كتب أحمد منصور: لم يتضح سبب الانسحاب
الإسرائيلي المفاجئ من مفاوضات القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، إلا بعدما خرقت إسرائيل هدنة وقف إطلاق النار، وقامت بعدها بقصف منزل قائد كتائب القسام محمد الضيف فقتلت زوجته وطفله الرضيع، في محاولة غير آدمية لصناعة نصر زائف، اعتقادا من الصهاينة أن الضيف يمكن أن يدخل بيته في مثل هذه الظروف، ثم قامت فجر الخميس بقصف منطقة كاملة، بها منزل كان به ثلاثة من قادة كتائب القسام هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم.
واستشهد وجرح معهم عشرات من النساء والأطفال، وفي عددها الصادر يوم الخميس الماضي طرح الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي بعض الأسئلة من خلال مقال نشره في صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية قال فيه للإسرائيليين «فكروا لحظة واحدة في سيناريو فظيع هو أن تغتال حماس ـ لا سمح الله ـ سارة ويئير نتانياهو ـ أي زوجة رئيس الوزراء وابنه، ولا يقل ذلك فظاعة عن أن تغتال رويتر ونداف غانتس ـ أي زوجة رئيس الأركان وابنه ـ، ماذا كانت ستصيب حماس من هذا الاغتيال الفظيع؟ وكيف كانت إسرائيل سترد عليه، وهل كانت إسرائيل ستغفر يوما وهل كانت ستطأطئ الرأس لمغتالي أبناء وزوجات قادتها؟»
واستمر الكاتب في طرح كثير من الأسئلة علي هذا المنوال ثم قال «إن الذين استقر رأيهم على محاولة اغتيال محمد الضيف ونجحوا في
قتل وداد زوجته وعلي ابنه «وهو رضيع عمره ثمانية أشهر» من المؤكد أنهم لم يفكروا هذا التفكير فهم في إسرائيل غير مستعدين أبدا لأداء لعبة الأدوار العكسية هذه، أي ماذا كان سيحدث لو كنا مكانهم؟ وهذا جزء من سلب الفلسطينيين إنسانيتهم ونسبتهم إلى الشيطانية».
واختتم الكاتب الإسرائيلي مقاله قائلا: «إن المسؤولين عن القضاء على أبناء عائلة الضيف بحثوا عن صورة انتصار أو عن صورة مؤلمة على الأقل بقدر كاف لوقف إطلاق القذائف الصاروخية، لكن التأثير كان وسيكون دائما عكس ذلك».
هذه هي القراءة الصحيحة لما حدث والحق ما شهدت به الأعداء كما يقولون، فحركة حماس قالت إن هذه الجرائم لا تزيدها إلا تصميما ومحاولة تحقيق الانتصار الزائف الذي سعت له إسرائيل من خلال قتل المزيد من النساء والأطفال وحتى قادة حماس لم يزد المقاومة إلا تصميما على مطالبها وعلى حربها على إسرائيل، لقد قتلت إسرائيل حتى الآن أكثر من ألفين من أبناء غزة أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وهي تتباهى بقتل الأطفال غير مدركة أن المرأة الفلسطينية هي الأكثر خصوبة في العالم، وأن حجم الكراهية الذي حصلت عليه إسرائيل من وراء هذه الجرائم حتى من حلفائها هو الأكبر في تاريخها لأن قادتها أكدوا للعالم أجمع وحتى لحلفائهم أنهم أعداء للانسانية، فالرجال لا يواجهون إلا الرجال كما فعل مقاتلو حماس مع أعدائهم في المواجهات المباشرة أما ترك المواجهات المباشرة وقتل النساء والأطفال لمحاولة صناعة انتصار زائف بعد الهزيمة في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات فهذه ليست سوى أعمال الجبناء أعداء الانسانية المنهزمين، لقد قامت إسرائيل بقتل الآلاف من قادة المقاومة منذ الشهيد عزالدين القسام ومرورا بمئات من الرموز مثل أبو جهاد خليل الوزير والشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي ويحيى عياش وغيرهم فهل انطفأت جذوة المقاومة أم أن دماء الشهداء هي التي تزيد جذوتها وتؤجج نارها ضد الصهاينة؟
(الوطن القطرية)