وعد المشير عبد الفتاح
السيسي فأوفي ، قال لنا قبل الانقلاب "
مصر أم الدنيا وهتبقي أد الدنيا "، و بالفعل أصبحت " أد الدنيا ". قبل أيام أعلنت قواتنا المسلحة الباسلة عن اختراع جهاز يعالج مرضي الايدز و الكبد الوبائي و هي أمراض فيروسية لم يصل العلم الحديث حتى الآن إلي علاج لها .
اللواء دكتور إبراهيم عبد العاطي مخترع الجهاز الأسطوري الذي جعل مصر " أد الدنيا " في مجال الأبحاث الطبية و العلوم قال أن دولا عرضت عليه 2 مليار دولار للحصول علي الجهاز و التنازل عنه لكنه رفض ، و نجح بمعاونة المخابرات المصرية في الهرب منها و العودة إلي مصر لتصنيع جهازه المعجزة ، لكنه لم يقل ماهي تلك الدول و كيف هرب و ماذا كان يفعل في الخارج أصلا . ولما حان وقت شرح طريقة عمل الجهاز ، قال أن فكرته تقوم علي أخذ الفيروس من المريض و إعادته إليه في هيئة " صباع كفتة "، وبذلك فإن المرض يقاوم و ينتهي وهو ما يعد إعجازا علميا بكل المقاييس .
اختراع أخر أعلنت عنه القوات المسلحة في عهد المشير السيسي ، عبارة عن جهاز يشبه صاعق الناموس يستطيع أن يكتشف المريض بفيروس سي من بين عدة أشخاص بمجرد توجيهه عليهم ، و دون الحاجة لإجراء تحاليل أو فحوص طبية .
بهذه الاختراعات المعجزة دخلت مصر عهدا جديدا من التقدم المبهر ذلك التقدم الذي اكتشفه العقيد معمر القذافي قبل أربعين عاما في ليبيا و استلزم أن يضع له كتابا أخضر ليسير الشعب علي هداه و خلاصة فكره السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي .
ومع نظارة السيسي السوداء التي يخاطب المصريين من خلالها و بزته العسكرية برتبة المشير غير المستساغة علي هيئته ، وجب عليه أن يضع للمصريين كتابا أخضار جديدا ليسيروا علي هديه في الحياة و يطبقوا أفكاره التي ستجعل مصر " أد الدنيا ".
و جيش السيسي كما أسماه هو بنفسه في خطاب أمام أفراده ، مازال يعمل علي كافة الأصعدة و النواحي في جمهورية مصر العربية ، و بكفاءة غير مسبوقة ، فبينما تمطر الطائرات و الصواريخ أهل سيناء باعتبارهم جرذانا لا قيمة لهم كما قال القذافي عن أهل ليبيا ، تتاجر الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بآلام الملايين من الشعب الباحث عن بصيص أمل في شفاء من أمراض كان السبب الأساس فيها حكم العسكر النازي في مصر و هي الأمراض الفيروسية .
هذه التجارة الفجة و الدنيئة بآلام و أمراض المصريين الذين تسببوا بغير إنسانية منهم في إصابتهم بها ، لم يخجل القائمون عليها أن يعلنوها صريحة أمام وسائل الإعلام ، أو يتحدثوا عنها بوقاحة غير مسبوقة ، ولم لا ؟!! فهناك ملايين المغيبين بوسائل إعلام نازية يسيطر عليها حفنة من اللصوص و المرتزقة لو قالت لهم أن الشمس تشرق من الجنوب وليس الغرب حتى لصدقوها .
في مصر أم الدنيا تحدثت وسائل الإعلام الإرهابية عن استعداد الفريق السيسي بعد الانقلاب مباشرة لنسف بارجتين أمريكيتين يقال أنهما اقتربتا من السواحل المصرية لإنقاذ الرئيس محمد
مرسي .
نفس هذه الوسائل تحدثت عن كرة أرضية أوجدها رافضو الانقلاب العسكري تحت ميدان رابعة العدوية حيث مقر اعتصامهم ، هذا الاعتصام أيضا الذي ضم مغيبين و مخطوفين ذهنيا حسب أجهزة الأمن ووسائل الإعلام احتوي علي أسلحة كيماوية و أسلحة ثقيلة أيضا .
نفس وسائل الإعلام هذه التي كانت تثور أثناء حكم الرئيس مرسي لانقطاع الكهرباء المفتعل و حرق المؤسسات المقصود و اختفاء السولار و البنزين و سحل حمادة أمام قصر الاتحادية ، هي نفسها التي تمجد في هذه الأفعال الآن ، الكهرباء تنقطع في اليوم أكثر من مرة في الشتاء و هو فصل تخف فيه الأحمال علي عكس الصيف ، و لا يوجد بنزين أو سولار، و تضاعفت الأسعار الأساسية ، و أصبحت الجرائم ضد الإنسانية منهجا لمؤسسات الدولة الدموية يصحوا عليه الناس كل يوم .
مصر الآن مسرحا للعبث في عهد المشير ، أو الحاتي عفوا ، عبد الفتاح السيسي ، مصر الآن دولة خارج المنطق أو العقل ، قطاع واسع من شعبها و كتلة صلبة تناضل ضد جرائم المؤسسات العسكرية و الأمنية و القضائية بحق الشعب ، و قطاع أقل لكنه الأكثر عفنا يسير وفقا لفروض نظرية " هز الديل " . تلك النظرية التي تفترض في المواطن المستقبل لوسائل الإعلام الإرهابية أن يهز ذيله مع كل خبر ضد مصلحته ، هذا الذيل يزداد اهتزازا مع تغيير التوجه نحو نفس الخبر ، وعندما تزداد عملية الهز ، تتحول بالضرورة إلي رقص فج و فاجر في الشوارع ، ليس فرحا بعرس أو نجاح و إنما بهجة بقتل المزيد من المصريين المطالبين بالحرية و الكرامة .
ومن هنا ، اتضح أن النخبة الليبرالية و العلمانية التي وعدت الشعب دوما بالحرية و الكرامة ، من أكثر المجموعات إجراما في حق الشعب المصري و الإنسانية جمعاء . هذه النخب التي وصلت إلي الحكم علي مدافع الدبابات ، كانت الأبشع في التعامل مع المصريين و الأكثر استحلالا لدمائهم و الأكثر خسة و دناءة في التعاطي مع كرامتهم و حريتهم .
هذه النخب ارتكبت في حق المسلمين المسالمين جرائم ضد الإنسانية ، بدءا من حرق مساجدهم وتدنيسها ، مرورا بحرق جثثهم بالمئات و جرفها في القمامة ، وصولا الى اهانة وامتهان المرأة المناضلة من أجل مستقبلها .
هذه المجموعات البعيدة عن الإنسانية و القيم النبيلة ، انهزمت باستقالة حكومة السفاح حازم
الببلاوي لفشلها في حل أي قضية ادعت أنها جاءت لحلها و تركت مصر خرابا و جحيما في ثمانية أشهر سوداء كانت هي الأكثر سوادا بها .
و في مصر يزداد العبث يوما عن الأخر و يتمايز الخبيث عن الطيب مع كل ساعة نضال تمر ، و قطرة دم تسقط . وكلما زادت مسخرة السلطة الإرهابية و شعب 30 يونيو الكاره للحرية و الإنسانية ، يزداد اقتراب الفجر ، أو ليس أحلك الساعات التي تسبق النور ، تلك التي تكثر فيها المسخرة ! .
https://www.facebook.com/ahmed.k3oud
https://twitter.com/ahmedelkaoud
صحفي وباحث إعلامي