تنتهي الكثير من الحوادث على الأراضي المحتلة بمقتل فلسطيني أو أكثر، ويكون الرد
الإسرائيلي عاديا إن وجد، أما في حالة استشهاد القاضي الأردني رائد
زعيتر على
معبر الكرامة الحدودي بين الأردن والضفة الغربية والذي تديره إسرائيل فكان الرد الإسرائيلي مختلفا وغير عادي.
ويرى الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل أن الحادثة التي وقعت على المعبر ليست شاذة إذا ما قيست بحالات أخرى في الأراضي الفلسطينية انتهت بالقتل، غير أن الذي لا يمكن استثناؤه من المعادلة هذه المرة هو كون القتيل يحمل الجنسية الأردنية.
فبعد الاحتجاج الأردني الشديد، وبعد أقل من 24 ساعة، قدمت إسرائيل اعتذارا رسميا عن طريق ديوان رئيس الوزراء وبشكل غير معتاد أو مسبوق، بل وسلمت الأردن - بحسب مقال لهرئيل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية - تقريرا أوليا عن التحقيق في الحادثة.
والتقى قائد لواء الغور العقيد يارن لواء أردنيا لم يذكر هرئيل اسمه، كما تواصل مكتب وزير الحرب الإسرائيلي مع السفارة الأردنية في تل أبيب.
ويقول التحقيق الأولي إن زعيتر وصل إلى النقطة الأولى من المعبر الحدودي في حافلة نقلت فلسطينيين أرادوا المرور من الأردن إلى الضفة الغربية، كما يشير التقرير إلى أن زعيتر كان غاضبا لمرض ابنه الذي يعالج في مستشفى الأردن، وأن أقرباء زعيتر لم يعرفوا مسبقا بنيته السفر لنابلس حيث يقطن أقرباؤه.
ويضيف التقرير - الإسرائيلي - أن زعيتر نزل من الحافلة وحاول الاعتداء على الجندي الإسرائيلي بقضيب حديدي يستعمل في فحص المركبات، وأن الجنود أطلقوا النار على الجزء الأسفل من جسده غير أن بعض الرصاصات أصابت الجزء الأعلى منه ما أدى إلى وفاته.
ويعود الكاتب ليذكر بأن الأيام الماضية شهدت مقتل أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وثلاثة آخرين في غزة، في حوادث لم تثر انتباه الأردن كما حصل بقضية زعيتر.