من دروس الشعب
المصري المعذب بعد ثلاثة أيام من الانتخاب والانتحاب: الأيام تفصح والتاريخ يفضح.. والمعركة لم تنته.. والثورة رغم ما ألمّ بها وبأبنائها تتحامل على نفسها وتمضي.. تستكمل مسيرها باتجاه بلوغ غاياتها.. وهذا الذي يجري بعضُ فصولها...
***
لم تخرج مصر واعتصمت بالبيوت.. وزحفت النائحات على منابر القنوات.. واشتدّ بكاء البواكي وعويل المعولات.. "مصر أمانة بين إيديكو يا شعب مصر".. يسألون شعب "الإحنا" إلحافًا.. أمّا شعب "الإنتو" فلا من يسأله ولا من يسأل عنه.. ولكنّه يسطّر ملحمته شامخا لا يهاب سجنا ولا موتا ولا تنكيلا.. كجبابرة كلّ العصور.. اشتدّ البكاء واحتدّ العويل على مصير "إسود" ينتظر جوقة "
السيسي الذَّكَرْ".. ولم تفلح دموع التماسيح في إقناع المصريين الذين كانت الجولة لصالحهم هذه المرّة.. اعتصموا بالإضراب العامّ عن الانتخاب.. فكانوا هم الرقم الأصعب في المعادلة...
***
الحيرة اشتملت على رئيس لجنة الانتخابات.. جاء مهرولا فقال:-
نمهلكم يوما ثالثا... فكان كمن يحمل مدينا على خلاص دَيْنٍ.. وانزوى يسترجع أنفاسه...وأقبل يونس مخيون رئيس حزب النور السلفيّ يلهث وهو يمسك المخرج خالد يوسف بيدٍ وباليد الأخرى ورقة جاء بها لتوّه من شيخ الأزهر القديم علي جمعة وعليها ختم مفتي الديار المصرية...
يقرأ خالد يوسف الورقة:-
يا شعب مصر العظيم.. اسمع وعِ.. لقد أجزنا زواج المُكْرَهة لنفتح صفحة جديدة في التاريخ المصريّ..لمّا سمعت بالنبإ النائحات حوّلن عويلهنّ إلى زغاريد وأخذن في الرقص.. "
تسلم الأيادي"....