في دعوة صريحة وعلنية طالبت صحيفة "التايمز" البريطانية باستهداف وقتل خبير
المتفجرات في تنظيم
القاعدة في شبه الجزيرة العربية
إبراهيم العسيري. وجاء في افتتاحيتها:
"قبل ثلاثة أشهر قامت القوات الأمريكية الخاصة بمشاركة وحدات كوماندوز محلية بهجوم على معقل من معاقل القاعدة في صحراء
اليمن. وكان الهدف من وراء العملية إبراهيم العسيري، الشخص الموهوب والعبقري وصانع المتفجرات، وقتل في العملية 65 شخصا يشتبه بضلوعهم في الإرهاب، وليست هذه هي المرة الأولى التي ينجو فيها العسيري من القتل. ويعتقد أنه وتلامذته يقفون وراء تهديدات جديدة لاستهداف طائرات شحن أمريكية باستخدام جيل جديد من المتفجرات التي صممت كي لا يكتشفها النظام الأمني في المطارات".
وأضافت "هناك الكثيرون ممن سيشعرون بالانزعاج للوقوف في طوابير الفحص هذا الصيف، ولكن يجب أن لا يندهش أحد، فبعد 13 عاما من هجمات 9/11 لا توجد طريقة لمعرفة المدة التي سيطول فيها القتال ضد الإرهابيين المسلمين وبالتحديد هوسهم باستهداف الطائرات والعمليات الكبيرة".
وقالت "إن العدو يؤمن بأيديولوجية مسمومة ترفق بنزعة نحو القتل من خلال العمليات الانتحارية، وفي النهاية، فهذه الحرب يشنها أفراد يعتبر العسيري من أكثرهم خطورة، فقد درس الكيمياء، ويعتقد أنه قام بتصميم "السروال المتفجر" الذي كاد أن يفجر طائرة ضخمة وهي تهبط في مطار ديترويت في عام 2009. وفي عام 2010 ربط العسيري بمتفجرتين ربطتا في طرود كانت في طريقها لشيكاغو ولا يمكن لكلاب الشرطة اكتشافها، وقبل ذلك أرسل شقيقه للموت حيث ركب متفجرة في ظهره. ويرى محللون أصابعه في العمليات الجهادية في العراق وسوريا".
وتمضي للقول "يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن تهديد موثوق وحقيقي ربما جاء من خلال ربط المتفجرات الموضوع في مواد غير حديدية مثل الأحذية والقطع الإلكترونية. وسيتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية في المطارات البريطانية والتي ستشمل فحص للحقائب اليدوية قبل دقائق من صعود الركاب للطائرة، ومن هنا فزيادة الإجراءات الأمنية في المطارات في هذه الظروف أمر ضروري، ولكنها الخط الدفاعي الأخير. وهي مهمة حتى تقوم الوكالات الاستخباراتية الغربية بإحباط المؤامرات بشكل مستمر وسحق الذين يقفون وراءها، وفي كلا الحالتين فلا بديل عن الطريقة التقليدية للحصول على المعلومات الأمنية وهم البشر أو ما كان يطلق عليهم بالجواسيس سابقا".
وتشير إلى عملية نقل المتفجرات في عبوات الحبر المستخدم في آلالات الطباعة حيث لم يتم الكشف عنها في طريقها من اليمن عبر قطر وحتى وصولها لشيكاغو، ولم يتم الكشف عنها إلا من خلال إخبارية قدمها مدير المخابرات السعودية، وهو ما أدى كما تقول الصحيفة لتجنب كارثة على قاعدة مشابهة لهجمات 9/11.
وتمضي للقول "هناك أدلة قوية تظهر أن المخابرات الأمريكية اقتربت من تحديد مكان وقتل العسيري، وهذا بفضل المعلومات التي قدمها مخبرون، وهذه المرة من جهادي دانماركي اخترق القاعدة".
وتذكر الصحيفة بوجود مئات من الشباب الغربيين الذين تعرضوا للتشدد في طريقهم للعراق وسوريا، "وفي حالة ثبتت فيها مخاوف أم أي-6 فالعديدين منهم سيعودون للعواصم الأوروبية برؤية للقيام بعمليات استشهادية وبجوازات سفر تسهل مرورهم عبر دوائر الهجرة في المطارات".
ولا بديل عن الصبر والحذر تقول الصحيفة، لكن هناك ما يدعو للأمل، فآباء الجهاديين البريطانيين يعبرون عن ميل نحو إخبار السلطات عن أبنائهم، فكل جهادي عائد هو مخبر محتمل، فيما يتراجع الدعم للمتطرفين المسلمين في العالم. وسيكون مصدر سعادة لو رأينا حركة سلام مسلمة كما اقترح أحد كتابها، ديفيد ارونوفيتش في مقال له يوم أمس، فهذا المستنقع يجب تجفيفه، وفي الوقت الحالي يجب محو العسيري وإخراجه من ساحة المعركة. فصحراء الربع الخالي اليمنية قد تكون خارجة عن السيطرة، ولكن ليس من الصعب إظهار أن من يسير في طريق الإرهاب يجب أن يدفع ثمنا باهظا".