لاصوت يعلو فوق صوت
الخلايا الإرهابية في الصحف المصرية الصادرة الخميس 6 شباط/ فبراير 2014، إذ احتلت أنباء ضبط الخلايا الإرهابية مكانة متقدمة في أولوياتها التحريرية، وتلاها في ذلك شيطنة اعتصام
رابعة السلمي، وتلفيق الاتهامات للرئيس الدكتور محمد
مرسي، وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، الذين مثلوا أمام المحكمة الأربعاء، باتهامات حذرت صحف عدة من أنها لن تصمد أمام الحقيقة، نتيجة اهترائها، وضعف أداء النيابة!
في الوقت نفسه، وفرت تلك الصحف تغطية مهمة لأنباء انتشار إنفلونزا الخنازير في البلاد، علاوة على ما صرح به رئيس الحكومة المؤقتة الدكتور حازم الببلاوي، من أنه سيتم إجراء تعديل محدود على الحكومة، رابطا ذلك بإعلان السيسي ترشيح نفسه، وغيرها من الأخبار، والتقارير.
يوم الخلايا الإرهابية
يصح أن يُطلق على "الخميس" يوم الخلايا الإرهابية في الصحف المصرية. ويستهدف هذا النفخ المستمر في حديث الإرهاب إعلاميا بالصحف ووسائل الإعلام المصرية كافة إلهاء الشعب المصري عن توابع زلزال الانقلاب، بما أسفر عنه من تأثير سلبي على الحياة المعيشية للمواطنين، وقلب حياتهم رأسا على عقب، واستمرار معاناتهم مع جميع مكونات الحياة.
يحدث ذلك ابتداء من وسيلة المواصلات التي تقل المواطن إلى بيته أو عمله، مرورا بتيار الكهرباء الذي عاد للانقطاع مرة أخرى في بيته، ومشكلة أسطوانة الغاز التي تضاعف سعرها، وانتهاء بموجة الغلاء التي ضربت جميع السلع والمواد الغذائية التي يحتاج إليها، سواء أساسية أو غير أساسية، في غياب تام من حكومة الببلاوي عن المشهد، والتأثير فيه!
عدد الخلايا الإرهابية في المصري اليوم 14 .. مرة واحدة.. أما التدريب فكان في غزة.. وعلى القارئ أن يصدق!
فقد جاء مانشيت المصري اليوم باللون الأحمر كالتالي: "الأمن الوطني يسقط 14 خلية إرهابية.. والمتهمون: تدربنا في غزة".
وفي المقدمة: "نجح قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية فى ضبط 14 خلية إرهابية، تضم نحو 100 إرهابي متهمين بارتكاب حوادث تخريبية خلال الفترة الماضية، أحدثها استهداف مبنى مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة، واغتيال اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، ويلاحق الأمن الوطنى 25 آخرين، متورطين فى عدة جرائم، وصادرة ضدهم قرارات بالضبط والإحضار.
وكشفت المصادر- طلبت عدم ذكر أسمائها- عن اعتراف المتهمين أثناء التحقيق معهم بتلقيهم تدريبات عسكرية فى قطاع غزة على استخدام الأسلحة النارية، كما اعترفوا بارتكابهم العديد من حوادث العنف، بالاشتراك مع عناصر إخوانية. وأكدت المصادر أن التحريات والتحقيقات توصلت إلى أن المتهمين فتحوا قنوات اتصال مع عدد من كوادر قيادات حركة حماس الفلسطينية، ومنهم أيمن نوفل، ورائد العطار، اللذان قدما لهم مُختلف أوجه الدعم اللوجيستى، من خلال استضافتهم بقطاع غزة، وتلقينهم قواعد الأمن وتدريبهم على مختلف الأسلحة بمعسكرات كتائب القسام"!
