استعد ليحضر الحفل، بعد انتظاره لتلك اللحظة منذ سنوات، كأي أب يطير شوقا ليرى ابنه في يوم
زفافه.
حضر المدعوون إلى الحفل، وقام أهل العروسين بالتهنئة، وبدأت مراسم الزفاف.
وتأمل الأب أثناء المراسم وجه ابنه، ثمرة حياته، ليتذكر مراحل عمره المختلفة، منذ أن كان جنينا، حتى صار شابا يزف إلى عروسه.
وغمرت الفرحة وجوه الحاضرين، وتراقصوا مع العروسين، ابتهاجا.
وطلب الابن من أبيه، أن يشاركه فرحته بالرقص سويا، ولبى الأب، وسط تصفيق من الأهل والأصدقاء.
ووسط هذه الفرحة الغامرة، والتصفيق، والزغاريد، سقط الأب على الأرض وانهمرت من وجهه الدماء.
لم يصدق الابن ما حدث لأبيه، ونظر إلى يديه، فوجد بها مسدسا، كان يرقص به، قد خرجت منه رصاصة عن طريق الخطأ سكنت في رأس أبيه، فأردته قتيلا.
وسادت حالة من الذهول، على وجوه الحاضرين، غير مصدقين ما حدث؛ وانقلب التصفيق، والزغاريد، والرقص، إلى صراخ ونحيب.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها قوات الشرطة حول الواقعة التي جرت في مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة (غرب)، عن أن الابن، لم يقصد قتل
والده، وأن الرصاصة خرجت عن طريق الخطأ.
وتشهد حفلات الزفاف بمصر، خاصة بالقرى والريف، إطلاقا كثيفا للرصاص الحي والخرطوش؛ كنوع من التعبير عن الفرحة، وهو ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى إصابات أو وفيات، عن طريق الخطأ.