أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن
روسيا ستفي بالتزامات إمدادات الغاز إلى
أوروبا، وذلك بعدما كان هدد أوكرانيا بقطع الغاز عنها في حال لم تدفع الفواتير المتراكمة عليها.
وقال بوتين، بحسب تصريحات صادرة عن الكرملين، "إننا بالتأكيد نضمن الوفاء بالتزاماتنا لزبائننا الأوروبيين بالكامل".
وأضاف أن "القضية غير متعلقة بنا، بل بضمان أمن نقل الغاز عبر أوكرانيا".
وكان بوتين وجه خطابا الأربعاء الماضي إلى القادة الأوروبيين يحذرهم فيه من المخاطر التي تهدد إمدادات الغاز الروسي، بسبب الأزمة الأوكرانية، كما أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بسكوف، الخميس.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن بسكوف قوله، إن "بوتين يعبر عن عميق قلقه إزاء الوضع الحرج للديون الأوكرانية (المتوجبة لشركة غازبروم)، وبالتالي بشأن إمدادات الغاز الروسي"، مضيفا أن الرسالة سلمت إلى القادة الأوروبيين عبر القنوات الدبلوماسية.
واقترح بوتين في رسالته "اتخاذ إجراءات عاجلة لأن الوضع لا يحتمل الانتظار"، وفق ما أضافت الوكالة.
من جانبها، نقلت وكالة "انترفاكس" عن بسكوف قوله أيضا إن "الوضع قد تترتب عليه حقا انعكاسات سلبية على نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا".
وحذر الرئيس الروسي عقب اجتماع مع حكومته الأربعاء الماضي، كييف بشان إمدادات الغاز الروسي، حيث ترفض السلطات الأوكرانية تسديد مستحقاتها بسعر يزيد بثمانين بالمئة عن السعر التفضيلي، لكنه ترك فرصة أخيرة لحل تفاوضي قبل الانتقال إلى التسديد المسبق لشحنات الغاز، ما يعني قطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا إذا لم تدفع المبالغ المتوجبة عليها.
وتعبر تقريبا نصف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أنابيب الغاز الأوكرانية.
وتتهم السلطات الأوكرانية الانتقالية التي تولت السلطة منذ الإطاحة في نهاية شباط/ فبراير، بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المؤيد لروسيا، موسكو بالسعي إلى "تفكيك" أوكرانيا أو نسف الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 أيار/ مايو. والمرشحون الأوفر حظا لهذه الانتخابات هم من الموالين لأوروبا المصممين على تقريب أوكرانيا من الغرب، الأمر الذي ترفضه روسيا وقامت مؤخرا بضم شبه جزيرة
القرم إليها، ما أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، وأثار مخاوف لديهم من زعزعة روسيا استقرار أوكرانيا.