من جهتها خلطت جريدة "الوطن" الأوراق بين الإخوان وأمريكا و"إسرائيل"، متعمدة فقالت: "القبض على 15 عضوا في شبكتي تجسس لصالح إسرائيل وأمريكا وبريطانيا والتنظيم الدولي.. مصادر: الشبكة الأولى اخترقت مظاهرات الإخوان بأموال الموساد.. والثانية رصدت تحركات الجيش بسيناء والقناة".
في التفاصيل: "كشفت مصادر سيادية مسئولة عن أن أجهزة المخابرات المصرية رصدت شبكتى تجسس جديدتين، تعملان لصالح أمريكا وإسرائيل وبريطانيا والتنظيم الدولى للإخوان، وألقت القبض على 15 من أعضائهما، يجرى التحقيق معهم حالياً فى سرية، للتعرف على تفاصيل عملهم وشركائهم والمعلومات التى حصلوا عليها، وأكدت أن أجهزة المخابرات ستعلن عن تفاصيل الشبكتين خلال الأيام المقبلة".
وقالت المصادر لـ«الوطن» إن الخلية الأولى التى رصدتها المخابرات، وراقبت أعضاءها منذ نحو 30 يوماً، تضم 9 عناصر، بينهم 3 يحملون جنسية دولة أوروبية، و2 يحملان الجنسية الإسرائيلية، والباقون مصريون يعملون فى مؤسسات اقتصادية وشركات اتصالات.
وقالت إن هذه الخلية تخصصت فى جمع معلومات عن الأوضاع الاقتصادية للبلاد، ورصد تحركات معدات وقوات الجيش والشرطة فى شوارع القاهرة الكبرى، إضافة إلى الاندساس وسط المظاهرات، خاصة مظاهرات «الإخوان» وتحريضهم على قتال الجيش والشرطة، وتمويل كثير من المظاهرات بدعوى أن تلك الأموال من «تبرعات الإخوان فى الخارج»، وهى التى كان يوفرها جهاز الموساد الإسرائيلى، بحسب المصادر.
وغير بعيد، قالت الوفد: سقوط خلية إرهابية تستهدف رجال الشرطة وشبكات المحمول بالمنصورة.
وفي الدستور: الجيش يقبض على عناصر إرهابية في حملة مداهمة بسيناء.
وقالت اليوم السابع: تأكيدا لانفراد اليوم السابع: إحباط محاولة إرهابيين تهريب أسلحة كيماوية عبر الأنفاق". وأضافت الجريدة في تقرير ذي صلة: "مفاجأة.. جاسوس عوفاديا الشاهد الرئيس على مجزرة رفح".
تغطية غير موضوعية لمحاكمات مرسي والإخوان
لقيت سلطات الانقلاب انتكاسة في محاكمة الدكتور محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.. تمثلت في انتزاع مائة ورقة من ملف القضية.
فقد جاء في الوطن: "دفاع المعزول يشكك في انتزاع 100 ورقة من ملف الاتحادية.. محامي نجم يطلب استدعاء السيسي لسماع أقواله عن اتصاله بقائد الحرس الجمهوري".
وقالت الشروق في المانشيت: "لا وجه لإقامة الدعوى".. تهدد بإفشال قضية الاتحادية.. مرسي وإخوانه يضحكون في القفص ودفاعهم يقدم مذكرة توصية للنيابة بغلق القضية.. إحالة 148 إخوانيا إلى الجنايات في حرق كنائس أسيوط".
وفي المقدمة: "بدا الرئيس المعزول محمد مرسى وإخوانه المتهمون فى قضية «أحداث الاتحادية» أمس الأربعاء، أكثر هدوءا داخل القفص، ويضحكون، فيما فتح أعضاء هيئة الدفاع عنهم النيران على النيابة العامة، متهمين إياها بـ«فتح القضية بعد إغلاقها من قبل»، وطالب محمد طوسون المحامى الإخوانى بمذكرة موقع عليها من النيابة العامة فى التحقيقات الأولى التى أجريت أثناء حكم مرسى وقالت فيها النيابة «إنه لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية»، وقدم نسخا من هذه المذكرة طالبا ضمها للقضية.
