ينتظر هيرينيرينا أمام المطار جثة زوجته المرسلة من السعودية، حيث كانت من العاملات المنزليات اللواتي وقعن ضحية الاسترقاق في بلدان الخليج.
وكانت صولانج قد غادرت مدغشقر لتزاول أعمالا منزلية في الخارج، شأنها في ذلك شأن عشرات الآلاف من بنات البلاد اللواتي يقمن بهذه الخطوة منذ حوالي 15 سنة.
وهي توفيت في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي بعد أقل من سنة على وصولها إثر سكتة قلبية لا مبررات معروفة لها. لكن صولانج كانت قد أطلقت نداء استغاثة قبل شهر من وفاتها.
يقول هيرينيرينا زوج الخادمة المتوفاة: "قالت خلال آخر اتصال هاتفي بيننا: لا أعرف أين أصبحت وما هو عنواني ولن أعود بينكم قريبا فاعتنوا بالولدين".
من جهتها تقول زيتال نيرينا، وهي خادمة سابقة في المملكة العربية السعودية: "رب المنزل كان يرمي منتج كلوروكس والحمض على عيني، فأخبرت ربة المنزل وقلت لها إني أريد الذهاب إلى المستشفى، فرفضت طلبي وأجابتني أنه ينبغي أن أعمل سواء أحببت ذلك أم لا. كان علي الاستمرار في العمل. كنت ابدأ بالعمل عند السادسة صباحا وأخلد إلى النوم عند الثانية فجرا".
وبصورة عامة، يرسل الآلاف من العمال والعاملات المنزليات من بنغلادش وإندونيسيا وسريلانكا والفيليبين ونيبال إلى بلدان الخليج. وغالبا ما تندد منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بسوء معاملة هؤلاء العمال والعاملات وحتى تعذيبهم.
وقد قررت حكومة مدغشقر العام الماضي تعليق إرسال العاملات إلى البلدان العالية المخاطر بالنسبة إلى مهاجريها، لكن لا تزال شبكة من الوكالات تنشط في هذا المجال من دون رقيب.