواه في المقاومة، واضطر إلى حله.
ويرجع تاريخ الحزب، الذي كان يستعد لخوض الانتخابات البرلمانية، إلى فترة نهاية سبعينيات القرن الماضي، حين أنشأ كلول "جمعية الدفاع عن حقوق الحمير"، ليواجه بمراحل طويلة من الحرمان، قبل أن تنجح برامج الحزب في إقناع الجهات الرسمية بمنحه الترخيص الرسمي كحزب في عام 2005.
وفشلت الجمعية المصرية التي تأسست في عام 1930 عن طريق الفنان المصري الراحل زكي طليمات في تطوير كيانها، كما فعلت جمعية شمال العراق، وظلت ترعى أكثر من ثلاثة ملايين و180 ألف حمار، إضافة إلى النشاط الاجتماعي في رعاية الفقراء.
وقال رئيسها خفاجي في تصريحات صحفية سابقة: "أسعى لتحويل الجمعية إلى نقابة خدمية منذ أكثر من 28 عاماً، ولكن وزارة الشؤون الاجتماعية رفضت طلبي، لكون اسمها خادشا للحياء".