ورد ممثل النيابة المستشار إبراهيم صالح بقوله "نعم فعلت لكنى اقترحت فى المذكرة نسخ صورة من أوراق التحقيقات مع المجنى عليهم، كما اقترحت إحالة علاء حمزة وثلاثة آخرين إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل والتعذيب وحمل أسلحة، وأرسلتها إلى مكتب النائب العام آنذاك طلعت عبدالله بتاريخ 10 يونيو 2013 ولم يصدر أى قرار بشأنها".
كما طالب محمد الدماطى عضو هيئة الدفاع عن الإخوان التحقيق فى واقعة انتزاع واختفاء 100 ورقة من ملف القضية، لم تقدمها النيابة العامة إلى المحكمة ولا إلى دفاع المتهمين وهى الصفحات من 3901 إلى 4000، وتأجيل سماع الشهود حتى يرد تقرير اللجنة الفنية بتفريغ محتويات الفيديوهات التى صورت للأحداث.
فيما طالب المدعون بالحق المدنى فى جلسة الأربعاء، باستدعاء المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لسماع أقواله عن مكالمة دارت بينه وبين رئيس الحرس الجمهورى فى الأحداث، واللواء مراد موافى رئيس المخابرات العامة السابق للإدلاء بشهادته. وقررت المحكمة التأجيل لجلسة 1 مارس المقبل".
ومبدية خشيتها من مصير القضية قالت اليوم السابع: "دفاع الإخوان يطلب سماع شهادة السيسي في أحداث الاتحادية.. تأجيل محاكمة مرسي وقيادات الإرهابية إلى الأول من مارس.. وأخطاء النيابة والأوراق الممزقة من الملفات تهدد مصير القضية".
وقالت الوفد: "لغز اختفاء 100 صفحة من قضية مذبحة الاتحادية.. دفاع المعزول يزعم انتزاعها لطمس أدلة البراءة .. والنيابة ترد: إدعاء باطل".
وجاء في إطار تشويه صورة الإخوان جاء هذا الخبر ب"الأهرام": "بريطانيا تهدد بطرد الإخوان بسبب أنشطتهم المتطرفة".
شيطنة رابعة
لم تلزم الصحف المصرية جانب الحيدة لدى ذكر اعتصام "رابعة العدوية"، إذ تعمدت تشويهه، ومحاولة الإساءة إلى سمعة المشاركين فيه.. وهذا ليس جديدا على الصحف المصرية، التي أدت دورا تحريضيا من قبل على فض رابعة بالقوة، ورددت عشرات الأكاذيب حول المتواجدين فيه، بدءا من جهاد النكاح المزعوم، في شهر رمضان، وليس انتهاء بزعم وجود أسلحة ثقيلة وكيماوية في الاعتصام!
وفي الوطن جاءت الصيغة: "الوطن تنشر تحقيقات غرفة عمليات رابعة.. وبديع وغزلان خططا للاعتداء على الجيش".
وزعمت الأخبار :"الأخبار تنشر نص التحقيقات وأقوال الشهود في قضية عصابة رابعة
الشاطر استخدم 6 أبريل والألتراس وصناع الحياة واتصال بالكونجرس والفاتيكان".
ويذكر أن سلطات الانقلاب اعتقلت خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين يوم 5 تموز/ يوليو 2013 فكيف استطاع أن ينفذ كل تلك المؤمرات؟!
قالت الجمهورية: "التحقيقات في قضية فض اعتصام رابعة تكشف: الإخوان خططوا لحصار المؤسسات والسفارات والقبض على الرئيس منصور".
