من المنتظر أن تجري لوك أويل الروسية أعمال حفر لأعماق بعيدة بحثا عن
الغاز غير التقليدي في منطقة صحراء الربع الخالي في
السعودية أوائل العام القادم وذلك بعد عقد من
التنقيب بدون جدوى عن مكامن تقليدية.
ودعت السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم الشركات النفطية العالمية مثل لوك أويل ورويال دتش شل وسينوبك لاكتشاف وضخ الغاز من منطقة الربع الخالي في جنوب شرق المملكة منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
وتحتاج السعودية إلى الغاز الطبيعي لتغطية احتياجات الطلب المحلي على الطاقة الكهربائية المدعمة حتى تتمكن من توفير مزيد النفط لتصديره بعائدات مغرية.
وأخفقت شركات نفطية عالمية أقامت مشروعات مشتركة مع أرمكو السعودية الحكومية في اكتشاف مكامن للغاز ذات جدوى
اقتصادية وأحجم آخرون عن التنقيب لكن لوك أويل أبدت استعدادها للمشاركة.
وقال مصدران في صناعة النفط والغاز إن الشركة الروسية تخطط بمشاركة أرامكو لحفر اثنين من الآبار التقييمية على عمق بعيد بما يصل إلى 19 ألف قدم في حقل مشيب للغاز المحكم بصحراء الربع الخالي.
وقال مسؤول في لوك أويل أوفرسيز إن المشروع المشترك سيقوم بحفر أول بئر في الربع الأول من عام 2015 وسيحفر البئر الثانية خلال النصف الثاني من العام نفسه. وامتنعت أرامكو السعودية عن التعليق.
وقال مصدر "ستكون التكلفة مرتفعة جدا مقارنة مع المكامن غير التقليدية في الولايات المتحدة."
وتم اكتشاف الغاز المحكم في مكامن شكلتها صخور قليلة النفاذية والمسامية على أعماق تتراوح ما بين ثمانية آلاف وعشرة آلاف قدم ولذلك يحتاج إلى تكسير هيدروليكي. وهناك نوع آخر أكثر شيوعا من الغاز غير التقليدي وهو الغاز الصخري الذي يوجد بين طبقات الصخور الرسوبية.
وقال سداد الحسيني -وهو مسؤول كبير سابق في أرامكو السعودية- "يظهر حفر بئرين أنهم جادون وإيجابيون بشأن المنطقة والأكثر أهمية أنهم أكثر التزاما من شركات نفطية عالمية أخرى رحلت بالفعل.
"لكن لا بد أن يجدوا بعض سوائل الغاز الطبيعي والمكثفات حتى يتمكنوا من زيادة الأرباح وتوزيع النفقات."
وبدأت المملكة متشجعة بزيادة إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة وهو ما حولها من أكبر مستورد في العالم للغاز إلى بلد مصدر في فحص مكامنها الكبيرة غير التقليدية وإمكانية الاستفادة منها في النمو على الأجل الطويل لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكانها.
وقال خالد الفالح الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية إن الرياض ستنفق ثلاثة مليارات دولار على تطوير الغاز الصخري في المملكة لكنه لم يذكر تفاصيل عن تلك الاستثمارات.
وربما تتمثل أكبر عقبة أمام السعودية في نقص المياه لأن عملية التكسير الهيدروليكي تتطلب ضخ كميات كبيرة من المياه العذبة لدفع الغاز للخروج من بين الصخور أو الرمال المضغوطة.
وقالت أرامكو السعودية في نشرتها السنوية لعام 2013 التي نشرتها اليوم إنها تقوم بتطوير تقنيات جديدة للتكسير الهيدروليكي لزيادة معدلات الاستخراج وتحسين كفاءة النفقات. وأشارت إلى "سائل تكسير هيدروليكي يعتمد على ثاني أكسيد الكربون كأحد التقنيات لمواجهة تحدي إمدادات المياه."
وقال الحسيني "أرامكو في مرحلة التقييم للغاز الصخري وهو تقييم يتطلب إنفاقا رأسماليا كبيرا. وسيعتمد مزيد من التطورات على النتائج."
وأضاف "يبدو أن لوك أويل تريد أن تكون شريكا في عملية التقييم."
وفي الوقت الحاضر تتمثل أكبر مبادرة ملموسة لأرامكو في خطة لإنتاج 200 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز الطبيعي غير التقليدي بحلول عام 2018 لإمداد مشروع الفوسفات الجديد ومحطة كهرباء في شمال لمملكة.
وتقوم أرامكو أيضا بالحفر في مناطق بحرية في البحر الأحمر واكتشفت غازا هناك.
وأقامت شركات خدمات نفطية مثل بيكر هيوز وشلمبرجير وويذرفورد وهاليبرتون قواعد أنشطة في السعودية لمساعدة أرامكو في تطوير تقنيات للغاز غير التقليدي.
وقال الفالح لرويترز إن شركات الخدمات النفطية قد تساعد أرامكو في مواجهة التحدي المتمثل في نقل الغاز الصخري بجدوى اقتصادية إلى أقصى شمال المملكة إضافة إلى توصيله بشبكة الغاز الرئيسي الذي يمتد من شرق البلاد إلى غربها.
وقال ماريو روسكيف رئيس الأنشطة التكنولوجية لدى بيكر هيوز لرويترز "تعرف أرامكو مكامنها جيدا...في السعودية (الغاز الصخري) سيكون أكثر تكلفة مقارنة مع الولايات المتحدة."