صحيفة بريطانية تتهم مستشارا لبلير بالعمل مع السيسي
لندن – عربي 2125-May-1402:01 PM
0
شارك
كامبل متهم بتقديمه النصح للسيسي المسؤول عن مقتل أكثر من ألف متظاهر
كشفت صحيفة الديلي ميل البريطانية في تقرير لها أمس السبت، عن زيارة قام بها ألاستير كامبل (المستشار الإعلامي لتوني بلير) لمصر مؤخرا ومقابلته لمسؤولين، ما أثار جدلا حول طبيعة الزيارة وماهية الدعم الذي يقدمه كامبل لحملة السيسي الرئاسية، حيث أن كامبل مشهور بدوره في حملات العلاقات العامة، لتحسين صورة توني بلير بعد دوره في حرب العراق.
وأدانت الصحيفة الزيارة قائلة إن النظام الانقلابي في مصر متورط في قتل الآلاف من المصريين، وإن
زيارة كامبل تأتي استكمالا لزيارة بلير الأخيرة، والتي أعلن فيها دعمه للسيسي قائد الانقلاب العسكري، والمتوقع فوزه في الانتخابات المحسومة نتائجها مسبقا.
وكامبل معروف في بريطانيا بتقديمه وثائق مغلوطة حول أسلحة الدمار الشامل في العراق، والتي بررت غزوه بناءا على أوامر كامبل الذي طلب التلاعب في نص الأدلة، كي تتوافق مع بيانات الرئيس الأمريكي جورج بوش في ذلك الحين.
وقالت الصحيفة إن هدف زيارة كامبل إلى مصر على حد قوله هي "إجراء محادثات مع مسؤولين".
وقد اتهمت الصحيفة كامبل بالعمل كمستشار في حملة السيسي، وهو ما رد عليه كامبل قائلا: "كنت في مصر في زيارة قصيرة منذ أسابيع قليلة، ولكن ليس للعمل في حملة السيسي".
وعندما ضغطت عليه الصحيفة بسؤال آخر عما إذا كان يقدم خدمات استشارية للنظام الانقلابي، رد قائلا: "كنت في مصر منذ أسابيع قليلة للحديث مع المسؤولين والسياسيين حول آراء الإعلام الدولي حول مصر، بخصوص بعض القضايا المعروفة".
ورفض كامبل الإدلاء بتصريحات أخرى حول هذا الأمر.
وكامبل معروف بصلته الوثيقة ببلير، والذي زار القاهرة مؤخرا وأعرب عن دعمه للسيسي وانتقاده للإخوان المسلمين، ما أثار انتقادات واسعة في بريطانيا.
وكشفت صحيفة الديلي ميل في تشرين أول/ أكتوبر الماضي عن انضمام كامبل لبلير في تقديم استشارات لحكومة كازاخستان، تحت قيادة الدكتاتور نازار باييف، المتورط في انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في بلاده.
وفي شباط/ فبراير شارك كامبل في ندوة في دولة الإمارات حول العلاقات العامة الدولية للحكومات، وألقى خطابا هناك.
وفي حوار مع الصحيفة عبر البريد الالكتروني رفض كامبل الرد على تساؤلات بخصوص مقابلته السيسي، وعن رأيه في انتهاكات السيسي لحقوق الإنسان في مصر، كما لم يرد على سؤال بخصوص تلقيه أموالا من النظام المصري في مقابل اللقاءات التي يجريها معه. ولم يرد مكتب بلير على نفس التساؤلات من الصحيفة. قالت صحيفة "ميل أون صاندي" إن رئيس الوزرء البريطاني السابق توني بلير، ومدير مكتب اتصالاته أليستر كامبل، واجها نقدا وجدلا جديدا حول الانتخابات التي يتوقع أن يكتسحها وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي، الذي قاد انقلابا العام الماضي.
فقد أكد كامبل الذي أجبر على الاستقالة من منصبه عام 2003 حول "الملف سيئ السمعة" والذي احتوى معلومات مغلوطة عن العراق، أنه زار مصر وأجرى اتصالات مع "المسؤولين والسياسيين".
ويتهم كامبل بتقديمه النصح للجنرال المسؤول عن مقتل أكثر من ألف متظاهر، وعندما سئل كامبل حول تقديم النصح لقادة الانقلاب والسيسي أجاب "كنت في زيارة لمصر قبل عدة أسابيع، لكن ليس للعمل في حملة السيسي الانتخابية". وعندما ضغط عليه وإن كان قدم نصائح للسيسي حول قضايا أخرى أجاب "كنت في القاهرة قبل عدة أسابيع، للحديث مع المسؤولين والسياسيين حول نظرة الإعلام الدولي لمصر في قضايا تثير القلق وواضحة".
وتقول الصحيفة إن زيارة كامبل لمصر جاءت بعد أسابيع من خطاب شديد اللهجة ألقاه بلير، ودعا فيه لدعم الانقلاب في مصر ومواجهة الإسلاميين، وأثنى فيه على ما قام به السيسي من الإطاحة بالإخوان المسلمين ورئيسهم المنتخب.
وقال بلير -الذي زار مصر بصفته ممثل الرباعية الدولية ومبعوثها في الشرق الأوسط- إن الإخوان المسلمين حاولوا أخذ البلاد، وحرفها عن قيمها الرئيسية.
ويحتفظ كل من بلير وكامبل باتصالات قوية مع أنظمة المنطقة منذ عملهما في الحكومة.
وكانت الصحيفة كشفت العام الماضي عن علاقة كامبل مع رئيس دولة كازخستان، نازار باييف المتهم نظامه بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وفي شهر شباط/ فبراير الماضي ألقى كامبل خطابا في منبر الاتصالات الحكومي في الإمارات العربية المتحدة، والذي مولته الحكومة.
وحاولت الصحيفة الاتصال به ولكنه رفض، وأكد أنه لم يعمل في حملة السيسي الانتخابية، ولكن الصحيفة كانت معنية بمعرفة إن كان قدم نصيحة للحكومة المصرية، ووعد بإرسال الرد عبر رسالة إلكترونية. وبعد ساعات قال إنه حاول الاتصال بالرجل الذي دعاه لمصر، ولهذا تأخر بالرد على الصحيفة "ولم يكن السيسي".
ورفض الرد عن سؤال عما إذا كان التقى السيسي وإن كان بلير رتب الزيارة، وحول موقفه من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وإن كان تلقى مالا حول مناقشاته مع "المسؤولين والسياسيين" المصريين.