وفي الإطار التشويهي الممنهج لأنصار الشرعية قالت الأخبار: "التحالف الإسلامي يتهم الإخوان بالعمالة لقطر وتركيا".. 300 طالب إخواني بالأزهر ـأخفوا قنابل ومولوتوف في غرفهم بالمدينة الجامعية..المحكمة ترفض إزالة قفص مرسي الزجاجي وتأجيل محاكمة الاتحادية لأول مارس".
الخنازير تضرب بعنف
هذا هو العنوان الذي استخدمته صحيفة " " في تغطيتها للحدث، ضمن التغطيات الموسعة لصحف الخميس لهذه الكارثة التي ظلت وزارة الصحة والأجهزة الرسمية تتكتم أمرها حتى انفجرت في وجهها فجأة بعد أن قتلت أربعة أطباء فضلا عن المواطنين العاديين، لتواصل مشوار حصد أرواح المصريين، في إهمال كامل من الحكومة لمسئوليتها في حفظ حياة المصريين.
هكذا فضلت المصري اليوم أن تتبع "رحلة الأيام الأخيرة من المستشفيات إلى القبور.. أسرة ريهام اشترت جهاز التنفس على نفقتها.. وعائلة عزيزة لا تعلم سبب الوفاة".
وتتبعت "الوطن" :"من دفتر إنفلونزا الطيور".. الفيروس سضرب بعنف: الإهمال يقتل عبد الحميد، وأمل تنتظر الرحمة.. خريطة انتشار الفيروس بمصر.. والمواجهة تحمي من الموت.. الصحة تضع خطة ال14 خطوة لمواجهة إنفلونزا الخنازير.. الاشتباه في إصابات بالقليوبية والإسكندرية.. وظهور سلالة قاتلة بالصين".
وفضلت الأخبار أن تنشر تقريرا بعنوان: "المصريون بين مطرقة المرض وسندان إضراب الأطباء".. وأضافت: "4 إصابات جديدة والأطباء يحذرون: فيروس إنفلونزا الخنازير هذا العام متحور وعنيف ويصيب الشباب".
وأشارت الدستور إلى: وفاة طالبة وعامل في بني سويف والبحيرة.. وحالات إنفلونزا جديدة بالمحافظات".
التعديل الحكومي مرتبط بترشح السيسي
تورطت صحف الخميس في نشر تصريحات الدكتور حازم الببلاوي التي أشار فيها إلى ارتباط إدخال تعديل محدود على الحكومة بإعلان السيسي ترشحه للرئاسة من أجل ملء وزارة الدفاع بوزير جديد.
وبينما تجاهلت الأهرام هذا الربط فقالت: "الببلاوي : تعديل وزاري محدود خلال أيام".. ربطت الجمهورية هذا الربط، فقالت -بمانشيت باللون الأحمر-: "رئيس الوزراء: التعديل مرهون بإعلان السيسي موقفه من الترشح للرئاسة"..
وهذا عنوان قريب من عنوان استخدمته اليوم السابع بالقول: "الببلاوي : تعديل وزاري محدود إذا أعلن السيسي ترشحه للرئاسة".
قضايا جماهيرية وشعبية مشتركة
هناك قضايا جماهيرية وشعبية سلطت صحف الخميس الأضواء عليها، ومثلت قاسما مشتركا بينها، كالتالي:
البلدوزرات تواصل سحق التاريخ بالإسكندرية: هدم فيلا "أجيون" (المصري اليوم)
محامو ضحايا الاتحادية يطلبون استدعاء موافي والسيسي (المصري اليوم)
إنشاء قوة مصرية-سودانية مشتركة لمراقبة الحدود (المصري اليوم)
الداخلية: لا أسلحة كيماوية بسيناء.. و20 هاربا بالدوحة (الأهرام)
الجبلاية تحبس أنفاسها انتظارا لقرار الفيفا (الأهرام)
وزارة العدل تستعجل قطر لتسليم عبدالماجد (اليوم السابع)
الكاف يهدد بحرمان الأندية المصرية من بطولات أفريقيا (اليوم السابع)