دعا مسؤول شؤون العدل في حزب الديمقراطيين الأحرار، سايمون هيوز
بريطانيا إلى التعلم من المهاجرين
الآسيويين والأفارقة كيف يتحملون مسؤولية رعاية الكبار والعجزة.
وقال هيوز إن على
العائلات البريطانية تقليد المهاجرين الآسيويين والأفارقة، في تحمل مسؤوليتهم تجاه الكبار بدلا من إجبارهم على الذهاب لبيوت الرعاية المخصصة للعجزة.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة "ديلي تلغراف" مع هيوز أشار فيها إلى أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للإهمال من قبل عائلاتهم وتنتهي حياتهم نهاية غير سعيدة.
وقال هيوز للصحيفة إن بريطانيا فقدت حس "الواجب" للعناية ورعاية من تقع عليهم مسؤولية رعايتهم، وعلى البريطانيين النظر في "
ثقافة المهاجرين" التي تفهم أهمية "التضحية" والمسؤولية "للعناية بالعائلة حتى النهاية".
واقترحت دراسة العام الماضي أن هناك أكثر من 800 ألف مسن بريطاني يعيشون "وحدة مزمنة"، فيما أشارت إلى أن خمسة ملايين عجوز ليس لديهم رفيق سوى جهاز التلفاز. و"هناك قلق متزايد من أزمة رعاية تواجهها بريطانيا، حيث تقترح الأرقام زيادة في الأشخاص ممن هم في عمر الخامسة والسبعين من 4.2 مليون نسمة إلى 6.3 مليون نسمة خلال العشرين عاما القادمة".
وقال هيوز إنه يجب على بريطانيا أن تنظر "للمثال الأحسن" الذي ضربته العائلات الآسيوية والإفريقية التي هاجرت إلى بريطانيا، حيث يظل الكبار فيها في مركز حياة العائلة ويعيشون مع أبنائهم.
وأضاف قائلا: "عادة ما يترك مجتمعنا الكثير من الناس ممن تقع مسؤولية رعايتهم على الخدمات العامة ليعيشوا وحدهم في أواخر حياتهم، رغم وجود أفراد من عائلاتهم على قيد الحياة وممن هم قادرون على رعايتهم".
ومضى قائلا: "مضت علينا فترة أصبحت فيها المسؤولية عن العائلة بشكل عام لا تحظى بأهمية كبيرة مقارنة بما كانت عليه في الماضي"، مضيفا: "أعتقد أن علينا تعلم الدورس الجيدة من الثقافات والمجتمعات الأخرى وما تتميز به الثقافات الآسيوية والإفريقية".
فهذه الثقافات حسب هيوز "تفهم أهمية الواجب من ناحية توفير العناية بالكبار حتى النهاية".
وكان إحصاءات أجريت عام 2011، قد أظهرت أن هناك 624 ألف شخص ممن هم في عمر ما فوق الـ 85 يعيشون وحدهم، ثلاثة أرباعهم من النساء.
وبحسب دراسة مسحية، فقد توصل هيوز إلى رغبة بالعودة لنمط الحياة في العصر الفيكتوري، حيث كانت العائلة ذات الأجيال المتعددة تعيش تحت سقف واحد. ومن ناحية عملية فإن نسبة أرباب البيوت الذين يحنون للعودة لهذا النمط لا تتجاوز الـ 1%.
ويشير تقدير رسمي عام 2011، إلى أن هناك 295 ألف عائلة متعددة الأجيال تعيش معا في بريطانيا.
ويرى هيوز أن رعاية الكبار تقتضي "تضحية"، ولكنها الطريقة الوحيدة المتحضرة القابلة للعمل بها.
ويخلص إلى أن "هناك الكثير من العائلات التي ينتمي بعضها لعائلات مهاجرة حديثا، تتصف بوعيها الجيد للواجبات العائلية"، و"نحتاج إلى أن ننظر إلى جيراننا، ممن يقومون بتحمل مسؤولية العناية بالعائلة، رغم أن أوضاعهم المالية ليست جيدة، بمعنى عدم إجبار الكبار على الذهاب إلى بيوت رعاية العجزة، وهذا الأمر يمكن تحقيقه. إنّ علينا أن لا نترك أي شخص ونهمله لأنه بذلك سيلقى نهاية غير سعيدة كما يحدث عادة في مثل هذه الأحوال".